- ابتعدوا عن شجرة الكوناكاربس.. والمانغروف لزراعة الشواطئ
- المياه المعالجة رباعياً.. للري الزراعي في المناطق الزراعية
- شجرة السدر.. ثمر وظل وعسل
حسين أحمد قبازرد من المزارعين المعروفين في الكويت، فهو أول من زرع الفراولة تنقيطا داخل الشبرات المحمية في مزرعة خباري بالوفرة قبل حوالي اربعين عاما، وكان امينا لسر الاتحاد الكويتي للمزارعين لسنوات طوال في ايامه الذهبية ايام ادارة المرحوم محمد الرشيد والمرحوم فهد أحمد الطخيم، وكان عضوا في مجلس ادارة الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية، وكان العضو المنتدب في شركة النخيل للانتاج الزراعي، وهو الآن مشرف على العديد من المزارع ابرزها مزرعة واشينطونيا والآن مزرعة نصرالله بهبهاني التي التقيناه فيها يوم الجمعة الماضي لنتجاذب اطراف الحديث العملي حول الشؤون الزراعية الشائكة في البلاد، فركز في حديثه على ازمة المياه العذبة داعيا الجهات المعنية في الكويت الى ايقاف توزيع القسائم الزراعية والتوسعات حتى توفير المياه العذبة في الكويت بأسعار منخفضة، محذرا من استمرار اعتماد الكويت على تقطير مياه الخليج للحصول على المياه الحيوية للبلاد والعباد واستخدام هذه المياه المكلفة في الري الزراعي، فالاولوية ـ كما يقول ـ في ظل التوسع العمراني وانشاء المدن الكبيرة في الكويت لسقي السكان والاستخدام البشري وليس للري الزراعي.
وتابع: فالري الزراعي في ظل سياسة توفير المياه العذبة الصعبة والمكلفة في الكويت يجب ان يعتمد فقط على مياه الآبار ومياه الصرف الصحي المعالجة، ولا يجوز استخدام المياه العذبة الناجمة عن عملية التقطير في الزراعة حتى لو كان تنقيطا او رشا، حتى توفير هذه المياه من مصادر اخرى غير مياه الخليج، مثل استيراد المياه العذبة من مناطق غنية بها عبر الناقلات وحفظها في خزانات ضخمة في جميع قطع او مناطق الكويت، وهو المعروف عمليا ببنك المياه العذبة، فمن الاهمية بمكان انشاء هذا البنك وبأسرع وقت ممكن.
زراعة التناكر غير مجدية
وفسّر الزراعي قبازرد كلامه بقوله: ان مشكلة توفير المياه الصالحة للشرب مشكلة اقليمية ولا استبعد ان تكون حروب المستقبل حولها، وفي بلادنا الكويت ليس هناك افضل من استخدام مياه المجاري او الصرف الصحي بعد معالجتها رباعيا في الري الزراعي، وهنا اتساءل من وراء ضعف ضخ هذه المياه الى مزارع الوفرة حتى الآن؟ فالماء المعالج يصل مزارع الوفرة يوميا ويغيب عشرة ايام هذا ان وصل! ومن الخطأ الاسراف في استخدام مياه الآبار الجوفية الصليبية في معظم مزارع الكويت في الري الزراعي، لاسيما غمرا في زراعة الاعلاف والثيل (الشعب الاخضر) لأن من شأن هذا التأثير سلبيا على الثروة النفطية عماد الاقتصاد الوطني مستقبلا.
بقي ان تُعمم مكائن تحلية المياه الجوفية للحصول على المياه العذبة اللازمة لري العديد من النباتات داخل المجمعات والشبرات والبيوت الزراعية الحديثة المكيفة كالخيار والطماطم والفلفل وغيرها من نباتات لا تجود الا بالماء العذب، وتعميم مكائن تحلية المياه الجوفية التي يروج لها مستوردوها، مشكلة بيئية عاجلا ام آجلا، فالمياه المالحة الخارجة منها تخرب التربة الزراعية.
اذن، ليس امامنا الا تكوين بنك للمياه العذبة من مياه مستوردة عبر الناقلات الضخمة وحتى تكوين هذا البنك واشباع سكان المدن السكنية القديمة والجديدة من المياه العذبة، يمكن العودة لتوزيع القسائم الزراعية ومنح التوسعات في المناطق الزراعية وتشغيل محطات تعبئة المياه العذبة بالتناكر، فالماء عصب الحياة والعمود الفقري لها، وعلى الحكومة ان توقف توزيع القسائم الزراعية ومنح التوسعات ومراقبة اساليب الري في كل مزرعة كي لا تورط نفسها وتورط المزارعين بعد حين.
واضاف: فالزراعة لا يمكن ان تستمر بالماء العذب المقطر من مياه الخليج المعرضة للتلوث بنقلها عبر التناكر الى آلاف المزارع في الوفرة والعبدلي لننتج بها الخيار والفراولة، وعلينا بالزراعات التي لا تستخدم فيها المياه القديمة الخالصة، وعندنا العديد من هذه الزراعات مثل النخيل وحتى الطماطم يمكن انتاجها عبر الحقول المكشوفة شتاء بالمياه الصليبية قليلة الملوحة والحقلية افضل من المحمية المشبعة بالمبيدات الكيماوية والهرمونات.
شجرة المانغروف
وتحذيرنا ليس مقتصرا على الانتاج الزراعي المثمر في مزارع الوفرة والعبدلي، لكنه يمتد ليشمل قطاع الزراعات او التجميلية، فمن الاهمية بمكان البعد نهائيا عن استمرار زراعة نبتة الكوناكاربس النهمة للمياه واستبدالها بأشجار البيئة الصحراوية التي تكتفي بالقليل من المياه وتتحمل الحرارة وخصوصا شجرة السدر والصفصاف والدفلة.
واشار قبازرد الى اشجار السدر المزروعة بكثرة امام بيوت مزرعة رجل الاعمال المعروف نصرالله بهبهاني وحولها لاضفاء مزيد من الجمال الطبيعي والخضرة النضرة فيها قائلا شجرة السدر جمال وغذاء وزهورها الآن ذات رائحة زكية ورحيق مغذ لنحل العسل، فأكثروا من زراعتها في مزارعنا، وضعوا خلايا النحل بجوارها، فليس هناك ألذ وأفيد من عسل السدر.
هذا ويمكن زراعة شجرة المانغروف ابنة عم شجرة الكوناكاربس في شواطئ مياه الخليج، لأن هذه الشجرة التي تنمو في البحر كما هو حادث في الامارات العربية المتحدة وفي بعض المناطق البحرية الساحلية بالكويت بفضل الباحثة د.سميرة عمر مديرة عام معهد الكويت للابحاث العلمية الآن، والمطلوب زيادة زراعة هذه الشجرة في مياه الخليج لتحسين البيئة وخلق بيئة طبيعية مناسبة لتكاثر الاسماك والطيور البرية.
وقال: الطبيعة ذات عناصر متعددة لكنها متصلة مع بعضها البعض ونحن نريد زراعة مثمرة لكن من دون تخريب للبيئة، والاهم اننا نريد زراعة تعتمد كثيرا على مواردنا الطبيعية وليست المستوردة، وهنا دعني يا ابو عصام احذر وبشدة من الآثار المدمرة للبيئة بفعل الاسراف في استخدام المبيدات الكيماوية في الانتاج الثمري والخضري وندعو لاستخدام المبيدات الحيوية بدلا من الكيماوية والمخصبات بدلا من الاسمدة الكيماوية، وحذار من استخدام الهرمونات للتعجيل في انتاج الطماطم جريا وراء الاسعار المرتفعة في بداية انتاجها بالكويت، ولي رجاء عند المزارعين ان يراقبوا عملية رش المبيدات في مزارعهم ولا يتركوا هذه المهمة لوكلاء مزارعهم والمشرفين عليها يستخدمون المبيدات الكيماوية ويخلطونها كما يحلو لهم من دون مراعاة الشروط العامة لاستخدام المبيدات الكيماوية في مزارعنا سواء المتعلقة بالعمال الذين يقومون بالرش او بكميات الرش واوقاتها، مع رجاء عدم تنزيل الثمريات من خيار وفلفل وطماطم وكوسا وباذنجان وما اليها الا بعد اسبوع من آخر رشة لها وغسل هذه الثمريات قبل تنزيلها الى الاسواق بمحاليل مصنوعة لغرض ازالة آثار المبيدات الكيماوية، وهي متوافرة في جميع المراكز التسويقية الكبرى في الكويت، لكن ونظرا لصعوبة هذا الغسل للمزارع الذي ينتج آلاف الصناديق من الثمريات يوميا فإنني ارجو من ربات البيوت استخدام محاليل غسل الثمريات والخضراوات في البيت غسيلا جيدا لسلامة جميع افراد الاسرة، موضحا ان محاليل غسل الثمريات مكونة من مادة رئيسية هي برمنجنات البوتاسيوم تقدر على تفكيك المبيدات الكيماوية الكامنة في الثمرة.
وصلت شتلات الفراولة.. وتقاوي البطاطا قريباً
وصلت شتلات الفراولة المستوردة الى الشركات الزراعية الكبرى في الكويت فقامت بعرضها للبيع على المزارعين الراغبين في زراعتها مع بداية الأسبوع الماضي، وفق كلام الزراعي حازم زردق، العامل في الوفرة، مبينا أن الشتلات الواصلة من نوع «تودلا» الاسباني ونوع سويتان الاميركي، ولكل منهما مميزات، فالإسباني يمتاز بنسبة سكريات عالية وحجم متوسط فيما يمتاز الاميركي بالحجم الكبير والانتاج الغزير.
وتستمر زراعة شتلات الفراولة حتى نهاية الشهر الجاري، داخل المحميات المبردة رأسيا على الأرفف او افقيا باستخدام الملشي الابيض او الاسود لحمايتها من التراب والرمل.
وفي كلتا الحالتين يستخدم اسلوب الري بالماء العذب تنقيطا لمدة اربعين يوما تقريبا للحصول على فراولة حمراء اللون لذيذة الطعم.
تقاوي البطاطا المستوردة
اما فيما يتعلق بتقاوي البطاطا المستوردة فمن المنتظر ان تصل الكويت اخر الشهر الجاري تمهيدا لزراعتها في الارض المستديمة وفق كلام الزراعي نادر بنورة، مؤكدا اهمية اعداد الارض وتسميدها ومد شبكات الري الحديثة فيها للزراعة اثر وصول التقاوي مباشرة من هولندا واميركا وفرنسا.
كما ينبغي على الراغبين في زراعية تقاوي البطاطا تسجيل الكميات الراغبين في زراعتها لدى معارض الاتحاد والشركات الزراعية الكبرى في البلاد لتوفيرها كاملة، الجدير بالذكر ان العديد من مزارعي الكويت عبروا لـ«الأنباء» عن عدم رغبتهم في الاكثار من زراعة تقاوي البطاطا هذا الموسم، نظرا لتراجع قيمة دعمها الحكومي وتفاقم مشكلة نقص العمال والمياه العذبة والتسويق في الكويت.
الزراعيون الأوائل
مبارك السعدي.. وتجزئة المزارع
يعتبر المزارع مبارك سعدي فرج عدهان.. المعروف بمبارك السعدي من اقدم مزارعي منطقة العبدلي الزراعية في أقصى شمال الكويت فقد حاز مع بداية السبعينيات مساحة شاسعة من أرض العبدلي وزرعها بالكامل حقليا ومحميا ثم تنازل عنها وجزَّأها أواخر أيامه أوائل التسعينيات للآخرين محبي الزراعة فصارت مزرعته عشرة مزارع وزيادة منها مزرعة سالم الوهيدة المعروفة الآن، عاش المرحوم السعدي المزارعين الأوائل في العبدلي ومنهم المرحوم الشيخ مبارك صباح الناصر والمرحوم محمد عبدالكريم الحميدان والمرحوم عبدالرحمن الصغران والمرحوم فوزان القريشي الذي كان جاره هناك.
عرف المزارع مبارك السعدي بطيب الخلق وحسن التعاون وساهم مع الرعيل الأول من المزارعين بتأسيس الاتحاد الكويتي للمزارعين عام 1974.
الجبري يوصي بالزراعة العضوية «أورغنك»
أثنى العديد من المهتمين بالشأن الزراعي في البلاد بقرار وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب ولشؤون الزراعة محمد ناصر الجبري تعيين رئيس متخصص لقسم الزراعة العضوية في الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية.. أملا بصوغ خطة علمية وعملية للبدء فعلا في إنتاج زراعي عضوي حقيقي في مزارع الكويت، يبتغيه سكان الكويت منذ زمن طويل.. ويدعون إليه!
وقال الزراعي نادر بنورة المشتغل بالزراعة والمستلزمات الزراعية منذ ثلاثة عقود في الوفرة والعبدلي: إن هذا القرار يدل على اهتمام حكومي بالإنتاج العضوي الذي لا يعتمد على كثافة المبيدات والأسمدة الكيماوية ولا الهرمونات في إنتاج الثمريات في البلاد.. خصوصا وان رئيس هذا القسم برئاسة الباحث الزراعي عبدالرحمن ابراهيم الفريح خريج أكبر جامعة هولندية متخصصة في هذا المجال الحيوي.
وأضاف أنه والعديد من المعنيين بالشأن الزراعي ينتظرون انجازات حقيقية وإنتاجا مثمرا آمنا صحيا للمستهلكين في غضون عام واحد موثق من جهات علمية وعالمية بأنه عضوي بالفعل وليس ادعاء كما كان يحدث من قبل بعض المزارعين سابقا..!
مجرد سؤال.. لهيئة الزراعة
التوسعة حق لكل مزارع منتج.. يطرح الخضار والثمار والمنتجات الزراعية في الأسواق المحلية بشهادة فواتير مبيعها الصحيحة والموثقة.. ولكنها ليست من حق مزارع غير منتج..
فلماذا تمنح التوسعات لمزارعين غير منتجين منذ سنوات وحتى الآن في جميع المناطق الزراعية ولاسيما في الوفرة؟!
.. ولوزارة الأشغال العامة
لماذا لا تُرصف الشوارع الجديدة وسط المزارع الجديدة في منطقة الوفرة الزراعية واضاءتها ليلا أسوة بالشوارع القديمة؟!