- بهزاد والخياط: التغيرات المناخية هي المسؤولة.. ويجب إدماج النماذج الإحصائية لها في المشاريع الحديثة
أرجعت كل من الجمعية الكويتية لحماية البيئة والهيئة العامة للبيئة التقلبات الجوية وما رافقها من هطولات شديدة لأمطار غزيرة تعرضت لها الكويت أخيرا الى التغيرات المناخية، مؤكدتان في تصريح صحافي مشترك أهمية شرح تلك التغيرات مع مدى حساسية البلاد لاستقبال الأمطار مع تقلبات درجات الحرارة.
في البداية، علقت جنان بهزاد أمين عام جمعية حماية البيئة قائلة: قدمت الساحة البحثية في الكويت العديد من الدراسات للمتغيرات المكانية والموسمية والسنوية للأمطار في الكويت ومن المتعارف عليه أن موسم الأمطار فصل الشتاء وموسم الربيع من نوفمبر إلى أبريل والذي يعرف بموسم السرايات، والسراية عرفها خالد الرشيد في الموسوعة الميسرة لألفاظ الحياة الاجتماعية في البيئة الكويتية هي «زوابع رعدية تصحبها امطار إعصارية تقع في أواخر شهر ابريل أو في منتصفه» والسارية في اللغة هي «السحاب الذي يسري ليلا أو السحابة التي بين الغادية والرائحة» هطول الأمطار السنوي منخفض وتقدر الكمية السنوية للأمطار بحوالي 110 - 190 ملم سنويا والطقس جاف في معظم فترات السنة ومعدلات الأمطار محدودة وتختلف بنسبة الهطول في الأجزاء المختلفة من الدولة.
وبينت بهزاد جانبا من السجل التاريخي لكميات الأمطار التي هطلت على الكويت سابقا، مشيرة الى ان «الحد الأدنى الذي سجلت فيه الأمطار 30 ملم في عام 1960، وكان الحد الأقصى المسجل 300 ملم في عام 1954 وكانت الحوادث في السابق مثل أمطار الرجبية في 1872 وفي 1934 التي سميت في سنة الهدامة وتعرض فيها أكثر من 18 ألف شخص نسمة للخطر، وتكررت الحادثة في عام 1997 حيث سجلت الأمطار أكثر من 65 ملم في وقت قصير». مشيرة الى ان مياه الأمطار يتم جمعها في المناطق السكنية في تصريف شبكات مياه الأمطار وهو نظام متقدم يتم تفريغه مباشرة في الخليج العربي.
وذكرت امين عام جمعية البيئة ان «الجريان السطحي للمياه في المناطق الحضرية كان سبب المشكلات لاحتوائها العديد من النفايات الصلبة التي تنوعت ما بين الأتربة ومخلفات البناء وغيرها من نفايات منزلية مهملة وأخشاب وإطارات السيارات واختلاطه في بعض المناطق بتلوث مياه الصرف الصحي»، مشيرة الى انه من الضروري دراسة تقلبات هطول الأمطار الغزيرة لمعرفة الأضرار على المناطق الحضرية، مؤكدة ان التجربة هذه السنة بينت الكثير من الثغرات الناتجة عن عدم دمج العلوم التطبيقية مع هندسة بناء المدن والشوارع وعدم ادراك التغيرات المناخية والتوزيعات المكانية للأمطار في البلاد.
وأوضحت جنان بهزاد ان «تاريخ هطول الأمطار شامل ومفصل ويتضمن قياسات الأراضي التقليدية ومجاري تصريف المياه وتجمعها، وبناء عليه يمكن وصف وتحليل الخصائص المناخية المستحدثة ونمذجة المستقبل من خلال تنبؤات مبنية على الأحداث الأخيرة للتباين في الهطول المطري، وأخيرا محاولة لشرح التغيرات مع مدى حساسية البلاد لاستقبال الأمطار مع تقلبات درجات الحرارة وظاهرة النينيو للوصول إلى فهم أفضل للظواهر الجوية المسؤولة لتشكل المناخ في المنطقة».
وأضافت بهزاد: «يجب استدراك الأخطاء في البنية التحتية وادماج المتغيرات والنماذج الإحصائية للتغيرات المناخية في المشاريع الحديثة حتى نتجنب حدوث نتائج للكوارث البيئية في المستقبل، ومرور مثل هذه الأمطار دون خسائر هو الناتج من التخطيط السليم لاستقبالها، وهذه الأمطار تعتبر مصدرا للمياه الجوفية العذبة وتعتبر مصدرا رئيسيا لإعادة التغذية المحلية خلال العواصف الرعدية الغزيرة، في المناطق ذات الجريان السطحي فتتسرب المياه العذبة إلى خزان المياه الأرضية بعد العواصف وتتدفق إلى خزانات المياه الجوفية». لافتة الى ان «توجيه المياه في القنوات الرئيسية من خلال مجاري السيول الطبيعية والتي تشبع الأرض قبل الجفاف لتشكل الخباري والمياه السطحية على شكل بحيرات وبرك فتحيي بها الأرض بعد فترات الجفاف الطويلة ويستفاد من مخزون البذور وبذلك تنشط دورة الطبيعة بزيارة الطيور المهاجرة في موسمها وتزداد الفرصة لتعافي البيئة الصحراوية».
وفي تصريح مماثل، أكد م.شريف الخياط رئيس قسم رصد تغير المناخ بالهيئة العامة للبيئة، ان الدراسات البحثية اثبتت ان هناك ارتباطا وثيقا بين ظاهرة الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي وما يسببه من تغير للمناخ العالمي مع التغير في انماط وكميات هطول الأمطار على معظم دول العالم، مضيفا: «التغيرات في الغلاف الجوي أصبحت سريعة بشكل مخيف بسبب تزايد تركيز الغازات الدفيئة مما اثر وسيؤثر بالمستقبل على اهم خصائص دورة الماء في الغلاف الجوي ومنها نسبة التبخير والتكثيف لمياه البحار والمحيطات ومسارات الغيوم وما يؤثر عليها من مرتفعات ومنخفضات جوية تعمل على زيادة حدة سقوط الأمطار في بعض الأحيان على مناطق، وقد تسبب الجفاف في اماكن اخرى، ويمكن تلخيص هذا الأمر بأن «التغيرات المناخية تسبب التطرف في احوال الطقس الذي اعتادت دول العالم تسجيله ورصده خلال السنوات الماضية».
وأوضح م.شريف الخياط ان «الكويت ليست بمنأى عن هذه التغيرات، فما نشهده حاليا من ارتفاع في درجات الحرارة غير المسبوقة والتغير في موعد فصول السنة بالإضافة الى شدة وتواتر العواصف الترابية والتطرف في سقوط الأمطار لهو دليل قاطع على ما يحدث من تغيرات خطيرة في الغلاف الجوي، حيث يحاول العلماء والباحثون فهم ما يحدث من خلال النماذج الحسابية والرياضية والتي سرعان ما تفشل نتيجة التغير السريع في ديناميكية الغلاف الجوي».