ندى أبو نصر
حالة من الهرج والمرج والجدل لدى البعض سببتها ظاهرة ارتداء الأقنعة في الشوارع فضلا عن كثير من اللغط في المجتمع والضجة على مواقع التواصل الاجتماعي ومنها تويتر الذي غص بهاشتاغ «#القناع»، وهو ما استدعى تحرك وزارة الداخلية لتسمع من الشخص المسؤول عن هذا التصرف حقيقة الأمر وأبعاده، قبل أن تنتهي إلى عدم وجود تهمة.
«الأنباء» كانت في طليعة من سعوا إلى كشف الحقيقة عبر الاستفسار عن هذا الشخص المسؤول وصاحب الفكرة والذي لم يكن سوى النجم حمد قلم، مقدم برنامج «مع حمد شو»، الذي بدأ يجذب الاهتمام إليه قبل أن يبدأ هذا الموسم عبر فكرة خلاقة تسلط الضوء على مفاهيم «القناع» وسلبية «التقنع»، حيث أكد أن القناع يشكل عصب فكرة الموسم الرابع من برنامجه الشهير، والذي يسلط الضوء على ظواهر اجتماعية منها الخداع والكذب والتصنع أمام الآخرين.
وأضاف حمد أن البرنامج، الذي يعرض على شاشة «الراي» ويتصدر نسب المشاهدة سنويا، يحمل رسالة إلى 3 فئات: أولا ضيوف البرنامج، وثانيا الجمهور، وثالثا للمجتمع، حيث ندعو الناس فيه ليكونوا على طبيعتهم.
وأوضح حمد قائلا: ان الناس منزعجة من وجود القناع في الشارع لكن هذا ما نراه «الكاذب يضع قناع الصدق، والخائن يضع قناع الوفاء، والناس كلها لا تعيش على طبيعتها. وهذه فكرة الحملة بشكل عام».
بعد أن اتضحت أمامنا حقيقة «الأقنعة»، استطلعنا آراء عدد من المواطنين والمختصين حول فكرة البرنامج ورسالته الهادفة، والتي جاءت كما في الأسطر التالية:
في البداية، قالت الكاتبة والمعالجة النفسية نادية الخالدي انه ربما يكون الهدف من الفكرة اجتماعيا كما أن لها بعدا نفسيا ورسالة مبطنة وهو الا تنظر الى وجهي انظر الى شخصيتي في زمن اصبحنا نقيم الناس على المادة او الشكل وهي ظاهرة تحتاج الى لفت نظر وفكرة جميلة فيها ابعاد تعبر عن الهوية الداخلية وبادرة ممتازة وأؤيدها بشدة ولو استطعت لشاركت فيها.
وأضافت: ان القناع هو تعبير عن الرفض لأمر سائد في المجتمع ورفض ايجابي بعيد عن العنف وسلوك يعبر به الاشخاص عن عدم استحسانهم لأمر او حدث، والمعنى الحقيقي عند صاحب الفكرة او المبادرة التعبير عن غضب ورفض حضاري للأمور وبوابة للتمرد النفسي من ظاهرة الاقنعة وارتداء الوجوه والاقنعة في المجتمع مثل الكذب والنفاق وغيرها، كما ان البرنامج ممكن ان يكون رسالة سلام تحمل بعدا نفسيا عميقا في النظر الى الذات الداخلية والانسانية التي افتقدناها وعدم ارتداء اقنعة في الحياة وألا نغير من ملامح هويتنا والبقاء على شخصيتنا الاساسية ونحب بعضنا لذواتنا ولشخصيتنا الحقيقية وليس لأي شيء آخر.
من جانبه، قال ابراهيم صالح علي حميدان من السعودية إنه مع مع فكرة البرنامج إذا كان هدفها إيصال رسالة للشباب بعدم لباس الاقنعة والبقاء على الشخصية نفسها، فهذا شيء جميل وتوعوي.
بدوره، قال نزيه محمد: أتعامل مع الناس بشخصيتي واخلاقي وتربيتي وبوجه واحد واؤيد فكرة البرنامج على ان يكون رسالة توعوية للجميع بان يكونوا على طبيعتهم وعدم ارتداء الاقنعة في حياتهم وبتعاملهم مع الآخرين.
أما خلدون دسوقي فقال ان الكثيرين في المجتمع أصبحوا يرتدون أقنعة الكذب والنفاق، لهذا اصبحنا اذا رأينا احدا يرتدي قناعا شكليا نشعر بصدقه اكثر لأنه لا يخيف بقدر الناس الذين يظهرون بوجوههم الطبيعة ويحملون مائة شخصية ومائة وجه في شخصيتهم، وانا مع البرامج التوعوية التي تحمل هذا المعنى.
وقالت مها سعيد ان الانسان يجب ان يكون على طبيعته في العمل والمنزل وبالحياة ولا مانع من قليل من الديبلوماسية او المرونة ولكن دون كذب أو نفاق، وقد أحببت فكرة البرنامج في ايصال رسالة انسانية هادفة وواضحة للمجتمع بشرط ألا تفهم بشكل خاطئ.