نظمت الأكاديمية البريطانية للدراما والعروض المسرحية عرضا مسرحيا مميزا شمل الفئة العمرية من سن 4 إلى 17 عاما لقصة كارول لويس «أليس في بلاد العجائب»، والذي امتزج فيه إبداع التمثيل بإتقان رقص الباليه.
حيث كان الجمهور على موعد مع مجريات قصة «أليس» التي تقمصتها الطالبة «آية عبد المجيد»، وهي تغادر الحديقة الجميلة تاركة وراءها أختها بعد أن وبختها أمها «ماريا عوارجي»، وراحت تتبع الأرنب الأبيض الذي جسدته الطالبة «صوفيا مانزو»، لتجد «إليس» نفسها عقب ذلك في حفرة غريبة، لتلتقي بعد ذلك بمجموعة من الشخصيات غير الاعتيادية في مكان عجيب، ثم تتوالى الأحداث وتتسارع بعد أن بدأ جسم «أليس» يتغير بين التضخم والتقلص، لتلعب هناك المؤثرات المثيرة دورا مهما وبارزا في إحداث حالة من التشويق والاستمتاع لدى الجمهور، وصولا للحظة الحاسمة التي عادت فيها «أليس» لحجمها الطبيعي.
ثم تلتقي «أليس» بدودة القز الغامضة التي جسدتها الطالبة «سارية أسد» على ضفاف البحيرة العجيبة، ليأتي بعد ذلك اللقاء المميز بينها وبين ملكة الزهور «أليانور خان»، حيث تتداخل الأحداث وتتشابك بظهور القطة «سابين عبدو»، لتدخل المشاهد بعد ذلك في حالة من الدهشة بفضل صاحبة القبعات التي تألقت في أدائها «ياسمين عبد المجيد».
ثم تتسارع وتيرة القصة، وتأخذ منحى من التدافع يأخذ بأنظار الحضور وقلوبهم وهم يتابعون ملكة القلوب «ماريا عوارجي» في الحديقة النموذجية وهي تشتاط غضبا من الورود المطلية والأكل المسروق، لتعلن على الفور بدء المحكمة وإحضار الشهود، إلا أن الشهود وعلى غير المتوقع يمتنعون عن الإدلاء بشهادتهم، وهو ما دفع ملكة القلوب لأن تهددهم بفأسها.
وفي اللحظة الحاسمة تظهر ملكة السلام «اليانور خان» لتقوم بنفي ملكة القلوب بعيدا، وهو ما دفع «أليس» لأن تنتهز الفرصة على الفور وتحاول الهرب والقفز خارج الحفرة، لتتفاجأ بأختها توقظها من نومها، لتعلم أنها لم تكن إلا مستغرقة في حلم مرت به، وهو ما حقق الإبهار والمفاجأة لدى الجميع.
وفي هذا السياق، تتوجه الأكاديمية البريطانية للدراما بوافر شكرها للمدربتين أفنان دحدولي ودومينيك ديلافيلد على جهودهما المبذولة، ونجاحهما في إخراج هذا العرض الذي اتسم بالجودة العالية، وتجاوز حد التوقع من حيث الإتقان والإبداع في المزج بين فن الباليه والتمثيل، متمنية لهما كل التوفيق في إعداد الفتيات للامتحانات المعتمدة في رقص الباليه للبورد البريطاني في مايو.