- التأهب من جديد لبناء مول تجاري في السوق القديم يواكب العصر ويقدم أجود الخدمات
- وفّرنا خدمة المسح الميداني بواقع 200 مسحة يومياً لـ 3 أيام لتهدئة المخاوف داخل المنطقة
- «كورونا» كشف عن صلابة المنظومة التعاونية.. وأنها المحور الأهم في «الأمن الغذائي» وصمامه في الأزمات
محمد راتب
أكد رئيس جمعية الخالدية التعاونية خالد الياسين خلال لقاء مع «الأنباء» أن الفترة الماضية كانت قاسية على الجمعية بكل ما تحمله الكلمة من معنى بعد أن تعرضت لهجوم كاسح من فيروس «كورونا المستجد» تسبب في إغلاق أسواقها وفروعها فترة من الزمن إلى أن عادت الأمور إلى طبيعتها ضمن إجراءات وقائية صارمة.
وأوضح الياسين أن العمل جار على إنشاء مول تجاري في السوق القديم يواكب متطلبات العصر، إضافة إلى تشكيل لجنة لتطوير السوق والأفرع المباشرة ومراجعة الأصناف والجودة وتنظيم المهرجانات، مبينا أن المتطوعين لعبوا دورا بارزا خلال أزمة كورونا وسيتم تكريمهم في حفل خاص قريبا.
وأشار إلى أنه تم اعتماد الميزانية وتوزيع 10% من الأرباح على المساهمين قريبا بعد موافقة وزارة الشؤون على عقد العمومية، مؤكدا أن التسوق الإلكتروني بات ضرورة ملحة في ظل الانفتاح التكنولوجي وحاجة المجتمع إلى مواكبة التطور والحداثة. وفيما يلي التفاصيل:
بداية، ما تأثيرات جائحة كورونا على القطاع التعاوني الذي يعتبر أحد أهم محاور الأمن الغذائي في الكويت؟
٭ الجميع يعلم أن الجمعيات التعاونية لها دور بارز في مختلف الأزمات، وقد كشفت أزمة كورونا مدى صلابة المنظومة التعاونية وعملها المنتشر في جميع مناطق الكويت، وهذا ليس بغريب على القطاع التعاوني الذي استرعى انتباه الدول الأخرى فأرسلت الوفود والمجاميع للاستفادة من هذه التجربة ومحاولة تطبيقها واللحاق بها.
لقد استنفرت أزمة كورونا القطاعات الحيوية في البلاد فحرص مجلس الوزراء على توفير الأمن الصحي والأمن الغذائي ووجه الجهات المعنية لاتباع كل الوسائل وتحديد الأماكن وتوفير المخازن وآلية التسوق بالتنسيق مع اتحاد الجمعيات التعاونية.
معطيات جديدة
تم عقد اجتماع في بداية الأزمة في اتحاد الجمعيات التعاونية لوضع خطط عريضة للمرحلة المقبلة، كيف كانت أجواء الاجتماع؟
٭ تمت دعوة رؤساء الجمعيات التعاونية للاجتماع وتم إبلاغنا بأننا سنكون أمام معطيات وأحداث جديدة لم يسبق لنا التعامل معها ما أشعرنا بحالة من الخوف، وقد تغلبنا عليها بالتصميم على المضي في خدمة أبناء الوطن والقاطنين فيه.
كما تلقينا تعليمات بتوفير مخازن جديدة والحصول على مخزون استراتيجي لمدة تزيد على 6 أشهر والتواصل مع وزارة التربية لتخصيص مدارس لتسكين العمالة بسبب مخاوف الحظر الجزئي أو الكلي وضمان تقديم خدمات للمتسوقين، كذلك وضعنا خطة مستقبلية لتسكين موظفينا في المدارس قبل صدور قرارات مجلس الوزراء بالعزل وتحييد بعض المناطق.
وقعت إصابات في جمعية الخالدية تعامل معها مجلس الإدارة وفق الضوابط الصحية ونجح بتجاوز الأزمة والصمود أمام الجائحة ما دفع الكثيرين للتساؤل عن ماهية ركائز النجاح؟
٭ نحن من أوائل الجمعيات التي تعرضت لإصابات بعدد كبير بفيروس «كورونا» ما دفع النظام الصحي في الكويت إلى الالتفات لهذا القطاع والانتباه إلى كونه محطة لانتشار الفيروس بسبب استقباله لأعداد كبيرة من المتسوقين والازدحام الذي وقع فيه نتيجة قرارات الحظر وغيرها والمخاوف من فقدان السلع والمنتجات، وهذا عزز من فكرة التوجه نحو التعاونيات لفحص العمالة والموظفين وتوفير وسائل السلامة.
أما ما يتعلق بركائز النجاح فهي تقوم على التضامن والتشاور والأخذ بالآراء والتوافق بين مختلف الجهات، والتواصل مع الجهات الصحية لطلب فحص جميع الموظفين بكل شفافية، ورعايتهم وعزل المصابين ما جعلنا نكتسب مناعة وقدرة على التعامل والتكيف مع فيروس كورونا وأخطاره.
وكيف كان التواصل بينكم وبين أهالي المنطقة خلال هذه الفترة؟
٭ كان التواصل يتم من خلال الوسائل الحديثة والاتصالات على مدار الساعة إلى جانب التصريحات عبر الصحف واللقاءات عبر القنوات الإعلامية المتنوعة.
تهدئة المخاوف داخل منطقة الخالدية احتاجت منا إلى جهد كبير دفعنا إلى المطالبة بتوفير سيارات المسح الميدانية وأخذ 200 مسحية يوميا لمدة 3 أيام لمن يرغب، كما وفرنا الوسائل الوقائية والصحية للمحافظة على سلامة قاطني المنطقة.
ماذا بشأن المركز المالي خلال أزمة كورونا، هل تعرضتم لأزمة مالية بسبب الفيروس وإغلاق السوق المركزي؟
٭ تم اعتماد الميزانية وحصلنا على الموافقة من وزارة الشؤون بتوزيع 10% أرباحا على المساهمين، وخاطبنا «الشؤون» لتحديد موعد العمومية وتوزيع الأرباح.
كيف تصف انخراط أهالي المنطقة في ميدان التطوع؟
٭ قدمت جمعية الخالدية التعاونية شهيدا من المتطوعين هو فيصل الشويع الذي كان المسؤول المباشر عنهم والأب لهم جميعا، حيث استقبلنا منذ بداية الأزمة أعدادا كبيرة من المتطوعين من أبناء الخالدية سواء من الذكور أو الإناث من الفئات الواعية والمثقفة.
هل كنتم تتابعون أعمال المتطوعين أم ترك الأمر للشهيد الشويع؟
٭ الشهيد الشويع كان قائد المجموعة، أما مجلس الإدارة فكان يقوم بمهام أخرى كالاجتماعات والنظر في آلية تطوير السوق والتواصل مع المسؤولين وفحص العمالة، وقد كان الشويع ـ رحمه الله ـ موفقا في قيادة المتطوعين وتوفير كل ما يحتاجون إليه من حماية ووقاية وكمامات وقفازات ووجبات طعام وتنسيق دوامات وآلية العمل وخدمات التوصيل.
ولتفانيه وتضحياته التي لا يمكن أن ننساها تمت الموافقة على تسمية فرع ق4 باسم المرحوم فيصل الشويع وهذا أقل ما يمكن لتخليد ذكرى شهيد العمل التطوعي في منطقتنا وفي الكويت عموما.
كيف كنتم تقضون أيامكم خلال جائحة كورونا، خصوصا أن الخالدية عانت من إغلاق السوق المركزي لفترة من الزمن؟
٭ كان الأيام العشرة الأخيرة من رمضان المبارك قاسية على الجميع، وقد اختبرنا فيها صبرنا، حيث جرى إغلاق السوق وارتفعت أعداد الإصابات وانتشرت الإشاعات وتوجه الإعلام للحصول على معلومات، وقال البعض إن الخالدية موبوءة والمساهمون يتصلون، وزاد الأمر حرجا رحيل قائد المتطوعين فيصل الشويع التي كانت صادمة للجميع، الأمر الذي أشعرنا بأننا مقصرون، ولكن قدر الله وما شاء فعل. وبعد افتتاح السوق عادت السكينة إلى صدورنا والحياة إلى نفوسنا، وقد تواصلنا مع الحرس الوطني لإدارة فرع التموين وقد قاموا بجهود مشكورة، إضافة إلى تلقينا الدعم من جمعيتي اليرموك وكيفان اللتين لم تترددا إطلاقا في فتح أبواب أسواقهما لاستقبال أهالي الخالدية.
ماذا علمتكم كورونا؟
٭ علمتنا جائحة كورونا الكثير الكثير، علمتنا الصبر والثبات والجلد وعدم اليأس، ومكنتنا من الابتكار وارتجال الإبداعات في الميدان وإيجاد الحلول البديلة لأي قرار اتخذناه.
التسوق الإلكتروني
ظهرت آلية جديدة في التسويق هي التسوق الإلكتروني، كيف ترون مستقبل هذه الآلية في تطوير المبيعات وزيادة الأرباح وتقديم الخدمات؟
٭ التسوق الإلكتروني لم يكن فكرة جديدة وإنما قديمة بالنسبة إلينا حيث ناقشنا هذه الفكرة مع إحدى شركات التوصيل الإلكتروني قبل كورونا بسنتين، ولم يتم العمل بهذا التطبيق بسبب بعض العوائق منها قلة عدد العمالة، ولكن عندما بدأت أزمة كورونا فعلنا الطلبات عن طريق «الكول سنتر» وقام بهذه المهمة فريق المتطوعين، ثم طورناها عبر موقع إلكتروني باسم «الخالدية أونلاين» يديره المتطوعون الذين يقومون بتلقي الطلبات وإعدادها وترتيبها وتوصيلها.
هل ما زلتم مستمرين في تقديم خدمة التسوق الإلكتروني؟
٭ بعد عودة افتتاح الأسواق المركزية والفروع وتطبيق التسوق عبر موقع التجارة صدر توجيه من الاتحاد بإيقاف التسوق الإلكتروني، فالتزمنا بذلك.
وهل ستعاودون تطوير الموقع والتحول إلى التسوق الإلكتروني؟
٭ مواكبة التطور أمر لابد من منه، وأنا أدعو إلى تبني هذا الأمر مستقبلا، سواء من خلال الاتفاق مع إحدى الشركات أو عبر فريق تطوعي أو تخصيص فرع للتوصيل، وأعتقد أن التسوق الإلكتروني يمثل تحدي العصر أمام التعاونيات، وأن تحولها العاجل له ضرورة للبقاء في ميدان التجزئة والمنافسة أمام كبريات الشركات العاملة في هذا المجال.
لننتقل إلى الشق الإنشائي، هل هناك نية لتطوير الفروع وإعادة بناء وهدم بعضها؟
٭ حاليا لدينا مشروع إنشاء مول تجاري حديث في السوق القديم وقد تمت الموافقة عليه، وسيواكب العصر ويوفر الراحة للقاطنين في الخالدية.
لكن هذا المشروع كما نعلم قديم وليس جديدا؟
صحيح فالأمر منذ 3 سنوات، والتأخير يرجع إلى المشاكل التي واجهتنا بخصوص موقع فرع الجملة والتموين وبعض التراخيص في البلدية، واستمررنا في مساعينا وقمنا بالتنسيق والحصول على موافقات لتوفير موقع بديل، والبلدية لم تقصر، ومدير عام بلدية الكويت م.احمد المنفوحي كذلك كان متعاونا إلى جانب أعضاء البلدي أيضا، إلا ان المشروع توقف بسبب أزمة كورونا ومع عودة الحياة سيرى النور وسنحصل على الموافقات كاملة.
لجنة لتطوير السوق والأفرع ومراجعة الأصناف
كشف رئيس مجلس إدارة جمعية الخالدية التعاونية خالد الياسين عن أنه قدم اقتراحا لتشكيل لجنة لتطوير السوق والأفرع المباشرة كالتجميل والكراج والبنشر والتصليح والصيدلية وفرع لوازم العائلة بهدف مراجعة جودة الأصناف والأسعار، وستتولى هذه اللجنة تنظيم المهرجانات ورصد حركة البيع وجودة الصنف والإقبال عليه، إلى جانب إجراء مقارنات مع الجمعيات التعاونية المجاورة.
تكريم المتطوعين قريباً.. جهود لا تنسى
بسؤالنا رئيس مجلس إدارة جمعية الخالدية التعاونية خالد الياسين عن وجود فكرة لتكريم المتطوعين والعاملين في الصفوف الأولى خلال أزمة كورونا أجاب بأننا في طور عمل آلية لتكريم المتطوعين ومن كانت له مساهمة فعالة خلال الأزمة، إضافة إلى أعضاء مجلس الإدارة الذين تفانوا خلال الفترة الماضية والمصابين أيضا بالفيروس، ولكن التكريم سيكون تحت شعار تكريم المتطوعين لأنهم قدموا الكثير ولم ينتظروا جزاء من أحد ولا تكريما من أي جهة.