- نولي طلبتنا في هذه المرحلة أهمية مضاعفة لعدم تأخرهم في دراساتهم بكل التخصصات
- حرصنا على الحفاظ على سلامة وصحة الطلاب بأقصى ما تتيحه لنا الإمكانيات المتوافرة
- سعينا إلى التعامل وتطوير أدواتنا من خلال المنصات التعليمية لإيصال المعلومة والمنهج بكل يسر
- الوضع الاستثنائي يفرض علينا التأقلم مع الاختيارات الموجودة والبحث عن مزيد من الخيارات
ثامر السليم
تزامناً مع تطبيق نظام التعليم الإلكتروني في جامعة الكويت بناء على قرار مجلس جامعة الكويت الاخير باستئناف الدراسة وفق نظام التعليم عن بُعد للمقررات الدراسية لإنهاء الفصل الدراسي الثاني للعام الجامعي 2019/2020، حيث حددت الجامعة للطلبة وأعضاء هيئة التدريس والهيئة الأكاديمية المساندة تجربة استخدام أدوات تكنولوجية للتعليم عن بُعد من خلال منصات علمية معتمدة.
حرصت «الأنباء» على حضور احدى المحاضرات الإلكترونية التي يلقيها العميد المساعد للشؤون الأكاديمية والأبحاث والدراسات العليا بكلية الآداب د.عبدالله الهاجري للوقوف على مدى تفاعل الطلبة والطالبات مع المحاضرة ومدى الاستفادة واستجابتهم وحرصهم على التفاعل ومدى تأقلم الأساتذة مع البرامج المخصصة للتعليم عن بُعد.
في هذا الصدد، قال د.الهاجري انه لاشك أننا وفي كلية الآداب نولي طلبتنا في هذه المرحلة الاستثنائية التي تمر بها العملية التعليمية في الكويت بل وفي العديد من دول العالم المختلفة أهمية مضاعفة، لذا حرصنا منذ بداية جائحة كورونا على التحرك سريعا نحو عدم تأخر طلبتنا في دراساتهم بكافة تخصصاتهم المختلفة، حيث كان ذلك من خلال مسارين: الاول الحفاظ على سلامة وصحة أبنائنا وبناتنا الطلاب، أما المسار الثاني فهو استئناف العملية التعليمية سواء لهم أو لأعضاء الهيئة التدريسية في الجامعة بأقصى ما تتيحه لنا الامكانيات المتوافرة، وقد حرصنا على المضي في هذين المسارين بشكل متوازن يضمن لكل مسار الاستفادة منه بأقصى قدر ممكن.
تطوير أدواتنا
وأشار الى انه لا شك ان هذا التوجه دفعنا كذلك الى التعامل وتطوير ادواتنا (المتاحة)، ونقصد هنا تحديدا المنصات التعليمية وبرامج التواصل الالكتروني، من اجل إيصال المعلومة والمنهج للطالب بكل يسر يتيح له الاستفادة من كامل المنهج الذي يتم تدريسه له، لافتا الى اننا نحمد الله أننا وحتى هذا المستوى منذ بدء انطلاق عملية التعليم الإلكتروني عن بُعد نحقق نتائج مبشرة، خاصة أن جامعة الكويت كانت حريصة دوما على تأكيدها المستمر لأبنائنا الطلاب أن أولى أولوياتها بجانب العملية التعليمية هي الحفاظ على سلامة الطالب والطالبة وسلامة أعضاء الهيئة التدريسية.
وبين أن الجامعة في طرحها واستخدامها لمجموعة المنصات التعليمية والتي لعل من ابرزها حتى هذه المرحلة هي «مايكروسوفت تيمز» وبلاكبورد وهي أهم المنصات المعتمدة التي تتميز بالسهولة ومناسبتها للطلاب وأعضاء الهيئات التدريسية خاصة المميزات التزامنية والتواصل المباشر بين الطالب واستاذه والتي اتاحت توصيل المعلومة واستقبال الواجبات وكذلك الاختبارات ووضع الاسئلة سواء الشفوية أو التحريرية والاجابة عنها بسهولة ويسر.
صعوبات في البدايات
ولفت الى أن البعض واجه في البدايات الاولى مع انطلاق العملية التعليمية عن بعد نوعا من الصعوبة سواء للزملاء من أعضاء هيئة التدريس او الطلبة والطالبات تمثلت في صعوبة التعرف على بعض مميزات تلك البرامج، لكن ذلك ولله الحمد تلاشى سريعا ونلمس اليوم مستوى متميزا وأداء مرتفعا من الطرفين الاستاذ والطالب، مشيرا الى أن من أبرز الصعوبات التي تواجه الطلاب والأساتذة أعضاء هيئة التدريس هو طبيعة وآلية التقييم للطلاب وللطالبات هل هي بطريقة تقليدية سواء الحضور الى مباني الجامعة واقامة الاختبارات التحريرية ام الاستمرار في عملية التفاعل الإلكتروني من خلال الاختبارات القصيرة او الأنشطة المختلفة كبحث او مقال او غيرهما ام بطريقة أخرى.
واكد د.الهاجري أن هذا الوضع الاستثنائي يفرض علينا جميعا التأقلم مع الاختيارات الموجودة والبحث عن مزيد من الخيارات المناسبة، مشيرا الى انني اخترت تطبيق آلية الاختبارات الإلكترونية على الطلبة لضمان مزيد من التأقلم والتفاعل للطلاب مع المادة وكذلك إعطاء المجتهدين درجات دون مساواتهم بغير المجتهدين والمتابعين للمحاضرات والمتفاعلين مع المادة العلمية وقد لمست هذا الامر من خلال المحاضرات عبر حرص الطلاب على التفاعل بشكل اكبر نتيجة للتحفيز واكتساب المزيد من الخبرة على البرامج التعليمية التي يدرسون عليها سواء «تيمز» او «بلاكبورد».
قدرات الطلاب
وأشار الهاجري الى أن هذا الارتفاع الملحوظ في مستوى قدرات الطلاب بالنسبة للتعليم عن بُعد يغري الكثير من الأساتذة أعضاء الهيئة التدريسية للاستمرار في استخدام تلك البرامج التكنولوجيا حتى بعد الانتهاء من جائحة كورونا بإذن الله خصوصا فيما يتعلق بالاختبارات او «الاختبار الالكتروني» بعد أن لمسنا من الطلاب قدرة وحرية وسرعة ومرونة أكثر في الإجابة، بل وكذلك سهولة في رصد الدرجات دون وقوع أخطاء مع إتاحة هذه البرامج لأستاذ المقرر قدرة ومرونة اكثر على التغيير في أسئلة الاختبار والسهولة في وضعها بالنسبة للطالب.
وتابع قائلا: كذلك عن آلية ضبط الحضور بالنسبة لأستاذ المقرر وكذلك للطالب ومدة اتاحة القدرة لعضو هيئة التدريس على اخذ الغياب الكترونيا عن طريق البرنامج، والتساؤلات المطروحة والتي اهمها هل الطالب ملتزم بعملية الانتباه والحرص على الاستفادة من المادة العلمية وكذلك طبيعة اللوائح التي تنص على انه لا يسمح بفتح الكاميرات الا في وقت الاختبارات، مشيرا الى أن هذا الامر يقع في مستويين المستوى الاول هو النزعة الأخلاقية والرغبة الداخلية لدى الطالب نفسه ومدى التزامه واهتمامه بالتعلم والاستفادة، والمستوى الثاني يقع على استاذ المادة عضو هيئة التدريس ان يقوم هو الآخر بطريقته بجذب الطلاب الى محاضرته ومتابعتهم والتواصل معهم بشكل اكثر مرونة واستمرارية، كما ان اغلبية أساتذة الجامعة ملتزمون بهذا الجانب والمستوى.
الاختبارات إلكترونية
وعن القرار الصادر من عميدة كلية الآداب بإلغاء الاختبارات في قاعات كلية الآداب، أشار الهاجري الى ان هناك قرارا سابقا من مدير جامعة الكويت بإتاحة المجال للكليات في وضع تقييم الطلبة سواء الكترونيا او حضوريا لكن ومع حرصنا الشديد على ضمان سلامة ابنائنا الطلاب وبسبب تفشي فيروس كورونا اتخذ القرار من قبل عميدة الكلية بحيث يتم تطبيق جميع الاختبارات النهائية وجعلها الكترونية.
طالبات لـ «الأنباء»: التعليم عن بُعد سهل وإيجابياته كثيرة
استطلعت «الأنباء» آراء عدد من طالبات مقرر د.عبدالله الهاجري لمعرفة وجهات نظرهم حول تجربة التعليم عن بُعد، وقالت الطالبة سهام ان الاختبارات كانت مباشرة واستطعت حل جميع الأسئلة في الوقت المحدد، مشيرة الى ان ابرز إيجابيات التعليم عن بعد هو حضور المحاضرة في أي مكان واي وقت وكذلك عدم وجود مواقف السيارات او المخالفات التي نتلقاها يوميا على سياراتنا بسبب الوقوف الخاطئ وكذلك رفض عدد من الأساتذة ادخالنا في حال التأخر عن المحاضرة بسبب الازدحام المروري الذي قد نواجهه خلال الذهاب الى الجامعة.
وأكدت ان التعليم عن بُعد يشعر براحة كبيرة وعدم وجود ضغط كما كان في السابق من خلال الذهاب الى الحرم الجامعي، لافتة الى اننا نفتقد حقيقة مناقشة الأستاذ في المحاضرة وجها لوجه بخلاف مناقشته عبر البرنامج وكذلك عدم الالتقاء بزميلاتي والجو الجامعي عموما في ظل الظروف الصحية التي نمر بها.
من جانبها، قالت الطالبة أطياف اننا نستشعر بالضغط الذي يمارس علينا من قبل أعضاء هيئة التدريس كون هذه هي التجربة الأولى لنا في عملية التعليم عن بعد، مشيرة الى انها تعلمت كيفية ارسال الايميل وارسال الواجبات عبر برنامج «مايكروسوفت تيمز» وهذا امر ممتاز وجيد.
وأشارت الى انه يمكن استخدام الجهاز النقال دون الحاجة الى الكمبيوتر خلال المحاضرة والطريقة جدا سهلة، لافتة الى ان بعض الاختبارات يجب ان نستخدم اللابتوب ولا يمكن ان نستخدم الهواتف النقالة.