- تزويد سلال غذائية ووقائية للعمال ولحراس المدارس والمساجد في بعض مناطق الكويت
ليلى الشافعي
قال رئيس مجلس الإدارة بجمعية إحياء التراث الإسلامي طارق العيسى، إن الجمعية منذ بداية أزمة (فيروس كورونا) كانت من أولى الجمعيات الخيرية التي تفاعلت مع هذا الأمر وعلى جميع المستويات، وأوضح أن الكويت ستتجاوز هذه المحنة إن شاء الله بما حبا به الله عز وجل هذه البلاد الطيبة من أعمال خيرية بلغت أقاصي الدنيا.
كما بين أن الجمعية ستستمر بحملاتها المختلفة للتصدي لهذه الأزمة وآثارها على جميع المستويات.
وبين العيسى في حوار مع «الأنباء» أن فريق إدارة الأزمات يقوم بتنسيق العمل والمشاريع والحملات المختلفة مع جميع قطاعات وفروع الجمعية وعلى مستوى الكويت.
كما أننا أصدرنا بيانا نحث فيه جميع شرائح المجتمع على الوقوف صفا واحدا خلف القيادة الحكيمة لبلدنا، والامتثال للتعليمات التي تصدرها الجهات الرسمية.
وقال رئيس الجمعية لقد توجهت جهود الجمعية للأسر المحتاجة والمتعففة داخل الكويت، وأسر ذوي الاحتياجات الخاصة، ولمساعدة المرضى وأسرهم، وتبني مشروع (أم الأيتام) لرعاية أسر الأرامل والأيتام.
وشدد طارق العيسى على أهمية النشاط الثقافي في الجمعية كجهود الإرشاد والتوعية بهذه الأزمة، ضمن سلسلة توجيهات شرعية للعديد من الدعاة والعلماء على شكل مقاطع فيديو مركزة ومختصرة تم تعميمها على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي.
بالإضافة لتبني عدد من الحملات كحملة (خلك واعي) وحملة (همتي في بيتي).
ودعا العيسى أيضا إلى استمرارية الدروس والدورات العلمية وحلقات تحفيظ القرآن الكريم. وفيما يلي تفاصيل اللقاء:
ما أبرز جهود جمعية إحياء التراث الإسلامي في المساهمة في مواجهة أزمة فيروس كورونا المستجد؟
٭ جمعية إحياء التراث الإسلامي منذ العام 2019م أنشأت فريقا لإدارة الأزمات يرأسه أحد أعضاء مجلس الإدارة ويقوم بتنسيق العمل والمشاريع والحملات المختلفة مع جميع قطاعات وفروع الجمعية وعلى مستوى الكويت، وقد كانت تجربتنا الأولى في هذا الصدد في مواجهة أزمة الأمطار والسيول التي عصفت بالكويت عام 2018، وقد برزت الجمعية آنذاك بجهودها في مساعدة الأسر ودعم الأجهزة الحكومية، وها نحن نعيش الآن أزمة جديدة هي أزمة فيروس كورونا، حيث كانت جمعية إحياء التراث الإسلامي ومن خلال فريقها لإدارة الأزمات من أولى الجمعيات التي بادرت بدور إيجابي في مواجهة هذه الأزمة.
وقد توزعت جهود الجمعية على عدة محاور، حيث كان المحور الأول توزيع إغاثة ومساعدات عاجلة، والمحور الثاني كان دعم ومساعدة الأجهزة الحكومية وخصوصا من هم في الصف الأول على مواجهة تداعيات الأزمة، والمحور الثالث عمل حملات توعية وإرشاد لجميع قطاعات المجتمع، والمحور الرابع هو المحور الثقافي وحرصنا فيه على استمرار الدروس والمحاضرات وحلقات التحفيظ.
ما حجم التعاون بينكم وبين أجهزة الدولة في جهود مواجهة الأزمة؟
٭ منذ الأيام الأولى للأزمة أصدرت جمعية إحياء التراث الإسلامي بيانا حثت فيه جميع شرائح المجتمع على الوقوف صفا واحدا خلف القيادة الحكيمة لبلدنا، والامتثال للتعليمات التي تصدرها الجهات الرسمية، وهذا يعتبر واجبا شرعيا ووطنيا، وأصدرت بعده بيانا لقطع دابر الفتنة بين فئات المجتمع مواطنين ووافدين ودعت للتلاحم والتكاتف في مواجهة الأزمة في أعقاب ما أثير حول أشقائنا من أبناء الجالية المصرية في الكويت، ثم إن جميع ما تقوم به جمعية إحياء التراث الإسلامي ننفذه بالتنسيق مع مختلف الأجهزة الحكومية والوزارات المعنية، وقد كانت من أولى المساهمات التي قمنا فيها هو دعم جهود وزارة الصحة لتجهيز مقرات الفحص بأرض المعارض والمحاجر في الخيران والجون، وغيرها من الأماكن الأخرى أولا بتوفير المواد الغذائية والمشروبات والوجبات اليومية، وكذلك توفير أجهزة الكمبيوتر لبعض إدارات وزارة الصحة التي كانت تعمل في الصف الأول لمواجهة الأزمة.
وقد تضمنت الدفعة الأولى منها توفير 28 جهاز كمبيوتر، و15 جهاز لابتوب، و13 طابعة، و28 شاشة.
كذلك من الجهات التي قامت الجمعية بدعمها الهيئة العامة لشؤون ذوي الإعاقة، حيث تم تزويدها بمواد تنظيف وتعقيم في مقرات الصليبخات والصباحية، وكذلك العديد من الجهات الأخرى التي ساهمت الجمعية بتزويدها ببعض الاحتياجات سواء الغذائية أو مواد التعقيم.
ما الدور الإغاثي الذي قامت به الجمعية خلال هذه الأزمة؟
٭ توجهت جهود الجمعية لعدد من الفئات، حيث بدأنا أولا بتوفير السلال الغذائية والسلال الوقائية للأسر المحتاجة والمتعففة داخل الكويت، كذلك صرف مساعدات مالية لهذه الأسر وخصوصا سداد الإيجارات المتأخرة، كما تم طرح مبادرة خاصة لمساعدة وإطعام أسر ذوي الاحتياجات الخاصة، ومبادرة أخرى لمساعدة المرضى وأسرهم، كما تم طرح مشروع خاص باسم أم الأيتام والهدف منه رعاية أسر الأرامل والأيتام.
وثاني الجهود في هذا الصدد كانت المساهمة في الفزعة الكويتية لمساعدة العمال الذين انقطعوا عن أعمالهم وخصوصا حراس المدارس والمساجد وغيرهم من العمال، حيث تم تزويدهم بسلال غذائية ووقائية في أغلب مناطق الكويت، ولاتزال هذه المشاريع مستمرة حتى الآن.
هل صحيح أن النشاطات الثقافية توقفت كليا في جمعية إحياء التراث الإسلامي؟
٭ النشاط الثقافي في جمعية إحياء التراث الإسلامي سار بخطين، الخط الأول تم فيه التركيز على جهود الإرشاد والتوعية بهذه الأزمة، وتعليم الناس على ما يجب عليهم أخذه من إجراءات واحتياطات عملية وشرعية، وقد تضمن ذلك إصدار سلسلة توجيهات شرعية للعديد من المشايخ والعلماء على شكل مقاطع فيديو مركزة ومختصرة تم تعميمها على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي وقد تجاوزت 300 مقطع تقريبا، كذلك سلسلة مقاطع فيديو من دروس ضمن مشروع كبار العلماء، بالإضافة الى كثير من اللوحات الإرشادية التي تتضمن نصائح وتوجيهات وأذكار شرعية وصور للتوعية بما يجب على المسلم عمله اتجاه هذه الأزمة، وعدد من الحملات الأخرى كحملة (خلك واعي) وحملة (همتي في بيتي)، وغيرها من الحملات الإرشادية والتوجيهية.
أما الخط الثاني فكان خط الدروس والدورات العلمية وحلقات التحفيظ، ومن ذلك إقامة الدورة الالكترونية الرابعة في علوم الآلة الذي أقامه فرع جمعية إحياء التراث الإسلامي بمنطقة الأندلس، وستتضمن هذه الدورة الموسعة دروسا في الآجرومية في علوم النحو، ثانيا: شرح رسالة لطيفة في أصول الفقه، ثالثا: شرح البيقونية، رابعا: خلاصة مقدمة في أصول التفسير، وهذه الدورة بدأت يوم 22/3/2020م، وستستمر حتى نهاية شهر أبريل تقريبا.
كذلك يقوم فرع الجهراء بإقامة سلسلة دروس علمية للشيخ د.فرحان عبيد عبر البث المباشر بواقع درس يوميا طوال أيام الأسبوع، وفي مختلف أبواب العلم، ومنها على سبيل المثال شرح الأدب المفرد يوم السبت، وشرح كتاب الصيام من عمدة الأحكام يوم الأحد والثلاثاء، وشرح كتاب الأربعين النووية يوم الأربعاء، وشرح الأصول الثلاثة يوم الخميس، وشرح تفسير السعدي يوم الجمعة، كما أقامت لجنة الدعوة والإرشاد بمنطقة العارضية سلسلة محاضرات تحت عنوان نصائح وتوجيهات.
كما أعلنت لجنة الجيل الإسلامي التابعة للجمعية بمنطقة القرين عن إقامة عدد من المجالس العلمية، بالإضافة إلى العديد من الدروس والمحاضرات المختلفة، منها على سبيل المثال الأحكام الفقهية المتعلقة بفيروس كورونا للشيخ فيصل العتيبي، ومحاضرة حسن الظن بالله للشيخ د.فرحان الشمري، وغير ذلك من المحاضرات، وكل هذه الأنشطة عبر البث المباشر عن طريق الانترنت، ودون حضور أو اجتماع بأي شكل من الأشكال.
أما على مستوى حلقات تحفيظ القرآن الكريم، فقد أعلنت الحلقات التابعة لجمعية إحياء التراث الإسلامي عن استمرارها بالعمل عبر الواتساب أو عبر البث المباشر، حيث يقوم المحفظ بتلقين الطلبة والتسميع لهم لضمان التزامهم بحفظ القرآن الكريم.
ماذا عن المشاريع خارج الكويت، وهل لاتزال الجمعية مستمرة فيها؟
٭ من المشاريع التي طرحتها الجمعية في حملتها (دفعة بلاء) التي انطلقت مع بداية الأزمة تم فيها تخصيص عدد من المشاريع خارج الكويت، أذكر منها على سبيل المثال مشروع بناء بيوت للأيتام والفقراء، وكفالة الدعاة في جنوب شرق آسيا، وفي أفريقيا وفي دول البلقان، كذلك طرحنا مشروع بناء المساجد، ومشروع آبار الحياة لحفر الآبار في أفريقيا، كما تم طرح مشروع خاص لتوفير إغاثة عاجلة وتوفير مياه الشرب لإخواننا في اليمن وجميع هذه المشاريع حققت نجاحا كبيرا، وحققنا الهدف المرجو منها، والحمد لله.
هل من كلمة أخيرة في مواجهة هذه الأزمة؟
٭ من أعظم الوسائل التي نرى أنها ستكون ناجحة لمواجهة هذه الأزمة هي بتقوى الله عز وجل والاعتصام به واللجوء إليه، وتجديد التوبة والإنابة والحرص على الطاعات والعبادات وإقامة الفرائض وخصوصا فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، يقول الله عز وجل: (ومن يتق الله يجعل له مخرجا).
ويقول عز وجل: (ومن يتوكل على الله فهو حسبه). وأذكر نفسي وإخواني وأهلي والجميع بأهمية الأذكار، وإن أعظم ما يتحصن به المسلم هي الأذكار النبوية الصحيحة، فهذا ضمان وحماية ووقاية ربانية، فعلينا التوجه لله عز وجل بالدعاء (اني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين).
ونحن في جمعية إحياء التراث الإسلامي ندعو المواطنين والمقيمين للالتزام التام بتعليمات وزارة الصحة لأن هذا الأمر أصبح يحتاج لتضافر الجهود والتعاون مع الجهات الرسمية، ونحن نرى يوميا وعلى مدار الساعة تعليمات يومية جديدة فعلينا جميعا المتابعة والالتزام، وأن نطيع ولي الأمر فيما يأمرنا به لسلامة الوطن والجميع وحتى نخرج من هذه الأزمة أو الجائحة بأسرع وقت ممكن، ولنتذكر دائما قول الله عز وجل (قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب).