- الشركات التركية نفذت العديد من المشاريع المهمة والضخمة في دولة الكويت وهي جاهزة ومستعدة لإنجاز المزيد في إطار «رؤية 2035»
- العلاقات التركية ـ الكويتية قوية ومتينة لأنها بنيت على أسس صلبة وتاريخ طويل وتتسم بالتطور الدائم والمستمر على جميع الأصعدة ومختلف مجالات التعاون
- اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل ستؤدي إلى تقويض رؤية الدولتين وتتعارض مع المعايير الدولية ومبادرة السلام العربية لحلّ هذا الصراع طويل الأمد
- الصناعات الدفاعية تعتبر مجالاً مهماً للتعاون وشركاتنا منفتحة على الإنتاج المشترك
- سنتوصل إلى مشاريع مشتركة قريباً في مجال التعاون لمعالجة «كورونا» ومسألة الأمن الغذائي
أجرى الحوار: أسامة دياب
أعرب وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو عن تثمين وتقدير بلاده لجهود الكويت في إطار حل الخلاف الخليجي عبر الحوار والتفاهم البناء، مهنئا القيادة السياسية على رؤيتها الاستشرافية، والتي أدت إلى بروز الكويت كمثال يحتذى في الحكم الرشيد والسلام والحرص على التضامن في المنطقة.
وأضاف أوغلو في لقاء خاص مع «الأنباء» على هامش زيارته إلى البلاد أن جهود الكويت وفرت أجواء إيجابية للغاية نتج عنها حل كامل وشامل للخلاف الخليجي، مشيرا إلى أن تركيا الآن وبعد أن أصبحت أزمة الخليج شيئا من الماضي فإنها على استعداد لتفعيل التعاون مع منطقة الخليج بأكملها والبناء على شراكتها الاستراتيجية مع مجلس التعاون الخليجي.
وبالانتقال إلى التعاون المشترك قال وزير الخارجية التركي إن الجمهورية التركية تولي أهمية كبيرة لأمن واستقرار الكويت، لافتا إلى أن العلاقات بين البلدين مؤسسية راسخة وتتسم بالتطور الدائم والمستمر على كافة الأصعدة ومختلف مجالات التعاون.
وزاد أن الشركات التركية نفذت العديد من المشاريع المهمة وهي جاهزة ومستعدة لإنجاز المزيد في إطار «رؤية 2035»، معربا عن التطلع إلى توسيع وتعميق العلاقات الثنائية والمشاركة في تنفيذ مشاريع البنية التحتية.
وبينما أعاد أوغلو تراجع حجم التبادل التجاري من 700 مليون دولار في 2019 إلى أكثر من 600 مليون دولار في 2020 إلى جائحة «كورونا»، ذكر أن «اللجنة الاقتصادية المشتركة» و«منتدى الأعمال» يوفران المنصات المناسبة لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية وهناك لقاءات وتواصل مستمر بين المسؤولين في البلدين لمتابعة تعزيز هذا التعاون.
ولم يخف أوغلو تخوف بلاده وتحفظها على اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل، موضحا أن هذه الاتفاقيات ستؤدي إلى تقويض رؤية الدولتين وتتعارض مع المعايير الدولية ومبادرة السلام العربية لحل هذا الصراع طويل الأمد، فإلى تفاصيل اللقاء:
كيف تصفون العلاقات الثنائية الكويتية ـ التركية وآفاقها المستقبلية؟
٭ العلاقات التركية ـ الكويتية قوية ومتينة لأنها بنيت على أسس صلبة وتاريخ طويل من الثقة والاحترام المتبادل والتفاهم المشترك، فهي علاقات مؤسسية راسخة وتتسم بالتطور الدائم والمستمر على كل الأصعدة ومختلف مجالات التعاون، كما تولي الجمهورية التركية أهمية كبيرة لأمن واستقرار الكويت، ولعل دعم تركيا القوي للكويت أثناء الغزو الغاشم على أراضيها في عام 1990 دليل على التزامها باستقلال الكويت وسيادتها.
ونحن نحافظ على اتصالات مكثفة رفيعة المستوى مع القيادة الكويتية، ولإضفاء الطابع المؤسسي على تعاوننا الثنائي وتعزيز علاقاتنا في مختلف المجالات تم تأسيس «مجلس التعاون المشترك» في عام 2014، كما نجري مشاورات سياسية ثنائية منتظمة على مستوى وزراء الخارجية لمناقشة السبل والوسائل المختلفة لمواصلة تطوير علاقاتنا وتبادل وجهات النظر حول مختلف الملفات والقضايا على الساحتين الإقليمية والدولية.
لدينا علاقات برلمانية قوية وهذا في حد ذاته له أهمية كبيرة حيث إن الكويت لديها تقاليد برلمانية قوية وعريقة في منطقة الخليج، وقد زار رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم تركيا العام الماضي، كما لدينا مجموعة صداقة كويتية نشطة في مجلس الأمة التركي الكبير.
على الصعيد الاقتصادي، لدينا «اللجنة الاقتصادية المشتركة» و«منتدى الأعمال» اللذان يوفران المنصات المناسبة لتعزيز علاقاتنا الاقتصادية والتجارية.
وبشكل عام، نتمتع بعلاقات ممتازة مع الكويت ونتطلع للمضي قدما بها لصالح الشعبين الكويتي والتركي، وكذلك منطقتنا بأكملها.
رؤية استشرافية
ما تقييمك للجهود الكويتية في قضية حل الأزمة الخليجية؟ وما أهمية زيارتكم هذه في هذا الوقت؟
٭ إن تركيا تقدر وتثمن وساطة الكويت في حل النزاعات الإقليمية وموقفها من الحفاظ على السلام والأمن من خلال الحوار والتفاهم المتبادل.
سنزور عمان وقطر بعد مغادرة الكويت، ولزيارة الكويت أولا أهمية رمزية في سياق الخلاف الخليجي، حيث نقدر مساهمة وساطة الكويت في تجاوز الخلاف بين قطر والرباعية العربية.
ونهنئ القيادة الكويتية على رؤيتها الاستشرافية، حيث تبرز الكويت كمثال يحتذى به في الحكم الرشيد والسلام والحرص على التضامن في المنطقة، وقد وفرت جهود الكويت أجواء إيجابية للغاية نتج عنها حل كامل وشامل للخلاف الخليجي.
الآن وبعد أن أصبحت أزمة الخليج وراءنا بإذن الله، فنحن على استعداد لتفعيل تعاوننا مع منطقة الخليج بأكملها والبناء على شراكتنا الاستراتيجية مع مجلس التعاون الخليجي، والذي هو بحد ذاته نتاج لقادة الكويت أصحاب الرؤية.
شراكة اقتصادية
تركيا شريك مهم للكويت، فما هي أبرز قطاعات هذه الشراكة؟
٭ تظل علاقاتنا التجارية قوية، لقد تسبب الوباء بانخفاض عام في معدلات التجارة العالمية، حيث تراجع حجم التبادل التجاري مع الكويت من 700 مليون دولار في 2019 إلى أكثر من 600 مليون دولار في 2020، وهناك إمكانات هائلة لزيادة هذا الرقم في الفترة المقبلة.
كانت الشركات التركية نشطة للغاية في مشاريع البنية التحتية في الكويت، وهو أمر أساسي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، لدينا العديد من شركات المقاولات الناجحة والمتقنة التي أثبتت نفسها على مستوى العالم، فهي تتسم بالكفاءة والتميز من حيث التكلفة.
وتعتبر الصناعات الدفاعية مجالا مهما آخر للتعاون، وشركاتنا منفتحة على الإنتاج المشترك، ويكتسب هذا الأمر أهمية لاحتمالات توفير فرص العمل وتأثيرات التدرج على الاقتصاد.
أما السياحة والثقافة والتعليم فليست سوى بعض المجالات لزيادة التعاون، ولا يزال قطاع السياحة التركي يسير على المسار الإيجابي رغم قيود السفر في جميع أنحاء العالم، وهناك أيضا إمكانات هائلة في التعاون الصحي، ومع جائحة كوفيد-19 الجميع بالحاجة إلى السياحة الصحية، حيث يستكشف مسؤولونا في القطاع الصحي الخيارات المتاحة على هذا الصعيد، وقد ناقشت هذا الأمر مع أخي الشيخ د. أحمد ناصر المحمد، وقد قررنا العمل معا لمعالجة الوباء ومسألة الأمن الغذائي أيضا، سوف نتوصل إلى مشاريع مشتركة قريبا.
وتمتلك تركيا أيضا إمكانات كبيرة في مجال التعليم العالي.
المشاريع التنموية
إلى أي مدى ترغب الشركات التركية في المشاركة بالمشاريع الكبرى في إطار «رؤية الكويت التنموية 2035»؟
٭ لقد نفذت شركاتنا العديد من المشاريع المهمة والمرموقة في الكويت، وهم مستعدون لتولي مسؤوليات إضافية في إطار رؤية التنمية للكويت لعام 2035. ونتطلع إلى توسيع وتعميق علاقتنا مع الكويت في مشاريع البنية التحتية.
وخلال لقاءاتي مع القادة الكويتيين اليوم، نقلت لهم جاهزية الشركات التركية لإنجاز المزيد في الكويت.
كيف ترى التطبيع بين عدد من الدول العربية وإسرائيل ومدى تأثيره على القضية الفلسطينية؟
٭ لقد سجلنا تحفظنا على ما يسمى باتفاقيات التطبيع هذه، ويرجع ذلك أساسا إلى اعتقادنا أن هذه الاتفاقيات ستؤدي إلى تقويض رؤية الدولتين والمعايير الدولية الراسخة لحل هذا الصراع الطويل الأمد، الواردة في قرارات الأمم المتحدة.
كما يتعارض توقيع هذه الاتفاقيات مع المبادئ الأساسية لمبادرة السلام العربية لعام 2002، وهي «الأرض مقابل السلام» و«التطبيع الذي يليه السلام».
وقد دفعت هذه الاتفاقات القادة الإسرائيليين إلى الاعتقاد بأنه لا يتعين عليهم الانسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة لإعادة الحياة إلى طبيعتها في المنطقة.
وفي هذا الصدد، فإنه ليس من قبيل المصادفة أن الإجراءات الإسرائيلية غير القانونية المتعلقة بالمستوطنات الجديدة وهدم المنازل الفلسطينية، والتي أدت إلى تهجير المزيد من الفلسطينيين، قد ارتفعت بشكل كبير خلال الأشهر الأخيرة.
والآن، تعتقد إسرائيل أنها تستطيع مواصلة أعمالها غير القانونية دون تحمل التبعات، هذه العقلية لن تساهم في حل الصراع الفلسطيني، بل على العكس ستزيده صعوبة، يجب ألا يكون التطبيع على حساب القضية الفلسطينية.
رؤى مشتركة وتطلع مستمر للنهوض بالعلاقات الثنائية
خلال اللقاء أشار وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو إلى أهمية الزيارات المتبادلة رفيعة المستوى بين البلدين لما لها من أثر بالغ على دعم وتعزيز مجالات التعاون الثنائي في كل المجالات فضلا عن استشراف آفاق مستقبلية تعود بالنفع على الشعبين الصديقين. ولفت إلى التطور الملحوظ الذي شهدته العلاقات التركية ـ الكويتية خلال الأعوام الماضية بفضل الرؤى المشتركة التي يتقاسمها البلدان، في ضوء الإمكانات الهائلة التي يتمتعان بها. وأكد حرص الجمهورية التركية على وجود اتصالات مكثفة رفيعة المستوى مع القيادة الكويتية، واستمرار المشاورات السياسية المنتظمة على مستوى وزراء الخارجية لمناقشة وتبادل وجهات النظر حول مختلف الملفات والقضايا على الساحتين الإقليمية والدولية.
وذكر أوغلو أنه توجد علاقات برلمانية قوية بين البلدين، لافتا إلى أن ذلك في حد ذاته له أهمية كبيرة، لاسيما أن الكويت لديها تقاليد برلمانية قوية وعريقة في منطقة الخليج.
وأضاف أن رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم زار تركيا العام الماضي، وأنه توجد مجموعة صداقة كويتية نشطة في مجلس الأمة التركي الكبير، وهناك تطلع مستمر للمضي قدما نحو تنمية هذه العلاقات وتطويرها لما فيه صالح الشعبين الشقيقين والمنطقة بأكملها.