هالة عمران وكونا
ثمن مبعوث الأمم المتحدة لليمن اسماعيل ولد الشيخ احمد دور صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد في دفع جهود احلال السلام في اليمن، مؤكدا ان لقاء سموه مع الاطراف اليمنية كل على حدة كان له النصيب الكبير في الوصول الى الاجواء الايجابية التي تم التوصل اليها في مشاورات أمس.
واعرب المبعوث الاممي خلال مؤتمر صحافي عقده مساء امس في قاعة حمد الرومي بوزارة الإعلام عقب جلسة مباحثات من مشاورات السلام اليمنية في قصر بيان عن تقديره البالغ لصاحب السمو الأمير الذي أبدى حرصا كبيرا على نجاح المشاورات واستعداد الكويت لتذليل جميع العقبات التي تعترضها.
وقال ولد الشيخ احمد انه قدم لصاحب السمو الأمير عرضا حول مسار المشاورات ونقل له جزيل الشكر بالنيابة عن فريق الامم المتحدة على جميع التسهيلات التي تقدمها الكويت، مشيدا في الوقت ذاته بدور رئيس مجلس الوزراء بالنيابة ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد في متابعته الحثيثة واهتمامه الكبير بإنجاح المشاورات.
وأوضح ولد الشيخ أحمد لدى استعراضه آخر تطورات المشاورات اليمنية أنه بالنسبة إلى التطورات على الصعيد الامني فقد شهد وقف العمليات العسكرية تحسنا ملحوظا بفضل جهود لجنة التنسيق والمتابعة واللجان المحلية وعمل اعضاء الوفود المشاركة في المشاورات، كما كان للمجتمع الدولي دور في هذا الصدد ونستمر جميعا في إدانة الخروقات في تعز والجوف ونحن ندرك ان تثبيت السلام يحتاج وقتا وحسن نية.
واضاف ان التطورات على الصعيد لسياسي شملت اجراء مشارات مهمة مع الاطراف وبعض الجلسات كانت ثنائية اخرى مع رؤساء الوفود، مشيرا إلى ان جلسة امس اتسمت بالإيجابية والدخول مباشرة بجدول الاعمال وكان واضحا التزام الاطراف بمتابعة البحث عن حل سياسي شامل، حيث عرض على اليمنيين اطارا جديدا يضم محاور تشمل الابعاد الاقتصادية والسياسية للمرحلة المقبلة تأتي انسجاما مع القرار الدولي واجتماع سويسرا وسنخوض في الايام المقبلة في تفاصيل هذا الاطار.
واشاد ولد الشيخ أحمد بالبيان الصادر عن رئيس مجلس الامن الذي دعا الاطراف اليمنية لوضع خريطة طريق لتنفيذ التدابير الامنية على المستوى المحلي وتسليم الاسلحة الثقيلة واستعادة مؤسسات الدولة بما يتوافق مع القرار الاممي، لافتا الى ان البيان طالب بتقديم خطة في غضون 30 يوما، مؤكدا انه آن الأوان لتحلي اليمنيين بحكمتهم اليمانية ويغلبوا لغة العقل والسلام ويجب وقف الصراع على الماضي ويبدأ المستقبل في اليمن.
واضاف: قد اشرت الى ان موقف الامم المتحدة هو التطرق للنقاط الخمس الواردة في القرار رقم 2216 سيكون بطريقة متوازية، ونقاشها سيحتاج الى وقت وغدا سنرجع الى الاطار العام الذي سنبلور من خلاله النقاط الخمس.
وتابع: لا نتوقع ان يكون هناك توقيع بين الاطراف في يومين او ثلاثة والوصول الى السلام الشامل يحتاج الى صبر واذا وصلنا الى اتفاقية في وقت قصير فلن تكون لها استدامة، لذا وجب ان ياخذ جميع الاطراف وقتهم كاملا، مضيفا ليس هناك اي جدول زمني ولا بد من ان نعطي الوقت للاطراف، سنأخذ ما يكفي من الوقت.
وكانت مشاورات السلام اليمنية التي تستضيفها الكويت برعاية الأمم المتحدة استأنفت جلساتها امس بعد توقف استمر 24 ساعة اثر اختلاف وتباين في وجهات النظر بين الأطراف اليمنية حول بنود جدول الاعمال لاسيما ما يتعلق بتثبيت وقف إطلاق النار.
وحضر جلسة المباحثات التي تعقد في قصر بيان تحت إشراف مبعوث الأمم المتحدة لليمن اسماعيل ولد الشيخ احمد مختلف القوى السياسة اليمنية الممثلة في الحكومة اليمنية وحركة أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام.
وكان صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد قد التقى اليوم مبعوث الأمم المتحدة الى اليمن وذلك بمناسبة استضافة الكويت مشاورات السلام، كما التقى كلا على حدة رئيس وفد المؤتمر الشعبي العام عارف عواض الزوكا ورئيس وفد أنصار الله محمد عبدالسلام فليته اضافة الى رئيس وفد الحكومة اليمنية نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية عبدالملك المخلافي.
كما عقد ولد الشيخ احمد اول من امس سلسلة مشاورات مع رؤساء الوفود اليمنية الثلاثة تطرقت الى موضوعات أساسية تتعلق بمضمون اطار عام اقترحته الامم المتحدة ويوضح هيكلية واطار العمل في الأيام القليلة المقبلة.
من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي مانع المطري ان الأمير التقى بالوفدين، مؤكدا ان الكويت تبدي اهتماما بالغا لإيجاد مسار تمر من خلاله المشاورات نحو الحلول، مضيفا ان الحكومة تنفذ عملية عسكرية جنوب البلاد ضد تنظيم القاعدة، لكن الوفد الحوثي ووفد صالح احتجا على هذه العمليات، ولكن اعتقد بما ان الطرفين لازالا في الكويت فالأمل لايزال موجودا.
الي ذلك قالت مصادر مقربة من الوفد الحوثي ان صاحب السمو الأمير اكد خلال لقاء رؤساء الوفود على اهمية الخروج من الازمة وإحلال السلام وفق الجهود التي تبذلها الامم المتحدة.
لافتة الى ان الحوثيين ووفد صالح مستمرون بمناقشة ما يخص الحلول السياسية وحكومة وحدة وطنية لإيجاد حلول من خلال مناقشة الامور السياسية والامنية بتفاصيلها.
كما اعلن مقربون من الوفد الحكومي اليمني ان صاحب السمو الأمير شدد خلال لقائه مع رؤساء الوفود اليمنية على ايجاد حلول للمشاورات والتوجه نحو السلام، كاشفين عن جهود يبذلها المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ احمد لوضع اطار جديد للمفاوضات يعمل على مناقشتها مع الوفود وبانتظار الموافقة عليها.