- السعدون: مجلس الأمن خيّب الآمال ومنع إصدار إجراءات فورية لإنقاذ الشعب السوري
- الدقباسي: ضرورة وقف مجازر النظام السوري تجاه شعبه وعلى الدول العربية بقطع جميع العلاقات وسحب السفراء من سورية
- المجتمع الدولي مازال عاجزاً عن وقف العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني
- البرلمانيون العرب مسؤولون عن دعم جهود المصالحة الوطنية الفلسطينية
- العالم العربي يشهد ظروفاً ومستجدات بالغة الدقة والحساسية
- دول عديدة ترزح تحت حكم الحزب الواحد أو الديكتاتورية المستبدة
- البرلمانات العربية تتحمل مسؤولية دعم مطالب الشعوب بالحرية والكرامة
- التحول إلى الديموقراطية وبناء نظام ديموقراطي سليم ليس عملاً سهلاً
- الانتقال من الديكتاتورية إلى النظام الديموقراطي يقوم على انتخابات حرة نزيهة
- الخليفي: العالم العربي يعيش ارهاصات حراك شعبي واسع ساهم في تغييرات بارزة في أنظمة حكم بعض الدول العربية
- رئيس الاتحاد البرلماني العربي يؤكد أن القضية الفلسطينية تمر بمرحلة بالغة الأهمية شديدة التعقيد
- بوشكوج: أمير الكويت يقود سفينة البلد ويحقق الكثير من المنجزات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والديموقراطية
- الربيع العربي لاتزال إرهاصاته تنتشر من مغرب العالم العربي إلى مشرقه
- الراضي: نسعى إلى تعزيز التحولات السياسية في الوطن العربي وواثقون أن الأمة العربية ستستعيد مكانتها الحيوية بالوحدة والتضامن
سامح عبدالحفيظ ـ بيان عاكوم
تفضل صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد برعاية وحضور أنشطة أعمال المؤتمر
الـ 18 للاتحاد البرلماني العربي الذي تستضيفه الكويت خلال الفترة من 5 الى 6 الجاري بحضور وفود 17 دولة عربية مثلوا البرلمانات العربية التشريعية وممثلين عن جهات برلمانية رسمية كالاتحاد البرلماني الدولي والبرلمان العربي الانتقالي.
وقال رئيس مجلس الأمة أحمد السعدون بعد تسلمه رئاسة الاتحاد ان المجتمع الدولي مازال عاجزا عن وقف العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني، كما ان مجلس الأمن خيب الآمال ومنع إصدار إجراءات فورية لإنقاذ الشعب السوري، مشيرا الى ان دولا عدة ترزح تحت حكم الحزب الواحد أو الديكتاتوريات المستبدة.
من جهته، أكد رئيس مجلس النواب البحريني خليفة الظهراني ان العلاقات بين الكويت والبحرين تاريخية، خصوصا بين آل خليفة وآل الصباح وذلك في رده على سؤال «الأنباء» حول تصريح جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة وإشارته إلى عدم إرسال الكويت قوات تنضم الى درع الجزيرة. ورأى الظهراني ان هذا الأمر لن يؤثر إطلاقا على العلاقات. وقال: هذا الأمر جرى في ظروف معينة للكويت ولكن عندما تكون هناك أمور فعلية وحقيقية عندنا ثقة ان السلطة في الكويت لن تتردد في الوقوف مع البحرين ودول التعاون، مشيرا الى ان هناك من يحاول بين الحين والآخر ان يتدخل في مثل هذه الأمور وان يسمع له صوت وهي أصوات نشاز وليس وراءها إلا الإساءة للعلاقات بين البلدين.
وتابع رئيس مجلس النواب البحريني ردا على سؤال حول وضع البحرين حاليا قال: مشروع جلالة الملك يعود لعام 2001 ونحن بفضل المشروع الإصلاحي لجلالة الملك كان التوجه للإصلاح على جميع المستويات انطلاقا من الميثاق الوطني والنتائج التي تمخض عنها الميثاق في المجالس التشريعية والتوافق الوطني ولجنة تقصي الحقائق فكل هذه الأمور جاءت متتالية من أفكار وطموحات الملك في الإصلاح، على جميع المستويات، لافتا الى ان البعض يروج لأمور معينة في البحرين. وقال: هناك من يتدخل في الوضع الداخلي ويثير بعض المشاكل ولكن الوعي موجود على جميع المستويات، لافتا الى ان الطوائف الموجودة تدرك ان تقدم البلد في وحدته الوطنية وتماسكه الاجتماعي.
وفي تفاصيل كلمته الافتتاحية، أكد رئيس مجلس الأمة أحمد السعدون أن هذا المؤتمر ينعقد تحت ظروف ومستجدات يعيشها العالم بالغة الدقة والحساسية وتحولات استراتيجية لم يسبق أن مر بها في تاريخه المعاصر.
وقال السعدون في كلمته: يسرني أن أرحب بحضراتكم في هذه المناسبة الكريمة التي تحتضن فيها دولة الكويت اجتماعات المؤتمر الثامن عشر للاتحاد البرلماني العربي في دورته الثامنة عشرة، وتستقبل رؤساء وأعضاء الوفود البرلمانية العربية والمنظمات البرلمانية العربية اخوة أعزاء وضيوفا كراما في أرض الكويت. كما يسعدني أن أسجل خالص الشكر والتقدير للاخوة رؤساء البرلمانات العربية لتفضلهم بتلبية الدعوة لحضور هذا المؤتمر.
وأضاف السعدون: أغتنم الفرصة لأرفع أسمى آيات الشكر والعرفان الى مقام حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير البلاد حفظه الله ورعاه، على تفضله بالحضور.. ورعايته الكريمة لأعمال وأنشطة هذا المؤتمر، والذي نأمل بإذن الله أن يحقق النجاح في جميع أعماله.
وقال السعدون: إن عالمنا العربي يشهد منذ آخر مؤتمر للاتحاد البرلماني العربي الذي عقد في الدوحة في فبراير 2011، ظروفا ومستجدات بالغة الدقة والحساسية، حيث عاش ولايزال في خضم أحداث استثنائية وتحولات استراتيجية لم يسبق أن مر بها في تاريخه المعاصر.
وأضاف أن الدافع المشترك والمحرك الأهم لكل تلك الاحداث والتحولات، هو تطلع بعض الشعوب العربية التي كانت ولاتزال ترزح تحت حكم الحزب الواحد أو الديكتاتورية المستبدة الى الحرية والكرامة، يجمعها نداء واحد يطالب بالتغيير والاصلاح الشامل وكفالة جميع الحقوق السياسية والمدنية للمواطنين. وتتحمل البرلمانات العربية اليوم المسؤولية الكبيرة لدعم هذه الطموحات الشعبية، وفي مقدمتها محاربة الفساد الاداري والمالي والعمل على بسط الأمن واستتبابه وإعادة عجلة الحركة الاقتصادية، وصولا الى الحكم الرشيد وسيادة القانون، مؤكدا أن التحول الى الديموقراطية وبناء نظام ديموقراطي سليم، ليس عملا سهلا ولا يتحقق بخطوة واحدة. ذلك أن الانتقال من مجتمع الحزب الواحد أو الحزب المسيطر أو الديكتاتورية المستبدة الى نظام ديموقراطي حقيقي يقوم على انتخابات حرة نزيهة وعلى حرية التعبير، ونظام تحترم فيه إرادة الافراد وكرامتهم، من الطبيعي أن تصحبه تغيرات جذرية اجتماعية واقتصادية وسياسية تعيد بناء المجتمع ومكوناته، وفي طليعتها مؤسسات المجتمع المدني التي يفترض أن تقوم بدور أساسي في نشر الوعي السياسي ودعم حقوق الانسان. وبقدر فاعلية هذه المؤسسات واستقلالها، بقدر ما تتحقق الديموقراطية وتسود سلطة القانون.
وأوضح السعدون أنه في كل مرة يجتمع فيها الاتحاد البرلماني العربي، بل منذ تأسيسه، نستعرض ونناقش ما نعتبرها قضية العرب الأولى، وهي كما تعلمون القضية الفلسطينية واستمرار الاحتلال الصهيوني للأراضي العربية. وتبرز هذه القضية دائما كمحور أساسي على امتداد العقود المنصرمة في جميع مؤتمرات الاتحاد، ولكن على الرغم من كل الجهود التي بُذلت على جميع المستويات العربية والإقليمية والدولية والتي مازالت تُبذل حتى اليوم إلا أن المجتمع الدولي يزداد عجزا عن وقف هذا العدوان وإنهاء الاحتلال، بما في ذلك فشل الرباعية الدولية بسبب عدم حيادية بعض أعضائها وانحيازهم بوضوح سافر الى الجانب الصهيوني، على حساب القضية الفلسطينية العادلة وعلى حساب حق اللاجئين في العودة، كما أكدته قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، مضيفا أنه رغم المعاناة القاسية التي يلقاها الشعب الفسلطيني منذ تأسيس دولة الكيان الصهيوني في عام 1948، بل وفي السنوات التي سبقتها، ورغم ما بذله من تضحيات جسام، لايزال هو الشعب الوحيد الذي اغتصبت أرضه، ويناضل من أجل استرداد حقوقه المسلوبة.
وأكد السعدون أن أمامنا كبرلمانيين عرب مسؤولية تاريخية، هي دعم جهود المصالحة الوطنية الفلسطينية بين مختلف مكونات الشعب الفلسطيني، والعمل على توحيد كلمة الصف الفلسطيني في تشكيل حكومة توافق وطني تمكنه من المضي قدما في القيام بدوره النضالي لاسترداد حقوقه المشروعة وقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
وزاد: نجتمع اليوم ولاتزال المذابح والمجازر والمحرمات ترتكب بحق الشعب السوري على يد نظام مستبد جائر، ولاتزال أجهزة الأمن والجيش السوري تمارس أبشع أنواع البطش والتعذيب بحق أبنائه، بانتهاك سافر لتعاليم ديننا وقيمنا وأخلاقنا العربية. وكم كانت خيبة أملنا من موقف مجلس الأمن الدولي عندما استخدم بعض أعضائه الدائمين حق النقض وتسببوا بذلك في منع إصدار قرار يدعو الى اتخاذ إجراءات فورية وصارمة لإنقاذ الشعب السوري، في حين تنقل لنا وسائل الإعلام يوميا وعلى مدار الساعة مشاهد التخريب والدمار والقتل، ونسمعُ عن طريقها أنين الشباب والكهول ونحيب الأمهات الثكالى، تستصرخ ضمائرنا ونخوتنا العربية الأصيلة.
وقال: وإذا كانت خياراتنا في هذا الشأن محدودة فلا أقل من إدانة وشجب ممارسات النظام السوري والعمل على اتخاذ قرارات فعالة حيال الأوضاع في سورية الشقيقة، وأن ننسق ونتعاون كمجموعة برلمانية عربية أمام الاتحاد البرلماني الدولي والمنظمات البرلمانية الإقليمية الأخرى بما يحقق معالجة الأوضاع في سورية وكيفية حماية شعبها وإيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين من أبنائها.
وجدد السعدون شكره وتقديره لجميع الاخوة الرؤساء لتلبيتهم الدعوة ومشاركتهم في هذا المؤتمر، داعيا المولى عز وجل «أن يوفقنا جميعا لخدمة قضايا أمتنا العربية متمنيا أن تخرج قراراتنا وتوصياتنا بشكل يعكس ويلبي طموح وآمال شعوبنا العربية».
كما وجه الشكر للأمين العام للاتحاد البرلماني العربي والعاملين بالأمانة العامة على ما بذلوه من جهود مشكورة في التحضير لهذا المؤتمر.
أكد رئيس الاتحاد البرلماني العربي رئيس مجلس الشورى القطري محمد بن مبارك الخليفي ان العالم العربي يعيش ارهاصات حراك شعبي واسع ومتسارع ادى الى تغييرات بارزة في انظمة الحكم والحياة البرلمانية لبعض الدول العربية.
وأعرب الخليفي في كلمته في افتتاح المؤتمر الثامن عشر للاتحاد البرلماني العربي عن سعادته الكبيرة بانعقاد المؤتمر الثامن عشر في الكويت الشقيقة التي احاطتنا منذ حلولنا فيها بكل الترحاب والود وحسن الضيافة، فأسمى آيات الشكر والامتنان الى صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد والى مجلس الامة الشقيق، وعلى رأسه سعادة الاخ احمد عبدالعزيز السعدون، رئيس المجلس، الذي نزجي له التهنئة، مرة اخرى، بمناسبة انتخابه رئيسا للمجلس، متمنين له التوفيق والنجاح في مهمته الجليلة، والشكر موصول الى الحكومة الكويتية والشعب الكويتي الشقيق على حسن الوفادة والترحيب القلبي بممثلي الامة العربية من المحيط الى الخليج.
واضاف الخليفي: ينعقد مؤتمرنا في ظروف دقيقة ومتميزة عربيا واقليميا ودوليا، فعلى الصعيد السياسي العربي يعيش العالم العربي ارهاصات حراك شعبي واسع ومتسارع ادى الى تغييرات بارزة في انظمة الحكم والحياة البرلمانية لبعض الدول العربية، ولايزال يمور ويتصاعد في دول شقيقة اخرى نتمنى ان تتمكن من ايجاد حلول ايجابية للازمات التي تعيشها بما يخدم مطامح شعوبها في الحرية والديموقراطية والتنمية والرخاء.
واكد ان مجمل الحراك الشعبي الذي عاشته البلدان العربية اليوم يجري تحت شعارات التغيير، من اجل المزيد من الديموقراطية والانفتاح على الجماهير ومحاربة الفساد، ومكافحة البطالة وتحقيق اهداف التنمية وافساح المجال امام اجيال الشباب لكي تأخذ دورها في بناء الاوطان، وهي اهداف مشروعة لا يمكن تجاهلها.
وتابع: تمر قضية العرب المركزية ـ قضية فلسطين ـ بمرحلة بالغة الاهمية، شديدة التعقيد من خلال العمل على طرح القضية امام الامم المتحدة لكسب الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية، بعد ان وصلت جميع جهود الوساطة والمفاوضات الى طريق مسدود نتيجة لتعنت اسرائيل وصلفها ورفضها الاعتراف بالحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها حقه في اقامة دولة مستقلة ذات سيادة، كما كانت سياسة اسرائيل في مواصلة الاستيطان رصاصة الرحمة التي اطلقت على جميع الجهود الاقليمية والدولية التي بذلت لايجاد تسوية عادلة للصراع العربي ـ الاسرائيلي.
وزاد: وبمقدار مباركتنا لتمكن الاخوة الفلسطينيين من التوصل الى صيغة بناءة للمصالحة بين ابناء الشعب الواحد والسير على طريق الوحدة في مواجهة الخطر المحدق بالجميع، فان قلقنا يزداد اليوم على مصير القدس الشريف التي تمعن اسرائيل في اتخاذ الاجراءات لتهويدها، من بناء للمستوطنات، وهدم للبيوت وتهديد للمسجد الاقصى، اولى القبلتين وثالث الحرمين، وتشويه لتاريخ هذه المدينة المقدسة التي كانت ولاتزال عنصر توحيد للعرب والمسلمين، ونحن من على هذا المنبر نؤيد جميع القرارات والاجراءات التي اعلن عنها المؤتمر الخاص بالقدس وحمايتها الذي احتضنته العاصمة القطرية قبل ايام، هذا المؤتمر الذي كشف عن الاخطار التي تهدد المدينة المقدسة ودعا الى استنهاض جميع قوى الامتين العربية والاسلامية دفاعا عنها.
وبين ان الاتحاد البرلماني العربي اكد انه منظمة جادة تعبر خير تعبير عن مطامح البرلمانات والمجالس العربية وعن تطلعات شعوب الامة العربية نحو مستقبل وضاء ترفرف فيه رايات الديموقراطية والحرية، وحقوق الانسان، وينعم مواطنوها بخيرات التنمية ومنجزات الحضارة والعلوم، وتقوم بينهم علاقات الاخاء والتضامن في سبيل غد اكثر اشراقا، وتنفتح امامهم امكانات اوسع للاسهام بصورة فعالة في قيام عالم اكثر امنا واكثر عدالة، موضحا ان هذه التطلعات تنسجم مع الدور المتنامي الذي اخذت تلعبه البرلمانات كمؤسسات تمثيلية على الصعيد العالمي، في مجالات تعزيز التعاون بين الدول والشعوب، والاسهام في فض المنازعات من خلال الديبلوماسية البرلمانية.
ودلل على الدور المتنامي لاتحادنا بوجود هذا العدد من ممثلي المنظمات الصديقة التي يتعامل معها الاتحاد، والتي جاءت الى هذا المؤتمر تعبيرا عن الروابط الوثيقة التي تجمعها بالاتحاد البرلماني العربي، وانني باسمكم جميعا اكرر ترحيبي بهؤلاء الاصدقاء واقول لهم اننا في الاتحاد البرلماني العربي حريصون جدا على تعزيز علاقات التعاون والتنسيق مع منظماتكم لما فيه خيرنا جميعا وخير العمل البرلماني العام.
واختتم كلمته بتأكيده على ثقته بأن هذا المؤتمر سيشكل اضافة جديدة الى عملنا البرلماني في اطار اتحادنا، وان هذه النخبة من ممثلي شعوبنا لابد ان تتوصل الى قاسم مشترك نلتقي جميعا حوله ازاء قضايانا المشتركة.
أكد الأمين العام للاتحاد البرلماني العربي نور الدين بوشكوج أن هذا المؤتمر ينعقد في ظروف بالغة الدقة والخطورة، مضيفا أن الربيع العربي لاتزال إرهاصاته تتسع وتنتشر من مغرب العالم العربي الى مشرقه.
وقال بوشكوج في كلمته التي افتتح بها أعمال المؤتمر الثامن عشر للاتحاد البرلماني العربي انه «من الدوحة عام 2011 الى الكويت عام 2012 وفي رحاب الخليج العربي، الجناح الشرقي للوطن العربي، مسيرة عام كامل قطعناها، نحن البرلمانيين العرب، بين مؤتمرين: السابع عشر الماضي والثامن عشر الحالي، مسيرة حافلة بالاحداث، عامرة بالنشاط والمهمات التي تهدف الى تحقيق طموحات شعوبنا، وآمال أمتنا في مستقبل مشرق على طريق التقدم والديموقراطية والتنمية والتضامن. فإلى الكويت الشقيقة التي جعلت انعقاد هذا المؤتمر في توقيته الطبيعي ممكنا، الى صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد أمير الكويت، الذي يقود سفينة هذا البلد الشقيق ويحقق الكثير من المنجزات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والديموقراطية، وخاصة البرلمانية التي له فيها قصب السبق والعراقة، والى مجلس الأمة الكويتي، ورئيسه أحمد عبدالعزيز السعدون، البرلماني العريق، الذي نتمنى له كل النجاح والتوفيق في مهمته الجليلة، والى الشعب الكويتي الشقيق والحكومة الكويتية تحياتنا الصادقة وأمنياتنا القلبية بالازدهار والنجاح، نظير ما قدموه من عون وتسهيلات لالتئام جمعنا على هذه الأرض الطيبة، وعلى ما أحاطونا به من ود وحرارة استقبال وحسن وفادة تعكس القيم العربية الاصيلة التي عرفناها فيهم دائما وأبدا».
وأضاف بوشكوج ان هذا المؤتمر ينعقد في ظروف بالغة الدقة والخطورة. فالربيع العربي الذي بدأ مبكرا منذ مطلع العام الماضي لاتزال إرهاصاته تتسع وتنتشر من مغرب العالم العربي الى مشرقه. ولاتزال هتافات الجماهير الحاشدة ونداءاتها المطالبة بالحرية والديموقراطية وإقامة دولة المؤسسات واحترام القانون، ومكافحة البطالة والفقر، واجتثاث القمع والفساد من قاموس الحكم في البلدان العربية، مبينا أن هذه النداءات لاتزال تتعالى، ويبدي مطلقوها استعدادهم للمثابرة وعدم التراجع حتى تتحقق لانتفاضاتهم أهدافها. وإذا كانت هذه الانتفاضات قد نجحت في بعض البلدان العربية في إحداث تغيير في هرم الانظمة القديمة، فإن الطريق لايزال أمامها طويلا لتحقيق ما أرادته، ولايزال عليها أن تواجه محاولات الاحتواء الداخلي من الانظمة المنهارة، ومحاولات التدخل الخارجي الذي يريد أن يفرض عليها سياسات بعيدة عن أهدافها.
وقال إنه في هذا السياق تثير الاحداث التي تشهدها سورية الشقيقة قلقا متزايدا لدى الجميع، ذلك أن الحراك الشعبي الذي بدأ فيه تحول الى مواجهات دامية في العديد من المدن السورية وأدى الى وقوع الآلاف من القتلى والجرحى، المدنيين والعسكريين منذرا بالتحول الى حرب أهلية لا تبقي ولا تذر. وكلنا أمل في أن تسفر الجهود العربية المبذولة، لاسيما من جانب جامعة الدول العربية، في تطبيق الخطة العربية لإنقاذ الوضع المتدهور من خلال الإقلاع عن الحل الأمني واللجوء الى الحوار بين جميع أطياف الشعب السوري الشقيق، وفي نفس الوقت تمر القضية الفلسطينية بمنعطف خطير بسبب السياسات الإسرائيلية التي تصر على مواصلة الاستيطان وتهويد مدينة القدس الشريف، ومتابعة أساليب القمع والاعتقال ضد الشعب الفلسطيني.
وزاد: لقد أثلج صدورنا نجاح مساعي المصالحة بين الاطراف الفلسطينية. ونتمنى أن تتواصل هذه المساعي لوضع القاطرة الفلسطينية على سكة السلامة. متمنين الدور الكبير الذي قام به صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر في رأب الصدع وإعادة اللحمة الى الصف الفلسطيني.
وأشار بوشكوج الى أن أخطر ما تواجهه البلدان العربية في المرحلة الراهنة هو عجز النظام العربي الحالي عن معالجة أمراضه ومواجهة الأخطار التي تهدد أطرافه. وفي مقدمة هذه الأخطار غياب التضامن العربي، والارهاب الذي يزداد استشراء، مهددا الاستقرار الداخلي في العديد من البلدان العربية.
وتطلع بوشكوج الى مؤتمر القمة العربية القادم في العراق الشقيق، ليكون مؤتمرا مفصليا في معالجة الأزمات التي تعاني منها أمتنا وإيجاد الحلول الناجعة لها، ولا تفوتنا الاشادة بالدور الريادي الذي قام به صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد أمير الكويت حفظه الله في عقد القمة الاقتصادية العربية، وكذلك دور الكويت الشقيقة في تنمية الوطن العربي.
وبين أن الاتحاد البرلماني العربي الذي سيحتفل في يونيو هذا العام بالذكرى الثامنة والثلاثين لتأسيسه، والذي يضم جميع البرلمانات ومجالس الشورى العربية الاثنين والعشرين قد أصبح منظمة عربية إقليمية مرموقة تلعب دورا ملحوظا في العمل العربي المشترك. وقد نجح الاتحاد في جمع كلمة البرلمانيين العرب على قيم وأهداف مشتركة وخطط وبرامج عمل قابلة للتطبيق، بالرغم من تعدد الأنماط البرلمانية وأساليب التمثيل وأشكال الانتخابات. كذلك نجح الاتحاد في أن يكون قناة مهمة للتعبير عن وحدة الموقف البرلماني العربي في المنتديات والمحافل الإقليمية والدولية.
وقال إن المؤتمر الثامن عشر الذي بدأ أعماله اليوم (أمس) يشكل محطة مهمة في حياة الاتحاد، سواء من حيث القضايا التي يعالجها أو البرامج التي سيعتمدها، أو من حيث إلقاء نظرة تقييمية على مسيرته خلال العام الماضي من خلال التقارير المقدمة من الأمانة العامة والمناقشات التي سيقدمها أعضاؤه.
واختتم كلمته بقوله: «اننا نتطلع بكل التفاؤل الى النتائج التي ستتمخض عن مؤتمرنا هذا، والتي لابد أن تكون إيجابية، بوجود هذا العدد الكبير من الاعضاء الذين يتمتعون بالخبرة والكفاءة والرغبة الصادقة في ترقية دور البرلمانات، بوصفها مؤسسات تمثل إرادة الشعوب ومصالحها وطموحاتها، وفي تعزيز المسيرة الديموقراطية وترسيخ ثقافة حقوق الانسان وممارستها في بلداننا».
من جانبه، توجه رئيس الاتحاد البرلماني الدولي عبدالواحد الراضي بجزيل الشكر والتقدير والامتنان للكويت شعبا ودولة وحكومة على حرارة الاستقبال وكريم الضيافة، وتوفير كل الشروط الملائمة لإنجاح هذا الحدث الهام، آملا لهذا البلد الكريم كل أسباب الأمن والسلم والاستقرار، وكل ظروف الازدهار والرفاهية والنجاح.
وهنأ أعضاء الاتحاد البرلماني العربي، في الرئاسة والأمانة العامة، على الجهود القيمة التي يبذلها هذا الإطار النشيط لتطوير الأداء البرلماني في البلدان العربية، وللارتقاء بالفعل الديموقراطي كي يصبح ثقافة ديموقراطية متجذرة في الوعي العربي، مشيدا بدور المجموعة العربية في الاتحاد البرلماني الدولي، وبالأخص روح التماسك والتنسيق والحوار بين مختلف المكونات البرلمانية العربية، فيما يخدم القضايا الإنسانية، قضايا الديموقراطية والسلام والعدالة والحرية والمساواة والصداقة بين الشعوب، وأيضا فيما يدعم المصالح والحقوق العربية المشروعة.
وذكّر بالإسهام الهام، وذلك الحضور الفعال للبرلمانيين العرب في جميع مؤتمرات الاتحاد البرلماني الدولي، وفي اجتماعاته وأجهزته، وذلك دفاعا عن أهداف الاتحاد المتجسدة في الديموقراطية وحقوق الإنسان وتفعيلا لقراراته، وتبني القيم الإنسانية والأخلاقية التي تشكل المعالم الرئيسية لهوية هذا المنتظم الدولي المهم.
مجددا شكره لأعضاء المجموعة العربية على دعمهم وتضامنهم اللامشروط حين دعموا ترشيحي لرئاسة الاتحاد البرلماني الدولي وساندوا رؤيتي ومقاربتي، وأستسمحكم لأخص بالشكر الأشقاء في الكويت وفي مجلس الأمة الكويتي، وبالأخص الرئيس السابق للمجلس الأخ الصديق جاسم الخرافي الذي مثّل الكويت خير تمثيل، والذي ساهم بحضوره وجهده واتصالاته في انتخابنا لرئاسة الاتحاد البرلماني الدولي. وأملنا في الله تعالى ان نواصل العمل معا من اجل ما جمعنا دائما من روح الاخوة والصداقة والتضامن والمبادئ والقيم المشتركة.
كما أشاد بالاتحاد البرلماني العربي وأعضائه على مواقفه المتوازنة، والتزامه بقضايا الديموقراطية وحقوق الإنسان، وقضايا السلم والأمن والاستقرار في العالم وتبنيه الصريح للقضايا العربية المشروعة، وقال: أود أن أؤكد على أهمية مواصلة التعاون بين مؤسستينا، الاتحاد البرلماني الدولي والاتحاد البرلماني العربي. وان الاتحاد البرلماني الدولي يضع خبرته وتجربته رهن إشارة الاتحاد العربي، ورهن إشارة المجموعة العربية، ورهن إشارة البرلمانات العربية على حدة، حسب الحاجة والمتطلبات والسياقات.
وقال الراضي ان الاتحاد البرلماني الدولي يتابع باهتمام كل ما يجري من تحولات في المنطقة العربية، وهو اذ يتجاوب ويدعم جملة من الأفكار والمطالب التي يعبر عنها المواطنون في عدد من البلدان، فإنه في الوقت نفسه يشيد بدينامية الإصلاح والتحولات الديموقراطية الهادئة المتبصرة في عدة أقطار عربية أولت الاهتمام والاعتبار لانتظارات وتطلعات شعوبها وشبيبتها. ويأمل ان تعرف باقي الأقطار العربية التي تعيش تحولات سياسية عميقة، تغييرا وتقدما بعيدا عن كل أشكال العنف وما يترتب عليه من خسائر جسام مادية وبشرية.
وأضاف انه مهما يكن من اعتبارات وقراءات للواقع العربي الراهن، فإن الديموقراطية باتت مطلبا حيويا لا يمكن التغاضي عنه. ولن يستعصي الخيار الديموقراطي عن التكامل مع الخصوصيات الثقافية والاجتماعية والإثنية والدينية للبلدان العربية.
وليس غريبا عن هذه الأمة العربية، لا عن تاريخها السياسي والثقافي ولا عن رصيدها الحضاري، ان تلعب من جديد دورا بارزا في المشروع الديموقراطي الإنساني، وفي إثراء الحضارة الكونية المعاصرة.
وأكد ان الأمة العربية ستسترجع مكانتها الحيوية المؤثرة للحياة الإنسانية بالديموقراطية، بالوحدة، بالتضامن. وإنني لألمس عدة مؤشرات إيجابية بهذا الخصوص، آملا ان تتعزز وتتواصل إن شاء الله خدمة لأمتنا العربية والبشرية جمعاء.
من جانبه قال رئيس البرلمان العربي الانتقالي النائب علي الدقباسي ان البرلمان العربي بادر ونادى بضرورة وقف المجازر التي يرتكبها النظام السوري في حق شعبه في سورية، مطالبا الدول العربية بسحب سفرائها وقطع العلاقات كافة مع هذا النظام.
واشاد الدقباسي في كلمته التي ألقاها في افتتاح اعمال المؤتمر الثامن عشر للاتحاد البرلماني العربي بالاعداد والتنظيم الجيد لاعمال المؤتمر، مبديا ثقته ان يتوصل المؤتمر الى مجموعة من القرارات التي تصب في المصلحة العليا للامة العربية، بصفة عامة والامن الاجتماعي العربي على وجه التحديد، خاصة ان المحور الرئيسي للمؤتمر يدور حول «دور البرلمانيين العرب في سن التشريعات التي تسهم في تقليص البطالة في الوطن العربي»، التي يعاني منها الكثير من دولنا العربية، وباتت تمثل وتشكل عبئا وعائقا كبيرا نحو تحقيق الامن الاجتماعي العربي.
واضاف الدقباسي: لقد اولى البرلمان العربي، منذ انشائه عام 2005، الكثير من الاهتمام للمشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي تعاني منها امتنا العربية، وفي هذا الاطار سيعقد البرلمان العربي في مقر جامعة الدول العربية يومي 17 و18 مارس 2012، ندوة موسعة حول مكافحة الفقر في الوطن العربي، يشارك فيها مجموعة متميزة من الخبراء والمهتمين، لمعالجة هذه الظاهرة التي تشكل حيزا كبيرا من الاهتمام العربي، مبينا: البرلمان العربي اولى الاهتمام بقضايا الاستثمار في الوطن العربي، وعقد لهذا الموضوع مؤتمرا موسعا في مقر جامعة الدول العربية في الفترة 10 ـ 11/11/2011، شارك فيه كل من اتحاد المستثمرين العرب، ومركز القاهرة للتحكيم التجاري، والمركز العربي للتحكيم التجاري، وتوصل المؤتمر الى اقرار مجموعة من التوصيات، التي تم رفعها الى جامعة الدول العربية والمجلس الاقتصادي والاجتماعي، والبرلمانات العربية والوطنية، والجهات ذات الصلة بهدف العمل على تنفيذ هذه التوصيات، وبما يحقق المصالح العليا للامة العربية.
وزاد: ساهم البرلمان العربي، بجهد كبير، مع جامعة الدول العربية من اجل العمل على اقرار النظام الاساسي للبرلمان العربي الدائم، والذي نتطلع الى اقراره في القمة العربية المقرر انعقادها في 29 مارس 2012 ببغداد، لينطلق البرلمان العربي الى العمل على تحقيق اهداف ومبادئ الامة العربية وبخاصة في مجال توسيع المشاركة الشعبية.
واختتم الدقباسي كلمته قائلا: لقد بادر البرلمان العربي ونادى بضرورة وقف المجازر التي يرتكبها النظام في حق شعبه في سورية، وطالب الدول العربية بسحب السفراء من سورية، وقطع العلاقات كافة مع هذا النظام الذي نأمل من مؤتمركم ان يتخذ من المواقف والقرارات ما يتناسب مع حجم المأساة والكارثة التي يعيشها الشعب السوري، وان يشهد الشعب السوري عصرا جديدا يقوم على الحرية والعدالة والديموقراطية والدفاع عن حقوق الانسان.