أصدرت رابطة دعاة الكويت بياناً جاء فيه:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد.
فإن تنامي الأحداث وتسارع وتيرتها واندفاعها نحو الخروج عن نطاق السيطرة ينبئ عن وقوع فتنة ـ وقانا الله شرها ـ لا تبقي ولا تذر، تأكل اليابس والأخضر.
قال تعالى: (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة). لذلك من واجب حقوق الاخوة الإسلامية والحرص على اللحمة الوطنية، وتماسك الجبهة الداخلية، نقدم هذه النقاط المهمة والواجب مراعاتها للخروج من عنق زجاجة الأزمة:
أولا: لا بد من ارجاع الأزمة إلى حقيقتها ومعرفة أصلها، حتى لا تعطى أكبر من حجمها، وتذكي بغير شرارتها، ومن ثم تعالج بغير دوائها.
ثانيا: يجب تجريد خطاب كل الاطراف من لغة التخوين وعبارات التجريح والطعن في النوايا فالكل هدفه الاصلاح وان اختلفت الرؤى والوسائل فأصل الخلاف على الوسائل وليس الغايات.
ثالثا: نؤكد مرارا وتكرارا على وجوب تطبيق الشريعة الإلهية واتباع السنة المحمدية فهما الحصن الحصين من كل فتنة، والركن المكين في صد كل بلية ومحنة. قال صلى الله عليه وسلم: «إني قد خلفت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما أبدا ما أخذتم بهما أو عملتم بهما: كتاب الله وسنتي. ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض» صححه العلامة الألباني في صحيح الجامع. وقال صلى الله عليه وسلم: «وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله ويتخيروا مما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم» رواه ابن ماجة وصححه الالباني.
رابعا: أصل المشكلة والهدف المعلن قضية تغيير قانون الانتخاب وترك القانون كما هو مع ارجاء التغيير للتوافق الحكومي البرلماني، وهذا واضح جلي في كل عبارات وأدبيات وخطابات القائمين على الحراك الشعبي والذي مازال الكل يردده.
خامسا: إن الدافع الحقيقي للحراك الشعبي هو حفظ حقوق الجميع حكاما ومحكومين فبالاضافة إلى أن الوفاء بالعقود أمر رباني وتشريع إلهي. قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود..) الآية، وقال تعالى: (وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا)، فهو ضمان بعد توفيق الله لاستقرار الحكم واسسه وأهمها: الشعور بالمسؤولية الدينية والوطنية لصيانة البلد واستقراره وحفظ مقدراته من العبث والنهب والتبديد، دون رقابة شعبية رادعة، أو محاسبة لاحقة.
سادسا: كما أن واجبا على الجميع صيانة واحترام وتقدير رأس البلد صاحب السمو الأمير ـ وفقه الله للحق ـ وسائر المسؤولين، كذلك واجب على السلطات احترام من اتخذهم الناس ممثلين لهم في مجلس الأمة فلا يجوز بأي حال وتحت أي مبرر أن يعامل أعضاء مجلس الأمة السابقين معاملة عتاة المجرمين، فتوقيرهم توقير لمن انتخبهم، واحترامهم تقدير لمن اختارهم.
سابعا: لعل أمثل طريق للخروج من الازمة هو بجلوس العقلاء من كل طرف بتجرد تام وإرادة حقيقية للإصلاح لا مكان لحظوظ النفس فيها، ليضعوا خارطة طريق لحل الازمة وارجاع الأمر إلى ما كان عليه.
ثامنا: واجب على الجميع رجال أمن ومواطنين مراعاة القوانين واحترامها عند القيام بأي وسيلة احتجاجية (مهرجان خطابي ـ مسيرة.. إلخ) فالحذر الحذر من الصدام والاعتداء على الانفس والممتلكات فإن هذا من نواقض الاخوة الاسلامية، وخوارم الوحدة الوطنية. قال صلى الله عليه وسلم: «كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه» رواه مسلم. وقال صلى الله عليه وسلم: «سباب المسلم فسوق وقتاله كفر» رواه البخاري.
تاسعا: ندعو الجميع للتوبة، فإنها تغسل الحوبة. والإكثار من الدعاء، والتضرع إلى العزيز الغفار، أن يحفظ علينا أمننا وأماننا، ويصون وطننا ووحدتنا، وأن يقينا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن، ونتحين مواطن الإجابة. فالدعاء عماد الدين وسلاح المؤمن ونور السماوات والأراضين وما قرعت أبواب السماء بمثل مفاتيح الدعاء مع الإكثار من سائر العبادات ففيها بإذن الله كشف الكربات ودفع المصائب، والمخرج من الملمات قال صلى الله عليه وسلم: «عبادة في الهرج كهجرة إلي» رواه مسلم.
جمع الله القلوب على الحق والهدى وجنبنا الشرور والفتن ما ظهر منها وما بطن وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.