هو عبدالله محمد بن جابر بن سنان الرقي الحراني، المعروف باسم سنان الرقي الحراني، ولد في بتان بحران عام 240هـ - 854م وتوفي بالقرب من سامراء في العراق عام 317هـ - 929م.
والبتاني من علماء المسلمين الذين ساهموا في تطور العلوم الإنسانية، فهو أول من عمل الجداول الرياضية لنظير المماس، وهو على حد قول قدري حافظ طوقان في كتابه «الخالدون العرب» ان البتاني من عباقرة العالم الذين وضعوا نظريات هامة وأضافوا بحوثا مبتكرة في الفلك والجبر والمثلثات، ونظرة الى مؤلفاته والأزياج التي عملها تبين خصب القريحة وترسم صورة عن عقليته الجبارة.
كان البتاني من أبرز علماء القرن العاشر الذين أسدوا خدمات الى العلوم. اشتهر برصد الكواكب والأجرام السماوية وعلى الرغم من عدم وجود آلات دقيقة كالتي نستعملها الآن، فقد تمكن من اجراء أرصاد لاتزال محل دهشة العلماء ومحط اعجابهم وسماه بعض الباحثين بطليموس العرب، وقال عنه سارطون انه من أعظم علماء عصره وأنبغ علماء العرب في الفلك والرياضيات وبلغ اعجاب العالم الفرنسي «لا لاند» بأبحاث البتاني ومآثره لدرجة جعلته يقول: «ان البتاني من العشرين فلكيا المشهورين في العالم كله». وللبتاني أرصاد جليلة للكسوف والخسوف، اعتمد عليها دنثورن سنة 1749، في تحديد تسارع القمر في حركته خلال قرن من الزمن، ووضع البتانـــي كتبا عديدة في الفلك والجغرافيا وتعديل الكواكب.
ولعل زيجه المعروف باسم «الزيج العابي» من أهم مؤلفاته، ويعد من أصح الأزياج، وفيه أثبت جداول تتعلق بحركات الأجرام التي هي من اكتشافاته الخاصة، ويعتبر البتاني ان علم الفلك من العلوم السامية المفيدة، اذ يمكن بوساطته ان يقف الإنسان على أشياء هو في حاجة اليها والى معرفتها واستغلالها لما يعود عليه بالنفع.