أكثرنا يعلم أن الفراغ على المستوى الشخصي غالبا ما يخلق إنسانا سلبيا وفريسة سهلة للضياع!
وأكثرنا كان يجهل أثر الفراغ على الشعوب لأن الشعوب سابقا -ومازال أكثرها-لاهية في ضروريات الحياة ولا تكاد تجد لها وقتا للراحة فضلا عن الفراغ!
ولكن بعد أن أثرت بعض الشعوب وأصبح كثير من أبنائها يتسلمون الرواتب- التي تجعلهم يتجاوزون في تفكيرهم الضروريات ولا ينشغلون سوى بالكماليات -مقابل عمل زهيد لا يتطلب الجهد والجلوس كثيرا في مقر العمل…أصبحنا نرى أثر الفراغ على هذه الشعوب جليا!
ولا يكاد ينقضي عجب المراقب لهذه الشعوب لما يراه من تقلباتها بين واد وواد!
فتارة تتزاحم على التحليل السياسي… الذي يدور في فلك الترهات من قبيل:
أن الحاكم الفلاني الذي استقبل الرئيس الفلاني في المكان الفلاني كان له مغزى عميق من اختيار هذا المكان…ليوصل رسالة للرئيس الفلاني بأننا لا نحيد عما رسمه لنا الآباء!
وعندما تعمد الحاكم الفلاني أن يقدم للرئيس الفلاني غداء «سبايسي» أراد أن يوصل له رسالة بأننا ذوو طبع حار ولن يطول صبرنا عليكم في القضايا العالقة بيننا!
وتارة تتزاحم على الميادين الثقافية وتريد أن تزاحم أهلها دون جهد… فلا تجد لها وسيلة سوى اصدار الكتب التي تدور في فلك الهذيان وتقرير الأشياء البديهية!
وهكذا احتار المرء… هل الثراء الذي تعيشه هذه الشعوب وسبب لها هذا الفراغ نعمة تستوجب شكر الله أم نقمة يستعاذ بالله منها؟!
a_do5y@