من يعرف الحرية الحقّة يعلم ويتيقن يقينا تاما بأن الحرية شعور مطرد ومتسق لا ينقص ويزيد حسب المكان والزمان والظروف المحيطة بالحر!
فالحر يتألم لظلم الإنسان دون النظر إلى اعتبارات أبعد من اعتبار كونه انسانا!
والحر يحارب الطغيان دون الالتفات إلى شخص الطاغية أو الحدود الجغرافية التي يمارس بها الطغيان!
هذا هو الحر الحقيقي!
ولكن هناك أناسا تطفلوا على الحرية ـ بغير وجه حق ـ وأرادوا أن يكونوا حامي حماها دون وجود ما يؤهلهم لهذا الشرف… فبتنا نرى العجائب! بتنا نرى من يطالب بالحرية لشعب معين لكرهه لحكام هذا الشعب ويؤيد قمع شعب آخر لاعتبارات مصلحية تربطه بالحاكم الذي يقمع شعبه! وبتنا نرى من يقل أدبه ويتطاول على حاكم بلده مستغلا فضاء الحرية الذي ينعم به بلده ويذهب لحكام بلدة مجاورة عرفوا بالحزم فلا يزيد على أن يكون أمامهم «أراجوز» يحاول بكل ما أوتي من قوة أن ينال رضاهم ومن وراء رضاهم هباتهم!
وهكذا بدأت الحرية تفقد بريقها وجاذبيتها كقيمة نبيلة بسبب استغلالها من قبل الأدعياء!
وكأن هؤلاء أدعياء تداعوا وأقسموا ألا يبقوا لنا قيمة نبيلة دون أن يتطفلوا عليها ويشوهوا معانيها النبيلة التي استقرت آلاف السنين في أذهان البشر!
a_do5y@