عبدالعزيز الأحمد
لا شك في ان الانترنت في عصرنا الحاضر هو الوسيلة التكنولوجية لمخاطبة الشعوب الحضارية، فالانترنت يقوم بثورة اعلامية للتعبير عن الرأي والترويج له كحرب سلمية فكرية بين معارضي الحكومات واصحاب الايدلوجيات المختلفةوالمتغيرة في عالمنا اليوم الذي نحيا تحت ظله، فالانترنت هو السلاح الوحيد الحاد للتعبير عن الذات البشرية والذي يخدم من دون استعمال العنف ما يحدث تحت سراديب التعذيب التي اعدتها بعض الحكومات الجائرة ضد شعوبها المغلوبة على أمرها.
ولا شك في ان الانترنت وسيلة لكشف الحقائق والتعبير عن وجهات النظر بعيدا عن اهوال زوار نصف الليل وكلابهم البوليسية الجائعة التي تقطع اوصال الديموقراطية وتحولها الى مأساة.
ان الصراع القائم بين الشعوب وحكوماتهم الديكتاتورية التي اشعلت وأججت نيران العلم لتعلو عن طريقها شلالات الدماء الزكية التي تسيل ليغرق في بحرها البسطاء.
مما لا شك فيه ان عدد مستخدمي الانترنت في شعوبنا العربية وصل الى اكثر من 27 مليون مستخدم وسيزداد هذا العدد في السنين العشر المقبلة ليصل الى الضعف، وان الشعوب العربية اصبح شغلها الشاغل وسيلة الانترنت لتخاطب بعضها فيما بينها كعملية تنفيس عن تكميم الافواه، كذلك استخدمت الانترنت كوسيلة دفاعية للرفض لما يدور من احوال سيئة داخل مطبخ حكوماتهم السياسية، كما انها ايضا وسيلة للحلول السلمية لمجتمعات مغلقة على افكارها النرجسية، ونحن اخيرا نستطيع ان نقول ان الانترنت وسيلة اعلامية نظيفة لنشر الوعي القومي والوطني ضد سياسات القهر والظلم التي خلفها الاستعمار في نفقه المظلم، فالانترنت حقا نافذة تطل منها شعوب الاقلية المكبوتة والمطحونة اجتماعيا وسياسيا للتعبير عن الوجود الانساني ضد آكلي لحوم البشر.