هناك مرشحون يتكئون على إبداعهم الذاتي في عرض مواقفهم للناخبين في مختلف القضايا المحلية والخارجية وكيفية معالجتها.
وهناك آخرون يعتمدون في ترشحهم لمجلس الأمة على تكسير خصومهم وإسقاط منافسيهم من أعين الناخبين. ومن ذلك التنديد بقدماء نواب مجلس الأمة والمرشحين الشيبان! وإثارة الرأي العام للضغط عليهم للانسحاب من الترشح، بدعوى ترك البرلمان للشباب الواعد.
والواقع أن تطور الحياة عموما نتاج جديد اليوم وخبرات الأمس في دورة تكاملية «استلم وسلم».
هكذا تطورت مجالس الإدارات للمؤسسات الناجحة مثلما الانتخابات عندنا تكشف عن هذا التمازج بنسب تغيير قد تصل إلى ٥٠% (وأكثر)، منذ المجلس التأسيسي عام 1962.
ثم إن الآمر موكول إلى قرار الناخب، وهو صاحب الحق بلا منازع، لاختيار من يمثله، وإعفاء من يشاء.
والمعيار الفاصل والأهم هو قدرة المرشح (شابا أو شيبا) على التشريع، وجرأته على فرض الرقابة الصارمة، وطهارة يده من الحرام، وتحرره من ضغوط المفسدين، دون أن يخاف في قول الحق والعمل به إلا الله تعالى، وهي رأس الحكمة.
والعمل الوطني والإنساني، لا يعرف التوقف عن العطاء والكدح مهما بلغ الإنسان من العمر، والتقاعد عن ذلك هو الميت الحي! بل ديننا الإسلامي يحثنا على الإنتاج والإنجاز حتى آخر لحظة في عمرنا (إن قامت على أحدكم القيامة، وفي يده فسيلة فليغرسها).
ويقول أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام في معرض مواصلته للكفاح في سبيل الله تعالى: «... لقد نهضت فيها وما بلغت العشرين، وها أنا ذا قد ذرفت على الستين...».
[email protected]