هذا هو الركن الرئيسي، للأسف الشديد لمعظم العلاقات بين الناس هذه الأيام، وهو الشرط الذي لا يمكن أن ينجز العمل إلا به في غالب الأحيان، وذلك عندما تحول كثير منا إلى وحوش كاسرة بأثواب آدمية في زمن الانحدار، زمن المصالح المتبادلة، الزمن الذي لم يعد للقيم والمبادئ وأخلاق الفطرة أي دور يذكر إلا فيما ندر. جملة «شيلني وأشيلك» أصبحت هي المبدأ، وهي الدين، وهي القيم، وهي الخلق للكثير من الناس، ولم نعد نرى إلا القليل ممن يعملون من غير أن يتوقعوا عطاء من أحد سوى خالق السموات والأرض.
يحرقون أنفسهم من أجل أن يوقدوا الطريق للمظلومين من البشر، حتى ولو على حسابهم وحساب أوقاتهم وأموالهم ومصالحهم، مادام ذلك يرضي ربهم، ولأن هذا الصنف العزيز والنادر لا يقبل «بمبدأ الفراعنة» «شيلني وأشيلك» فإنهم يحاربون من أصحاب هذا المبدأ الفرعوني، ويضيق عليهم، ويحرمون من المناصب بينما يبرز أولئك المطبلين، والحارقين للبخور في طرقات الظلمة، ذلك لأنهم مستعدون لبيع كل شيء من أجل قضاء مصالحهم، يتحول أحدهم بمقدار 180 درجة بل 360 درجة من أجل مصالحه، فتراه اليوم يتكلم بالكلام، وغدا يتكلم بغيره، وتراه اليوم ينافح بكل ما يملك عن وجهة ما، وغدا يسفهها، وترى الناس جميعهم في واد، وهو في واد آخر، لا يهمه أن يسبح ضد التيار مادامت مصلحته هناك، ذلك لأنه قد هيأ نفسه «لحمل من حمله» حتى إن كان الذي «شاله» مبغوضا من الجميع، فلا يهم عنده مادام قد «شاله» وهكذا يدور هذا المبدأ في نوادي أصحاب المصالح على اختلاف أسمائها ومسمياتها، نسأل الله ألا يجعلنا منهم، وأن يعيذنا شرهم، ويخلص المجتمع منهم.
al-belali@ hotmail.com