يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي أخرجه أبو داود «من خبب زوجة امرئ أو مملوكه فليس منا».
يقول الإمام المناوي في شرحه لهذا الحديث «ومن ذلك مالو جاءته امرأة غضبانه من زوجها ليصلح بينهما مثلا، فيبسط لها بالطعام، ويزيد في النفقة والإكرام، فربما مالت لغيره، وازدرت ما عنده».
في الحياة الزوجية لابد من الخلاف، وهذه هي طبيعة البشر، فلا يمكن أن تتفق مع الآخرين في كل شيء، فكيف بمن يعيش معك العمر كله؟ وأثناء الخلاف قد يلتقي الزوج أو الزوجة بأصدقاء كل منهما سواء في الفريج أو العمل، أو عند الأهل والأقارب، فيدور الحديث حول بعض جوانب العلاقة الزوجية وواجبات كل منهما تجاه الآخر أو تجاه الأبناء أو تجاه البيت، فتسمع الزوجة المختلفة مع زوجها من فلانة مديحا لزوجها، وكيف أنه يبذل جهدا كبيرا في تدريس أبنائه، أو كيف يحاول إرضاءها دوما أو أنواع ما يشتري لها من الحلي والمجواهرات، أو ما يعطيها من المصروف، فتتنهد صاحبتنا، وتقول إما صراحة أو تكتمها في نفسها «يا حسرتي على نفسي يا ليت عندي اللي عندج» ومن هنا تبدأ المقارنة والتحسر على الحظ الأعوج الذي أوقعها في أسر هذا الزوج، ويدخل الشيطان لينسيها جميع محاسنه، ولا يجعلها تتذكر سوى ذلك النقص، أو العيب، ومن هنا يأتي فهم الحديث السابق «من خبب زوجة امرئ» أي أفسدها على زوجها سواء بقصد أو بغير قصد.
وقد يأتي الإفساد الناتج عن المقارنة بين أخلاق زوجها وأخلاق من تسمع عنه أو تراه عن طريق التلفزيون مما تراه من المسلسلات والأفلام العربية والأجنبية، وبما يظهرونه من علاقات مثالية بين الأزواج، وتجعلها تعقد تلك المقارنة، مما يجعلها تنفجر في لحظة غضب، وتقول لزوجها «شوف فلان شسوي حق زوجته» ومن هنا تبدأ بوادر الحرب التي ربما تنتهي بأبغض الحلال، أو توتر العلاقة.
[email protected]
www.albelali.com