عبدالله الشنفا
من أسباب العزوف عن مهنة التعليم: من المعلوم ان التعليم والتربية وجهان لعملة واحدة من حيث الغاية والهدف المنشود وهو الرقي بالمتلقي - أي الطالب - ليتحمل اعباء ومسؤوليات الوطن على عاتقه، لأن المواطنة هي عملية استمرارية يتوارثها الابناء من الآباء، فتعال معي اخي القارئ نجول معا للاطلاع على بعض من هموم المعلم والتعليم لعلنا نخفف من لوعته التي يعانيها في وظيفته وفي نظرة المجتمع لعمله، علما بأنه المشكل الاول للبنة الابداع لدى الطبيب والمهندس والمبتكر، فاذا قتل هذا الشعور لدى المعلم انسحب الاحباط وعدم الرضا الى أبنائنا المتأثرين به سلبا، علما انني اتكلم معك اخي القارئ من باب المعايشة - مدرس سابقا!
كل موظف في القطاعين الحكومي والخاص لديه مسؤول مباشر (واحد) يوجهه قبل ان يوبخه! ويتجاوز عن زلاته قبل ان يحتسبها عليه ليقلل من حصوله على الامتياز!
ولكن في وزارتنا العجوز ذات الاسنان المتساقطة كأبواب الفصول المخلوعة او غير الموجودة! او بعدد وحدات العجوز ذات الهواء (الساخن قبل البارد)! فلنتعرف سويا على المسؤولين - وليس المسؤول - المباشرين الذين يقيّمون المعلم ويحاسبونه على التقصير.
1 - رئيس القسم، 2 - الموجه الفني، 3 - المديران المساعدان لـ «وزير الداخلية» عفوا للمدير بمعنى مزاجين مختلفين! 4 - ثم الرأس الكبير (الكنج) مدير المدرسة.
فتصور اخي القارئ، اخي ولي الامر، اربعة مسؤولين - الا من رحم الله - يحتك بهم المدرس يوميا مع طبيعة عمله التي تحتاج حضور الذهن في كل وقته وضغوط عمله ولهم مطلق الصلاحية في تقييمه.. فأين العدل في هذا؟! وما هو اذن دور المدرس الاول المعايش لواقعه والمشاهد لادائه؟ ولماذا تنسى ايها المسؤول عندما كنت مدرسا مبتدئا تتمنى سماع كلمة الشكر والثناء من مسؤولك... فلماذا النسيان؟!
او ما هو الدور الخارق للموجه الفني (يسمى سابقا بالمفتش) الوصي الاوحد على العملية التعليمية - الا ما رحم الله وقليل ما هم - الذي يتصيد في الماء العكر بتسجيله للسلبيات قبل الايجابيات والاصرار على روتين الجمود!
وعزائي هنا لاخواتي المعلمات اللاتي يتجرعن مرارة التوفيق بين رضا الازواج ودورهن بالمنزل وتسلط الموجهين والموجهات في المدرسة.
ثم كل موظف في اي وزارة ينتهي عمله بانتهاء الدوام الا المدرس فأعماله تطارده في بيته لان العمل لم ينته، ان كان مخلصا لأبنائه ومهنته ووطنه، والموظف لو طلب منه العمل خارج الاوقات الرسمية فهنيئا له، لان الحسابة بتحسب!
الا انت يا خليفة الانبياء فلا بواكي لك لان جمعيتك - المتوفاة اكلينيكيا - وبالتزكية لعدم جدوى المنافسة عليها، فلن يُسمع صوتك يا معلمي.
وسأكتب لك، مادام قلبي يذكرك عندما كنت اشاطرك مرارة الايام، ومشقة العمل، وكم تمنيت لو استطعت ان اكسر قيود الجمود التي يعيشها التعليم في بلدي الحبيب الكويت.