الهزيمة الثقيلة التي تعرض لها منتخبنا الوطني أمام منتخب سلطنة عمان فتحت الباب على مصراعيه لطرح المشكلة وبحث الحلول بعيدا عن المهاترات الكلامية التي انشغلت بها وسائل الإعلام التي ركزت على جزء من المشكلة وتقاضت تماما عن الحلول التي من المفترض ان يتبرع في اعدادها الاخوة المحللون والنقاد والصحافيون والرياضيون والمختصون في المجال القانوني لتكون بمنزلة دراسة شاملة تسلط الضوء على المشاكل وتضع الحلول المناسبة.
الهزيمة لا تعني نهاية المطاف وليست هي القشة التي تقصم ظهر البعير، بل يجب ان تكون سببا في تصويب الخطأ وتصحيح المسار ولنكون اكثر وضوحا وشفافية علينا ان نكون واقعيين، حيث إن حل المشكلة الرياضية لن يأتي بحل الاتحاد أو رحيل الشيخ طلال الفهد من رئاسته فهو جزء من المشكلة ولا يتحمل الخطأ كاملا وهذا فيه تجن عليه وهو ليس دفاعا عنه او تقربا منه بقدر ما هو رغبتنا الصادقة في شرح المشكلة وطرح الحلول.
إن المشكلة تكمن في رفض الحكومة تبني تطوير الرياضة التي لاتزال في نظرها من الناحية الدستورية أن الرياضة لشغل وقت فراغ الشباب، وكذلك لان مجلس الامة ومنذ عقود طويلة لم يقم بدوره كاملا في تشريع القوانين التي تساهم في التطوير ونقلها من الهواية وإدخالها في عالم الاحتراف أسوة بدول الجوار، وكذلك تتحمل الهيئة العامة للشباب والرياضة جانبا آخر من أسباب تدهور الوضع الرياضي فمن غير المعقول ألا يتم صرف رواتب اللاعبين ونطالبهم بإنجاز، ونريد الوصول إلى مستوى جيراننا ورواتب المدربين هي الأدنى بين دول الخليج، أما الاتحاد فكان من المفترض عليه أن يكون أكثر وضوحا وشفافية وذلك من خلال تطبيقه خططه التي سئمنا من السماع عنها دون أن نشاهد أي شيء منها على أرض الواقع، وعلى الاتحاد عدم ترديد ذات الأسطوانة (ما عندنا فلوس) وهو الذي يحصل على ميزانية سنوية من الحكومة ودعم من الشركة الراعية للدوري ويحقق مدخولا كبيرا من الغرامات المالية على الأندية إضافة إلى حقه في النقل التلفزيوني والدعم من الاتحاد الدولي لكرة القدم.
ليسوا هم وحدهم من يتحملون المسؤولية بل كذلك وسائل الإعلام التي انقسمت على نفسها بين مؤيد ومعارض وفق ما تقتضيه المصالح الخاصة والضيقة كل ذلك جاء في النهاية على حساب اسم وسمعة الكويت في المحافل الدولية، فنحن أخذنا بنشر غسيلنا على حبال الفضائيات وأخذ بعض المتكسبين بالمتاجرة بقضايانا الرياضية إلى أن تحولت قضية الرياضة الكويتية لافتة لأنظار الجيران وجاذبة لكل من يبحث عن الإثارة والتشويق.
اننا بحاجة ماسة إلى التعاضد والتكاتف ونبذ الخلافات الشخصية والعمل جميعا صفا واحدا وتشمير أبناء الكويت المخلصين عن سواعدهم ونفض الغبار عن كل الملفات التي باتت بحاجة إلى تنظيف وترتيب أوراقها لتصحيح مسار الرياضة التي دمرتها الصراعات وتكسب منها بعض المتمصلحين الذين تحولوا إلى مقاولين متخصصين في هدم ما تبقى من آثار لرياضة الزمن الجميل.
[email protected]
almeshariq8@