الأزمة السورية التي بدأت مع انطلاق ثورات الربيع العربي.. والتي بدأت بثورة شعبية سلمية، حيث كان يقوم الشعب السوري بالتعبير عن رأيه في التغيير خلال مظاهرات سلمية ليلية.. حرصا منهم لمواصلة العمل في المؤسسات الحكومية.. كان الشعب السوري يريد أن يعبر عن رأيه في تغيير الأوضاع السياسية التي لم تحقق للشعب السوري أي تقدم في الممارسة الديموقراطية حيث كان العلويون جماعة الرئيس بشار الأسد محتلين كل المواقع في كافة المناصب في مؤسسات الدولة.. وكان بالإمكان أن تواصل الثورة الشعبية السلمية للشعب السوري طريقها نحو إجراء التغيير ودعوة لانتخابات يشارك الشعب السوري كله بكل شفافية لاختيار ممثلين وطنيين، وأن تسير الأمور لتبنى مشاريع تنموية للدولة السورية حتى يتمكن الشعب السوري من تطور ملحوظ في جميع المجالات.. الشعب السوري شعب مثقف ونسبة المثقفين عالية فيهم، ويتميز أيضا بالعمل والمثابرة وها هم في انتشارهم في خارج سورية يعملون وينشئون المحلات التجارية مثل المطاعم ودكاكين الحلويات التي يشتهر بها السوريون وبإمكانكم أن تشاهدوهم في دول الخليج العربي ومصر ولبنان والأردن وتركيا وفي بعض الدول الأوربية.. هذه هي نوعيات الشعب السوري النشط والمثابر لكن مما يؤسف له أن يتدخل البعض في استغلال وثبة الشعب السوري وإعلان ثورته الشعبية السلمية ليتدخل هؤلاء البعض من خلال أحزابهم المتعددة والمختلفة في آرائهم، حيث الكل يسعى لتسيد الشارع السوري طمعا في السلطة، ولقد ساعد هؤلاء في اختلافاتهم وعدم التوحد نحو هدف وطني ليعطي النظام فرصة السيطرة على معظم المدن السورية بالتعاون مع مناصريهم من الخارج حيث استعان بالنظام الإيراني والروسي ليشاركه في محاربة معارضيه من الشعب السوري.. ومما يؤسف له أن تصل الأمور في سورية إلى أن تتدخل ثلاث دول أجنبية بالأوضاع السورية وهي روسيا وإيران وتركيا، وهنا نحن نسأل ما دور جامعة الدول العربية.. كان من المفروض أن يكون للجامعة الدور الأساسي والمؤثر في الأزمة السورية لكن الدول العربية يبدو أنها لم تنجح في حل الخلاف السوري السوري وهذا مما دفع نظام بشار الأسد للاستعانة بالأجنبي ليساعده للسيطرة على الأوضاع داخل سورية.
وما حدث في سورية حدث في اليمن حيث هناك حرب أهلية وأيضا هناك تدخل إيراني الذي يدعم الحوثيين ضد الحكومة اليمنية برئاسة عبد ربه منصور وها هي إيران تتدخل في اليمن لمحاربة المملكة العربية السعودية وتهدد المقدسات الإسلامية في مكة والمدينة المنورة وكذلك هناك حرب أهلية في ليبيا بسبب الخلافات بين منظمات ليبية تسعى للسيطرة على السلطة..
لا شك أنها أوضاع مخزية في بلادنا العربية فمتى يعي الشعب العربي لمثل هذه الأوضاع التي تتجه لتدمير البنية التحتية لدولنا العربية.
إن عالمنا العربي يسبح في بحر الفساد وما دامت هذه الأمور مستمرة فإنه من الصعب تحقيق الأمن والرخاء في دولنا العربية، الفساد أساس كل ما يجري في عالمنا العربي لابد أن تكثف الجهود من أجل القضاء على الفساد.
من أقوال سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد: «نريد أن تكون الإنجازات تصريحا، لا أن تكون التصريحات إنجازا».
والله الموفق.