تعتبر الخطوة التي أقدم عليها صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد في زيارته للصين من أجرأ وأكثر منفعة للكويت ومنطقة الخليج العربي لما تم خلاله من مشاورات واتفاقيات اقتصادية وسياسية وأمنية.. كنا نحلم في السابق بمشروع إحياء الجزر وطريق الحرير، فها هي توقع اتفاقية لإنجاز هذا المشروع الحيوي من قبل الخبرات الصينية.
وأعتقد أن إنجاز المشروع سيكون انطلاقة جديدة للكويت، لما سيترتب عليه من قيام الصين بإنشاء فنادق ومنتجعات سياحية مفتوحة تتوافر فيها كل الوسائل التي يرغب بها الشباب، وسيتضمن المشروع محلات ومكاتب تجارية، وستكون العقود الخاصة بالجزر كعقد إيجار، حيث ستقوم الصين باستغلال الجزر من الناحية السياحية والاقتصادية إلى جانب الحماية والأمن، وبالتالي ستحرص على توفير الأمن لحماية منشآتها داخل هذه الجزر، وتنسحب هذه الاتفاقية الأمنية إلى جميع الأراضي الكويتية، ولا شك أنها خطوة جريئة لحماية الكويت من الطامعين ومحاولة استغلال أراضيها واغتصاب مكتسباتها الوطنية، وتعتبر القضية الاقتصادية أهم العقود التي وقعها صاحب السمو مع الصين لدعم الاقتصاد الكويتي ونمو تجارتها.
ولم يغفل سمو الأمير عند مباحثاته مع الصين الموقع الاستراتيجي للكويت، حيث تقع في وسط منطقة الشرق الأوسط فهي تتميز بموقع استراتيجي يربط آسيا بمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا.
لو حاولنا قراءة الاتفاقيات التي وقعها صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد لأدركنا حرص سموه على بناء مستقبل واعد للكويت ولشباب الكويت، إنه يضع بصماته المباركة على رسم خريطة طريق المستقبل للكويت، كذلك حرص سموه على توفير الحماية والأمن للمحافظة على أمن واستقرار الكويت فهو يرى أنه من الضروري الاهتمام بقضية الأمن والحماية للكويت، ولاشك أن سموه أحس بما يشعر به الكويتيون من عدم الأمن والاستقرار بمستقبل الكويت، لذا حرص سموه على إنجاز اتفاقية تتحقق من خلالها الحماية من قبل دولة عظمى كالصين للكويت هكذا يفكر رب الأسرة الكويتية وهكذا يكثف تحركاته ونشاطه السياسي لإنجاز مستقبل واعد للكويت.
ولابد أن يعي نواب الشعب والشعب تطلعات رب الأسرة الكويتية سمو الأمير ولمد يد العون لسموه لتحقيق ما يسمو إليه الكويتيون من مستقبل زاهر لبلدهم.
قبل الختام: من أقوال صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد: «أنتم الأمانة التي أحملها في عنقي».
والله الموفق.