بداية الصراع بين أردوغان وترامب بدأت بسبب اعتقال القس الأميركي في تركيا حيث أصر ترامب على إطلاق سراحه فورا إلا أن الرئيس أردوغان رفض الانصياع لأوامر ترامب.. وعلى أثرها هدد ترامب بالحصار الاقتصادي لتركيا.. ونفذ تهديده وتسبب ذلك في هبوط سعر الليرة التركية إلى أدنى سعر ومستوى، ولقد أربك هذا الاقتصاد التركي الذي بدأ يتجرع الصدمة حيث انهار الاقتصاد التركي، والرئيس أردوغان قبل التحدي، وطالب الأتراك باستبدال العملات الأجنبية بالليرة التركية والذهب.. وأمر باستبدال التعامل التجاري بالعملة التركية وعدم التعامل بالدولار الأميركي.. وأعلن في الوقت نفسه عن إطلاق سياسة جديدة لتركيا وهي البحث عن حلفاء جدد بدلا من الولايات المتحدة الأميركية التي ترتبط بعلاقات متينة معها والشريك معها في حلف الناتو العسكري.. ولا أعتقد بأن حلفاء تركيا يستطيعون إنقاذ تركيا مما يعانيه بسبب الانهيار الاقتصادي.. وترامب لم يهتم بالعلاقات المتينة مقابل إنقاذ مواطنه.. فقد حرص على الدفاع عن المواطن الأميركي لأنه يشعر بأن هذا من واجبات رئيس الجمهورية..
الولايات المتحدة الأميركية باشرت الحصار الاقتصادي ضد تركيا ولقد أثر قراره هذا في انحدار الاقتصاد التركي وتهاوي الليرة التركية.. هذه هي البداية فماذا سيحدث لو استمر أردوغان في معاندة ترامب هل ستنقذه وقفة الجماعة التي ترفع صوره وتعتبره الإمام للإسلام وعلى يده تعود الدولة العثمانية التي تسعى إلى قيامها الجماعة الإسلامية ؟ وهذا ما يرددونه في الدواوين دون أن يكون له أي تأثير على المستوى العام حيث ترامب ماض في الدفاع عن القس الأميركي والدفاع عن مواطنه.. بينما يقف أردوغان حائرا لا يستطيع أن يواجه أو أن يتصدى للموقف الأميركي.. وتروج الجماعة الإسلامية أصدقاء أردوغان بأن ترامب مكروه ولا أحد يتعاون معه ونحن نقول إن ترامب رئيس دولة ديموقراطية لا يستطيع أن يخطو خطوة دون موافقة الحزبين الجمهوري والديموقراطي.. أما أردوغان فإنه ضايع فيما يتخذه من موقف لمجابهة ترامب.. وهل هؤلاء الذين يدعون بأن ترامب ليست له شعبية أن يؤكدوا صحة ادعاءاتهم أن ترامب استطاع أن ينهض بالاقتصاد الأميركي ويسترجع الهيبة للدولة الأميركية تلك الهيبة التي أضاعها أوباما الرئيس السابق..
هل لدى الجماعة الإسلامية أي آراء تقنعنا بقدرة أردوغان على مصارعة ترامب؟.. ونصيحة لإخواننا أعضاء الجماعة الإسلامية بأن يهتموا بوطنهم الكويت وأن يكرسوا جهودهم للمساعدة في مشاريع التنمية التي تسعى الدولة لإنجازها.. أما وقوفكم مع أردوغان وولاؤكم له دون وطنكم فإن موقفكم هذا يعتبر خيانة لأوطانكم.. يجب أن تحرصوا على أن يكون ولاؤكم كاملا وتاما للكويت دون غيرها، فلا تعتقدون بأن أردوغان أو الجماعة الإسلامية أكثر إخلاصا واهتماما بكم وبالمواطنين الكويتيين..
من أقوال جابر الخير: «نحن جميعا شركاء في بناء الكويت.. وإن أي حب الكويت أن نحافظ على وحدتنا وأن نعمل على تقدمها.. ولنذكر أننا أهل ديرة واحدة صغيرة لا تحتمل الانقسام والخلاف.. ومن اليسير فيها الالتقاء على كلمة سواء تعيننا فيها النوايا الطيبة وسلامة الصدور».
والله الموفق.