كادت القمة العربية التنموية والاقتصادية والاجتماعية الرابعة التي عقدت في بيروت أن تفشل بسبب الغياب الملحوظ للقادة العرب عن القمة.. إلا أن صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وكعادته في الحرص على التجمعات العربية ودعم قرارات الاجتماعات العربية فقد بادر سموه في اللحظة الحرجة للمؤتمر فأعلن عن مبادرته بإنشاء صندوق للاستثمار في مجالات التكنولوجيا والاقتصاد الرقمي برأسمال قدره 200 مليون دولار، وتبرع سموه بمبلغ خمسين مليون دولار للصندوق، وأتبعه سمو الشيخ تميم بن حمد آل خليفة بالتبرع بمبلغ مماثل، وذلك دعما لمشروعات الشباب العربي في المجالات العلمية والاقتصادية والاجتماعية.. وأشاد معالي وزير الخارجية العماني السيد يوسف بن علوي بمبادرة سمو الأمير قائلا: «إن القمة طيبة وفيها قرارات تساعد على التطوير ولكن مبادرة سمو أمير الكويت هي زبدة القمة».
لا شك أن مبادرة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد في قمة بيروت الاقتصادية عكست شكوك البعض بعدم نجاحها قبل انعقادها إلا أن مبادرة سمو الأمير استطاعت تغيير الشكوك بفشلها إلى اتخاذ قرارات ناجحة تصب في مصلحة الشباب العربي الذي يوكل عليه بناء المجتمعات العربية وإتاحة الفرصة للشباب العربي لممارسة النشاط الاقتصادي ومجالات التكنولوجيا..
وبذلك يواصل صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد اهتماماته بدعم نشاطات الشباب العربي في مختلف المجالات.. ولم يتخل سموه عن تحمس القطر الشقيق لبنان الذي أخذ على عاتقه احتضان المؤتمر ولابد هنا من الاشارة إلى الجهد اللبناني في دعم اللقاءات العربية وضرورة المحافظة على مسيرة الشعب العربي وكان أن دعا الرئيس اللبناني ميشيل عون إلى إنشاء مصرف عربي لإعادة الإعمار والتنمية يتولى مساعدة جميع الدول والشعوب العربية المتضررة على تجاوز محنها.
وها هو أمير الإنسانية يضيف إلى مبادراته الإنسانية مبادرة إنشاء صندوق للاستثمار في مجالات الاقتصاد والتكنولوجيا.. ولم يكتف سموه بطرح المبادرات الإنسانية بالإعلان في أجهزة الإعلام بل سعى إلى تنفيذ المشاريع التي يقترحها ومبادرة دعمها.. لقد أراد أمير الإنسانية أن يغير شكوك الشعوب العربية بما يقوم به بعض المسؤولين العرب برفع شعارات رنانة دون أن يقدموا خطوة نحو ما طرحوه من مبادرات..
ولا يسعنا إلا أن نحيي سمو الأمير على مبادرته لإنقاذ قمة بيروت.. وتحية للبنان الشقيق الذي قبل استضافة المؤتمر رغم الظروف الصعبة التي تمر بها لبنان ودول عربية.
٭ من أقوال جابر الخير: إن الشعب الكويتي لم ينظر في أي وقت إلى النعمة التي أفاء الله بها عليه نظرة أنانية ضيقة.. بل وضع في الاعتبار احتياجات إخوانه العرب فأشركهم في هذه النعمة.
والله الموفق.