الصحابية أسماء بنت عميس الخثعمية هي زوجة الصحابي الشهيد جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم، وقد عرفت رضي الله عنها بـ«مهاجرة الهجرتين»، حيث هاجرت إلى المدينة وأيضا إلى الحبشة مع زوجها جعفر بن أبي طالب، وهناك عاشت لعدة سنين، حيث ولدت لزوجها جعفر ثلاثة أولاد هم: عبدالله وعون ومحمد، ولقد رحب النجاشي ملك الحبشة بهم بعد أن قرأ عليه جعفر آيات من القرآن الكريم من سورة مريم.
ومن المواقف المحزنة التي مرت بها أسماء بنت عميس موقفها يوم استشهد زوجها جعفر بن أبي طالب في معركة مؤتة ضد الروم مع صاحبيه زيد بن حارثة وعبدالله بن رواحة رضي الله عنهما- وكنت قد زرت قبر الشهيد جعفر ورفيقيه في قرية مؤتة الأردنية- وقد علم الرسول صلى الله عليه وسلم باستشهادهم عن طريق الوحي حيث صعد على المنبر وأخبر المسلمين واستغفر لهم وذرفت عيناه على جعفر فذهب صلى الله عليه وسلم إلى بيته ودعا أولاده وقرّبهم منه وقبّلهم وكان المشهد مؤثرا.
تحدثت الصحابية أسماء- رضي الله عنها- عن هذا الموقف الحزين فقالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا بني جعفر فرأيته شمّهم وذرفت عيناه فقلت: يا رسول الله أبَلَغك عن جعفر شيء؟ قال: «نعم قتل اليوم»، فقمنا نبكي ورجع، فقال: «اصنعوا لآل جعفر طعاما فإنه قد جاء ما يشغلهم».
وبعد مقتل جعفر تزوجت أبا بكر الصديق رضي الله عنه فولدت له «محمد» وقت الإحرام، ثم حجت حجة الوداع ثم توفي أبو بكر الصديق رضي الله عنه فغسّلته، وبعد وفاة الصديق تزوجت علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
رحم الله تعالى الصحابية المؤمنة أسماء بنت عميس رضي الله عنها، فقد هاجرت مرتين وصلت للقبلتين، كما أنها من الأوليات اللاتي دخلن الإسلام قبل دخول النبي صلى الله عليه وسلم دار الأرقم، وبذلك حازت نعمة السبق التي لها وزنها في ميزان الإسلام.
آية كريمة: (وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين)، والله الموفق.