عشنا أكثر من شهرين حظرا كورونيا، منه حظر جزئي ثم كلي في أسابيعه الثلاثة الأخيرة.
لا شك أن الدولة ممثلة في وزارة الصحة كانت حريصة على صحة المواطنين وما كان لها أن تفرض تلك الإجراءات الصحية إلا لما تشعره الدولة كبقية دول العالم من تفشي وباء كورونا الخطير الذي تسبب في موت كثير من الناس سواء داخل الكويت او خارجها، وكان هذا بمنزلة مداهمات خطيرة على البشرية، المهم قد تجاوزنا ذلك الخطر، ولله الحمد أن استطاعت وزارة الصحة بقيادة وزيرها النشط د.باسل الصباح وكوادر الوزارة من الأطباء والممرضين أن تتخطى كل الأخطار الناتجة عن تفشي الوباء.. ولا بد هنا من الإشادة بالجهود التي بذلتها وزارتا الصحة والداخلية للمساعدة في تنفيذ الإجراءات الصحية ونرجو أن تتواصل جهودهم للتصدي لأي طارئ.. المهم نحن نريد في نهاية تلك الأزمة أن نستعرض المزايا التي استفاد منها المواطنون، وأولاها التجمع الأسرى اليومي وتناول الوجبات الثلاث مجتمعين واعتدنا على أداء الصلوات الخمس مع أفراد الأسرة.
أما المزية الثانية فهي تجربة الطبخ وصنع الحلويات المنزلية فقد قامت ربات البيوت وبناتهن بعدة تجارب في المطبخ وكانت تجارب ناجحة، ومن مزايا الحظر تلاوة القرآن الكريم يوميا وقد ختمت 3 ختمات للقرآن الكريم خلال فترة الحظر، واستغل الكثير منا فرصة الحظر لقراءة أنواع من الكتب، وقد قرأت ما كان لدي من كتب لأكبر الكتاب.
ومن المزايا التي تحققت في زمن الحظر تنقية الأجواء، حيث توقفت السيارات التي تصدر الدخان وكذلك القطارات في العديد من الدول وأيضا توقفت المصانع وتوقفت الأبخرة والغازات التي عكّرت الأجواء، لا شك انه بعد الحظر الكوروني سنعيش أجواء أكثر صفاء ونقاء.
وخلال الحظر استطاعت وزارة التجارة والبلدية فرض مراقبة مشددة على المحلات المخالفة وتكشفت عدة مخالفات لدى المحلات، وأتمنى أن تستمر تلك الجهود التي بذلتها وزارة التجارة والبلدية للحد من تجاوزات الأسواق التجارية، ومن الأشياء المهمة التي قامت بها وزارة الداخلية حصر العمالة الوافدة دون إقامات وهي التي تسببت في فوضى التركيبة السكانية وكشفت مخالفات تجار الإقامات، راجيا أن يعمل وزير الداخلية ووزيرة الشؤون الاجتماعية على التخلص من العمالة الزائدة مع ضرورة إيجاد قوانين ونظم لمنع تكرار الأخطاء السابقة.
وخلال فترة الحظر وخاصة في الفترة المسائية كنا نتابع تلفزيون الكويت وبقية تلفزيونات دول الخليج العربي، لمشاهدة البرامج والمسلسلات وكان من اجمل المسلسلات (محمد علي رود)، حيث تجلى الفنان الكبير سعد الفرج في تقديم دراما راقية، شاهدناه وهو يقوم بدور درامي لم نعتد عليه من قبل حيث اعتدنا من الفرج على أدوار كوميدية مع زملائه الذين افتقدناهم مثل عبدالحسين عبدالرضا وخالد النفيسي وغانم الصالح، كذلك لا بد أن نشيد بالمجموعة التي شاركت الفنان الكبير سعد الفرج في المسلسل الناجح وعلى رأسهم الفنان المبدع محمد المنصور والفنانة الكبيرة هيفاء عادل وجاسم النبهان وفاطمة الحوسني، هناك أيضا براعم جديدة استطاعت أن تثبت قدرتها وبراعتها، ومنها الفنانة المبدعة فتات سلطان وبثينة الرئيسي وحسين المهدي وبقية الفنانين.
وهناك أيضا محطات خليجية كنا نتابعها لنجاحها ومنها تلفزيون البحرين وعمان والإمارات والشارقة وقطر والسعودية، وكان يتميز برنامج المسابقات الذي تقدمه الفنانة ام هلال بتلفزيون البحرين مع ربعها الحلوين بأنه اهتم بالأمثال الشعبية وما يتعلق بتاريخ الخليج وعلاقة الأجداد بالبحر.
ونقول في الختام، لا داعي للضجر والتذمر فما علينا إلا أن نحمد الله على الظروف الطيبة التي عايشناها دون أن نشعر بأي نقص في الأمن والأمان وتوافر المواد الغذائية، وتحية لكل الذين ساهموا في إدارة الدولة بزمن لا يختلف كثيرا عن زمن الحرب.
تحية إجلال وإكبار لهم وتحية خاصة لقائد هذه المسيرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الذي كان متواجدا دائما خلال فترة الحظر وكان يباشر متابعة ومراقبة كل الإجراءات التي تنفذ خلال فترة الحظر، لا شك ان لاهتمام صاحب السمو أكبر الأثر في بلوغ بر الأمان.
آية كريمة: (يأيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبُر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون).
والله الموفق.