الكويت لم تتوقف عن محاولاتها لرأب الصدع في الخلاف الخليجي، وما يهم الكويت هو إزالة هذا الخلاف الخليجي بين كل من السعودية والبحرين والإمارات من جهة وقطر من جهة أخرى، وذلك لمنع أي تصدع في وحدة مجلس التعاون لدول الخليج العربي لما تشعر به الكويت من أهمية لدور المجلس في توحيد كل الأنشطة السياسية والاقتصادية والاجتماعية بين دول المجلس.
وقد لمسنا خلال عمر المجلس العديد من الإنجازات في إطار وحدة دول الخليج العربي، والكويت بقيادة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد حملت على عاتقها مسؤولية نجاح مجلس التعاون، ولذلك فإن صاحب السمو لم يتوقف فهو يتحرك في كل الاتجاهات من أجل تصفية الأجواء وكان أن دعا سموه دول المجلس إلى لقاء مباشر، كما دعا لأن يلتقي كل القادة دون أي شروط لبحث نقاط الخلاف بشفافية كاملة وعدم الالتفات إلى أي إشاعات أو إثارة قضـــايا قد تـــؤثر في المسعى الأخوي نحو بلوغ أفضل الســـبل لتلافي الخلاف.
العالم كله وفي مقدمته دول مجلس التعاون يشعرون بقضية الخلاف الخليجي ويتفقون على أن صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد هو الذي يملك رضا ومحبة كل دول الخليج العربي لذلك فإن التوصل إلى سبل لحل الخلاف الخليجي يظل بيد الكويت وبالتعاون مع سلطنة عمان الشقيقة..
لقد آن الأوان لأن يساهم الجميع في إزالة الأسباب الأساسية لهذا الخلاف الذي تختلف أسبابه بحسب وجهة نظر كل طرف فيه، لذلك لابد أن نبدأ أولا بالتخلي عن كل الإشكالات التي كنا نعاني منها ودول الخليج هم إخوة وتربطهم عدة عوامل هي بالأساس عوامل وصلات تاريخية لابد من التمسك بهذه الثوابت الأساسية، ودول العالم وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية تدفع بقوة إلى إزالة هذا الخلاف الأخوي وأن تتصافى النفوس حتى نتعاون جميعا على إزالة الخلاف.
العالم كله يتطلع إلى ضرورة معالجة هذا الخلاف الخليجي لما لهذه الدول من موقع استراتيجي ذي صلة بالاقتصاد العالمي فهذه الدول من أكبر مصدري النفط للدول الصناعية التي تعمل مصانعها على نفط الخليج، كذلك لدول مجلس التعاون علاقات تجارية واسعة وهناك أيضا مشاركات اقتصادية وصناعية، حيث تقيم الكويت ودول خليجية أخرى مصافي بترول في عدة دول آسيوية وأوروبية لذلك فإن هذه الدول تحرص على أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط والتي منها دول مجلس التعاون الخليجي.
نأمل أن تكثف الكويت وبمعاونة الشقيقة سلطنة عمان جهودها وأن تكون هناك رغبة حقيقية بين أطرف الخلاف للالتقاء على طاولة الحوار الأخوي، حتى نصل إلى السبل التي توصلنا إلى حل مرض للخلاف الخليجي، وأن نبرهن للعالم أن ما يجمع دول الخليج العربي هو الأخوة والمحبة وأننا قادرون على تجاوز أي خلافات.
آية كريمة: (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين) صدق الله العظيم.