لقد فارقنا رجل فاضل وابن وطن بار وانسان طيب، كانت «الطيبة» تتمثل في كل تصرفاته خلال حياته. وحقا تتمثل فيه كلمة «الحبيب» لأنه كان حبيبا للكل، وكل من تعرف عليه لا يستطيع الا ان يحبه لانه كان انسانا لم تعرف الكراهية الى قلبه طريقا، ولم تجد الكلمة النابية طريقا الى لسانه لانه دائما كان يتحاشى الكلمات الجارحة في حديثه مع الناس، وكان نموذجا فريدا لمحبة الانسان لاخيه الانسان، وكان محبا للكويت، يضحي بروحه وكل ما لديه من اجلها.
عملنا معا لنصف قرن تقريبا، لم نختلف يوما ولم نتجادل في امر، وكان دائما سمحا يتنازل عن كثير من حقوقه للابقاء على صداقته مع الناس، وكنت كثيرا ما ألومه على ذلك، فيأتي رده دائما ان الانسان لا يمكنه الا ان يكثر من الاحسان، لان الاحسان هو الطريق الى الله، ومن يسلكه يكافئه ربه على عمله، كما كان رحمه الله كريما دائما لا يرد الفقير حتى لو كان ذلك من بعض ما يحتاجه من المال، لانه كان مؤمنا بالله ويؤمن ايمانا واثقا بالحديث الشريف الذي يقول «ما نقص من مال من صدقة»، كما كان قنوعا لا يحسد احدا، بل كان يدعو للجميع بأن يرزقه الله من خيراته.
نعم كان هذا الانسان الاقرب الى الملاك باحترامه وبعده عن كل عمل يغضب الله، فمصيره بإذن الله الجنة والخلود فيها، وندعو الله له دائما بأن يسكنه فسيح جناته ويغفر له ذنوبه ويلهمنا وجميع احبابه وبصورة خاصة ابناؤه وعائلته الصبر والسلوان.