عبدالرحمن العوضي
من الواضح جدا ان المرشحين لمجلس الامة الذين بدأوا يخرجون بتصريحات نارية وخاصة اعضاء المجلس السابق المنحل قد اصبحوا فعلا مفلسين، وكأن الأيام والاشهر التي قضوها في المجلس لم تطلعهم على القضايا الاساسية التي يعاني منها الوطن، وكأنهم لم يتعلموا اي شيء من تجربتهم في المجلس غير الصراخ والهجوم وخلق الازمات المفتعلة وتوجيه الحياة البرلمانية الى الطريق المسدود، وكنا نتوقع منهم طموحات جديدة يتقدمون بها لنيل ثقة الناس في الانتخابات المقبلة، الا ان الظاهر انهم لم يتعلموا شيئا من هذه التجربة.
وما يؤسفني حقا انهم استمروا بالضرب على اوتار حساسة للانسان الكويتي خاصة فيما يتعلق بأسرة آل الصباح، ولقد وجدوا ضالتهم في سعة الصدر التي تتميز بها الاسرة وسكوت اغلب افرادها، الا من طراطيش بعض افراد هذه الاسرة التي ترغب في خلق امجاد لها على حساب اسرتهم.
فنجد هؤلاء النواب وكأنهم حضروا اجتماعات الاسرة، وكأنهم اطلعوا عن طريق النقل المباشر عبر الاقمار الاصطناعية على ما دار في اجتماعات الاسرة، بل انهم قد زادوا الطين بلة بتصريحات نارية حتى ان بعض النواب كانوا يستكثرون على الاسرة اجتماعاتها، وكأنهم صاروا اوصياء على هذه الاسرة الكريمة، بجانب بعض رجال الصحافة الذين شاهدت احدهم في احدى الفضائيات الكويتية المتعددة يذكر فيها احد افراد الاسرة بالاسم جهارا ويتهمه بأنه ينادي بالملكية الدستورية اي ان الحاكم يملك ولا يحكم، ولا علاقة له بادارة شؤون البلاد اسوة بالملكيات الاوروبية.
لا يا إخوان، هذا الصراخ مرفوض، فكل الكويتيين رفضوا تدخل اي انسان حتى لو من افراد الاسرة في شؤون آل الصباح، لان لهذه الاسرة اميرا حماه الدستور ومنع التطاول عليه وحيث انه يمثل قائد الاسرة ، فأي تطاول على الاسرة يعتبر مساسا بذاته المصونة بالدستور.
مثل هذا الامر لا يجوز لان للذات الاميرية حصانة ويجب ألا يتعرض لها اي فرد لانه كبير الاسرة وهو امير البلاد وهو الذي بيده شؤون وشجون هذه الاسرة، وله وحده فقط ان يتكلم في أمورها.
فكفوا ايها الاخوة عن هذا النهج لأنه نهج يسيء الى اهل الكويت، فالدستور الكويتي الذي نظم الحكم والسلطات، وجعل صاحب السمو الأمير فوق هذه السلطات وله حصانة متميزة، واي اساءة لاسرة آل الصباح هي اساءة للكويت ودستور الكويت الذي في ظله نعيش وعلى نهجه نسير ولا نقبل اي تطاول على هذه الاسرة التي تعتبر الدستور عقدا بينها وبين اهل الكويت.
يا ناس انتبهوا لما فيه المصلحة وأصلحوا الاوضاع في الكويت لما فيه المحافظة على امنها واستقرارها واستقلالها، فكثيرون يطمعون فينا ويحسدوننا على ما نحن فيه، فركزوا على ما فيه الخير لنا وزيدوا اللحمة والتعاون بين اهل الكويت تماسكا، ولا تكونوا سببا في التفرقة فك اواصر هذا الوطن فنعيش اياما صعبة فلا تزيدوها فتنة واشتعالا.
ان اسرة آل الصباح الفاضلة لها كبير يتولى شؤونها كما انه كبيرنا ايضا ولا يجوز المساس بذاته حسب الدستور الكويتي، وسموه قادر على التعامل مع اسرته ومنع ما يثار حولها من اقاويل واكاذيب واتهامات، عليكم بالكويت وعليكم بما يصون مصالحها وتقدموا بما ينفعها من مشاريع وخطط حتى نتمكن من العيش بسلام في منطقة تهددها الكثير من النزاعات والفتن.
وعاشت الكويت وعاش اميرها المفدى