لقد علمنا التاريخ دروسا صعبة عندما يتخذ الناس الشوارع أماكن للاحتجاج على حكوماتهم بهدف الحصول على مكاسب أو حتى الاطاحة بالحكومة، ورأينا ذلك فيما حدث في عدة دول في العالم بدءا بالثورة الفرنسية والهجوم على سجن الباستيل وانتهاء بالثورة على تشاوتشسكو في رومانيا، وهذا الأسلوب، اسلوب الغوغائية مخيف جدا ولا يجب السماح له بالخروج عن اطار القانون والمساءلة، لأن قانون التجمعات وضع شروطا خاصة لمثل هذه الاجتماعات التي يجب ان تكون دائما بترخيص من الحكومة وتحت سيطرة البوليس لاتباع النظام وعدم الخروج في هذه الاجتماعات للشارع، وقد يحدث اثناء المسيرات اتلاف الكثير من الممتلكات وايذاء الآخرين.
فما نراه حقا هو أمر شاذ عما تعودنا عليه، أمر شاذ ان نرى ذلك في التجمعات السياسية في بعض المناطق والقاء الخطب الرنانة لتهييج الناس وتأليبهم على السلطة، كما اننا شاهدنا لأول مرة تجمعا للاخوة الشيعة لمناسبة يوم عاشوراء، تجمعوا في ساحة العلم وفي العادة كانت تقام هذه الاحتفالات داخل الحسينيات، وهو وفقا للنظام لا يتعدى تأبين رجل عظيم قام بالتضحية بنفسه من أجل الحق والسلام، ولا يمكن ان تصبح تلك المناسبة لإيذاء الغير والغوغاء. كما ذكرت انها بادرات خطيرة، وقد يصل الأمر الى العصيان المدني ويتسلل بين هؤلاء الناس من يهدف الى اثارة القلائل والفتن وبالتالي تتعطل مصالح الناس وغير ذلك من الأضرار التي قد تصل الى مراحل لا تحمد عقباها.
وفي الكويت كما نعلم هناك حرية مطلقة منذ ان نشأت، ولم يكن لدينا في اي يوم من الأيام سجين رأي الا للبعض الذين قاموا بمحاولات لقلب نظام الحكم، ولكن رغم ذلك فإن ما حققه المرحوم الشيخ عبدالله السالم بإصدار دستور يصون حقوق الجميع شعبا وحكاما نقل الكويت الى مستوى فريد يحمي العلاقة المتميزة بين السلطة والشعب الكويتي. لا تتركوا الأمور تفلت من أيديكم لأنها اذا أفلتت فستتحول الى فوضى عارمة او غوغائية مدمرة تترتب عليها الخسارة من كل نواحي الحياة، وهذا الأمر هو اكثر ما يدبره اعداء هذا الوطن العزيز من اجل عدم استقراره وتوقف التنمية وبناء الوطن والعيش فيه بطمأنينة، هذه علامات انذار أرى خلفها مؤشرات لا تسر، وقد تؤدي تلك الى تحطيم القيم التي تربينا عليها لتدمير كل مكاسبنا، وان هذه التجمعات والمسيرات وان عبرت عن مطالب بعض الفئات لكنها مؤشرات فتنة وتفرقة على اساس الطائفية والقبلية والفئوية. وقد ادعوا بأن هذه الخطوات ما هي الا تعبير عن الحرية، ولكن بمجرد الاحتكام الى الشارع سيؤدي الى الغوغائية والخراب، فلا تتركوا الشارع يتحكم في مصير الكويت، وعليكم بالحزم ومنعها بالقوة ومن دون تساهل او تسامح لمن لا يريدون الخير والاستقرار والأمن والطمأنينة في كويتنا الحبيبة.