عُلُواً بالمَعالي والمَقامي
وسيراً للعُلا نَحوَ السلامِ
وزَهرٌ في ربِيعٍ موسِميٍّ
وبَرقٌ لا يُضاهى بالظَلامِ
ورِثنا مِنهُمُ والخَيرُ مِنهُم
وكُلُّ الخَيرِ مِن كَرَمِ الكِرامِ
وأمواتٌ بِدُنيانا وما هُم
بِأمواتٍ لَدى ربّ الأَنامِ
لهُم بَحرٌ يَخُصُ بِهم وبيتٌ
ودونَ الناسِ يُعرفُ بالإمامِ
إماراتُ الشَهيدِ ونَجدُ عِزٍّ
وخَمْسٌ بالمنامةِ كالحزامِ
نَعيمُهُمُ جِنانٌ لا تُضاهى
جِنانٌ بالمَحبةِ والأرامِ
بَكَتهُم بالكُوَيتِ عيُونُ صِدقٍ
وَفِي أُمِّ الأَباعِرِ بالتَّسامِ
وبَحرٌ بالخَليجِ لَهُ كَلامٌ
شَهادتُهُ على سُفُنِ العَوامِ
فَكم فيهِ مِنَ الأجداثِ قَبرٌ
وكم فيهِ من الغَرقى العِظامِ
أُباةٌ أوقَدوا بالقَلبِ ناراً
فَما دُنيا تَدومُ على الدَوامِ
فَفي الدُنيا لَهُ يَومٌ ولَيلٌ
وبِالأُخرى لَهُ حُسنُ الخِتامِ
ويضحِكُني وتُبكيني فِعالٌ
ومكسَبُهُ بِثَرثَرةِ الكَلامِ
سلامٌ كُلُهُ حُبٌ ووُدٌّ
يُحيطُ بِهِ اشتياقٌ بابتِسامِ
أَيُدفَنُ بالصَّباحِ شَهيدُ حَقٍّ
ونَحْفلُ بالمَساءِ بَضيفِ سامي
مَعاذ الله هذا ليسَ حقاً
وإن عُكِسَت بِنا دارُ الغَمامِ
فإنّ شَهيدَنا بالحَق يَعلُو
وضَيفُ النَومِ يَقوى بِالمَنامِ
خليجٌ في بَيارِقِهِ ظِلالٌ
وعِزٌ فيهِ عِزٌ بالتسامِ