مازالت أصداء الرسوم الكرتونية الفرنسية للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم مستمرة في أنحاء العالم الإسلامي منددة بها وبالموقف الرسمي الفرنسي على الرغم من لغة الاعتدال التي اتصف بها لقاء الرئيس الفرنسي مع قناة الجزيرة في محاولة منه لتهدئة الوضع في العالم الإسلامي وإصراره على أن ما حدث يندرج تحت حرية التعبير.
ولكن اللافت انه رغم إدانة كل الدول الإسلامية لتلك الرسومات، وكذلك الأوساط الشعبية وبيانات الشجب والاستنكار ومقاطعة المنتجات الفرنسية، إلا أننا لم نر أي تحرك ديبلوماسي إسلامي جاد عالي المستوى لتنسيق المواقف بين الدول الإسلامية لتقديم مقترح إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة يتعلق بالرموز الدينية وعدم التعرض لها كما فعلت المحكمة الأوروبية في حكمها من أن التعرض للرموز الدينية لا يعتبر من حرية التعبير.
ولا يخفى أن عدد الدول الإسلامية يصل إلى أكثر من 57 دولة إسلامية تحت مظلة منظمة التعاون الإسلامية غير الدول الأخرى غير المنظمة لها الأعضاء في الأمم المتحدة ويشكلون تقريبا ثلث أعضاء المنظمة الدولية، وهذا بلا شك يمثل الثقل العددي الذي تتميز به دول العالم الإسلامي بعدد سكان يقارب ملياري مسلم يشكلون ربع سكان العالم، الأمر الذي يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار تقدير ديانتهم ورموزهم الدينية، وبالأخص كتاب المسلمين المقدس (القرآن الكريم وشخص نبينا محمد صلى الله عليه وسلم).
وفي المقابل، نجد أن اليهود وهم قلة في العالم، لكن دورهم كبير في سن التشريعات الدولية والإقليمية بل والوطنية لكل من يعادي السامية وينكر المحرقة التي راح ضحيتها الآلاف من اليهود الأبرياء على ايدي النازيين. نعم نحن المسلمين ضد القتل وديننا الحنيف يحث على حماية الأنفس وعدم التعرض لها وفي الوقت ذاته نجد أن من يحافظ ويتمسك بديانته ورموزه يفرض رأيه بما يملكه من قوة حتى وان كان قليل العدد!
فما بالنا نحن معشر المسلمين وأعدادنا كغثاء السيل وما نملكه من موارد اقتصادية وبشرية وموقع جغرافي لا نستطيع فرض رأينا على المنظمة الدولية أو أي دولة تتعرض لرموزنا الدينية بحجة حرية التعبير وأين تلك الحرية من معاداة السامية!
فهل يفيق العالم الإسلامي بدوله من غفوته التي طالت وسباته الطويل والمنظمات الإسلامية التي ليس لها سوى بيانات الشجب والإدانة وعلى استحياء، رغم تكرار تلك الإهانات الموجهة لكتابنا المقدس بحرقه على أيدي متطرفين أوروبيين يثيرون صراع الديانات بين الشعوب والتعرض لأحب شخص لقلوبنا محمد صلى الله عليه وسلم. ونتيجة لهذا الصمت واللامبالاة سيولد بعض الأشخاص المتطرفين الذين يسيئون للإسلام بحجة الدفاع عنه. فهل نرى تحركا جادا من دول العالم الإسلامي للحفاظ على الكرامة الإسلامية هذا ما نتمناه.
[email protected]