بعد الصخب والاستنكار العالمي لما حدث في شرق حلب، من مآسي يصعب وصفها وانتهت بإعادتها للنظام السوري، وتهجير أهاليها السنة إلى محافظة إدلب تلك المحافظة التي تعتبر المعقل الرئيسي لفصائل المعارضة على اختلاف مسمياتها، بدأ التحالف الروسي والإيراني والميليشيات الشيعية اللبنانية والعراقية والأفغانية بدعم قوات النظام السوري بقصف مدن رئيسية من محافظة إدلب كما كان متوقعا مما سيؤدي إلى صور أكثر إيلاما مما حدث في حلب.
وللأسف ما زالت الغالبية منا تعيش مع خسارة حلب دون أن يتحركوا الآن لإنقاذ آلاف الأرواح التي ستزهق في الأيام القادمة في مدن ادلب، وهذه دعوة من الآن للتحرك سياسيا وشعبيا ودوليا وإغاثيا قبل حلول الكارثة الكبرى فيها، ونتساءل أين دعاء القنوت بنصرة أهل إدلب أم ننتظر عند سقوطها ومن ثم ندعو؟ أين الاعتصامات والندوات الشعبية في دول العالم؟ أين المنظمة الدولية مما يحدث الآن في إدلب؟ أين مجلس الأمن؟ أين مجلس الأمة بأعضائه من دعوة البرلمان العربي للانعقاد؟ أين جامعة الدول العربية مما يحدث أين أمينها العام الذي يدعو بعد فوات الأوان لأي أزمة؟ لماذا لم توجه أي دولة لانعقاد الجامعة؟ أين منظمة المؤتمر الإسلامي؟ أين الإعلام العربي الذي لا يتحرك إلا بتوجيه؟
هل وصل بنا الحال إلى البكاء والصراخ دون أن نعي لماذا؟
هل الشتيمة للدول المتحالفة مع النظام السوري أدت إلى نتيجة فعلا؟ نحن الفريق الضعيف في المعادلة لا لشيء إلا لضعف إدراكنا وقراءتنا للواقع، وكأننا نحن نشارك بغير قصد في دعم التحالف الروسي والإيراني ضد المعارضة المسلحة السنية المشتتة المدعومة من العديد من الدول العربية. أقول ذلك لأننا فعلا سئمنا مما يحدث مما قيل تأييدا للثوره السورية، وما يهمنا نحن هو الشعب السوري بفئاته الذي يدفع الثمن غاليا وضحاياه من الأطفال والشيوخ والنساء لحسابات سياسية إقليمية ودولية وعقائدية ومذهبية والمعارضة السورية للأسف جزء منها، تلك الحسابات لن تقف عند إدلب فقط، كآخر معاقل المعارضة السورية بل ستتعداها إلى خارج الحدود السورية في ظل صمت عربي ودولي يتحرك فقط عندما تقوم وسائل الإعلام بنقل صور الدمار والقتل البشع وأشلاء الضحايا.. عندها ستصدح الحناجر بالاستنكار وتكثر الدعوات للإنقاذ ولكن بعد فوات الأوان، ولا يجدي شيء بعدها من واقع الحال، سوى انتظار ما سيحدث لاحقا في بقعة أخرى قد لا تكون في سورية ويرجع النحيب والاستنكار مرة أخرى!
[email protected]