منذ فترة ليست بالقصيرة لم تهدأ التصريحات والتعليقات النيابية وكذلك الرسمية عن التحدث عن الخلل في التركيبة السكانية وتوجيه سهام الانتقاد للوافدين وآخرها انهم «اكلوا الأخضر واليابس» على حد قول النائبة صفاء الهاشم، وأخيرا قرار وزارة الداخلية بعدم التجديد للالتحاق بعائل للوالدين والاخوة والأخوات تحت تبرير الضغط على المستشفيات الحكومية! كل ذلك من اجل تعديل التركيبة السكانية، والتي نقولها بكل جلاء ووضوح باننا «ككويتين» السبب في وجود هذا الخلل، والذي لم يكن وليد الصدفة بل منذ عقود مضت. والسؤال الذي يطرح نفسه كيف دخل هؤلاء الوافدون الى البلاد؟ أليس كفلاؤهم كويتيين او مؤسسات حكومية، او خاصة، او شركات او مواطنين؟! هل نزل هؤلاء الوافدون من السماء لكي تعقد اللجان البرلمانية ومجلس التخطيط اجتماعات منذ سنوات عديدة لمواجهة تزايد اعدادهم؟! نعم «نحن السبب ككويتيين» في ما يحصل في بلدنا العزيز من خلل في التركيبة السكانية. لماذا لا نسمع من أي مسؤول عن ذلك ام التعرض للوافدين وبأرزاقهم في كل شاردة وواردة وفي مناسبة ودون مناسبة هو السبيل للتغطية على مواجهة الحقيقة؟! الا يعي المسؤولون النتائج النفسية لمثل هذه الطروحات السلبية؟! نعم هناك خلل ولكن السبب الرئيسي والأوحد هو «نحن الكويتيين» حيث سمح القانون وكذلك اللوائح، للمواطن الكويتي بان يكون «الكفيل» وهو الذي يستخرج سمة الدخول للوافد وأيضا هو من يستخرج الرخص التجارية وتأجيرها للوافد.. وأيضا وأيضا الكثير من الممارسات التي نبدأها نحن الكويتيين بهدف الحصول على مردود مادي.. هذه الحقيقة والتي قد لا يوافقني عليها البعض. ونافلة القول لقد انتفض المجتمع المدني الأميركي أمام قرار الرئيس الأميركي بفرض حظر على دخول جنسيات اسلامية عربية محددة، ورفعت قضايا لإيقاف القرار وانتصر القضاء لذلك. وهنا للأسف في الكويت نحن السبب في ترك الأمور تزداد سوءا بتصريحات دون ان نجد أي تحرك من جمعيات المجتمع المدني او حقوق الإنسان تجاهها أليس هذا دورهم في الوقوف أمام هكذا تصريحات؟! نقولها بصوت عال كفى إلقاء اللوم على الوافد، ان هؤلاء الوافدين لديهم أحاسيس يجب مراعاتها لا اتهامهم بأنهم سبب الإخفاق الحكومي في الصحة أو غيرها. نعم نحن السبب ككويتيين في عدم اتخاذ القرار الصائب في الوقت المناسب لتعديل التركيبة السكانية. أتساءل مرة أخرى أليس الوافدون هم مصدر رزق للكويتيين في استئجار عقاراتهم؟ فكيف نقول ان الوافد يشارك الكويتي في رزقه؟! هذه سنة الحياة والدورة الاقتصادية، وبنظرة سريعة على مجالات العمل تجد الوافد، قاضيا ومدرسا ومهندسا وطبيبا وأستاذ جامعة وخبيرا ومستشارا عسكريا ومدنيا وصحافيا وأيضا تجد الوافد يعمل في النظافة وبائعا وجزارا ومهنا فنية لا حصر لها والأكثر كعمالة منزلية، كل يؤدي دوره ويتقاضى راتبا مقابله، أين الخلل في ذالك؟! ما هو شعورهم وهم يستقبلون كل يوم تصريحات موجهة ضدهم ؟! أليس من الحكمة والعقل وضع الأسس والإجراءات بكل هدوء لتعديل التركيبة السكانية وخاصة فيما يتعلق بامتيازات المواطن الكويتي الخاصة باستقدام العمالة وفق ما تقتضيه المصلحة العليا للبلاد ودون ضجيج إعلامي لا نكسب من ورائه إلا امتهان الوافد؟! وعودة إلى قرار الداخلية ومع تقديرنا لما تقوم به أسوة بالمؤسسات الحكومية الأخرى نأمل أن تعيد النظر في قرارها ولها كل الحق في التشدد مع أي طلبات التحاق بعائل من الخارج في الحالات المستقبلية، وهذا حق لاينازعها احد في إطار تنظيم الدخول[email protected]