منذ اللحظات الأولى من تفجر أزمة العلاقات بين قطر وبعض أشقائها من دول الخليج العربي وما تخلله من قطع العلاقات الديبلوماسية وإغلاق المنافذ البرية والبحرية والجوية أمام وسائل النقل القطرية، حمل صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد هذا الملف على عاتقه للبحث عن مخرج مشرف لإنهاء هذه الأزمة عبر رحلات مكوكية إلى العواصم الخليجية المعنية والتباحث مع العديد من الدول العربية والإسلامية والأوروبية حول هذا الملف في اهم بقعة من العالم من حيث الطاقة والاستقرار في ظل أوضاع ساخنة تحيط بهذه المنطقة.
وتوالت التصريحات الدولية المؤيدة للمساعي الحميدة التي يقوم بها سمو الأمير لعل وعسى تكسر التصلب وإيجاد الحلول الواقعية والمناسبة لإعادة لم شمل البيت الخليجي وتجاوز هذه المعضلة التي تعصف ببنيان مجلس التعاون الخليجي العربي وتطلعات شعوبه لمزيد من التلاحم والترابط والتكامل في مختلف الميادين. وفي هذا السياق، فإن ما يقوم به صاحب السمو إيمانا منه بأهميه مجلس التعاون ككيان سياسي وجد ليبقى وما يؤكد ذلك رسالته القيمة التي وجهها إلى قادة المجلس عند توليه مقاليد الحكم من ان مسيرة المجلس يجب ان تواكب تطلعات الشعوب في مزيد من التكاتف والترابط والأهم التكامل في جميع الميادين.
وفي ظل هذه الجهود والتي ندعو الله عز وجل أن يوفق صاحب السمو بما يملكه من علاقات متميزة مع الجميع دون استثناء على جميع المستويات الإقليمية والعربية والإسلامية والدولية ومع المنظمات الدولية كافة.
نجد للأسف الأمينين العامين لكل من جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي بعيدين كل البعد عن الأحداث الجسام التي تعصف بالعلاقات العربية ـ الخليجية وكأن الأمر لا يعنيهما لا من قريب ولا بعيد ولا يدخل في اختصاصاتهما.
نعم لقد كان ومازال دورهما سلبيا للغاية ولا عذر لهما في ذلك وهو قصور واضح في دورهما، حيث كان اقل القليل لقاء صاحب السمو وان يكونا تحت تصرفه في رحلاته ولقاءاته، مما يولد شعورا سلبيا لدى المواطن العربي بصفة عامة والخليجي بصفة خاصة عن ماهية المهام التي يقومان بها. نعم يجب ان يكون لهما دور حيادي ومستقل للتدخل في إيجاد الحلول والمبادرات ونقل المبادرات، ولكن للأسف فاقد الشيء لا يعطيه، وهذا ما يؤكد على اضمحلال دور الأمانة العامة لجامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي في مواجهة قضية مصيرية لأهم اتحاد عربي مازال قائما وتعصف به عاصفة قد تخل ببنيانه وهذا ما لا نريده كشعوب خليجية اولا وعربية ثانيا. ومن هنا فإن مواصلة صاحب السمو للوساطة أمر مهم وبالغ الأهمية لنزع فتيل الأزمة بين الأشقاء، وكذلك أمر حتمي بما يلقاه من دعم اقليمي ودولي في مساعيه الخيرة لرأب الصدع في البيت الخليجي وخاصة بعد تصريح «البيت الأبيض» بأنها «مشكلة عائلية».
[email protected]