تعتبر الصلاحيات الممنوحة لرجل الأمن بمنزلة سلطة تقديرية له أثناء أداء مهامه الأمنية بغض النظر عن الرتبة التي يتقلدها أو الوظيفة التي يتبوأها أو المستوى التعليمي، وخاصة رجال الأمن في الميدان، وبالأخص رجال المرور والأمن العام ولهذا يحرص المسؤولون وخاصة القيادة الأمنية العليا على التذكير دوما بتطبيق القانون دون تعسف أو استعلاء والالتزام بحقوق الناس.
ولقد كانت كلمة نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ خالد الجراح بمناسبة تخريج ضباط الاختصاص مؤخرا ترتكز على «مخافة الله» عز وجل، على الرغم من أداء الضباط الخريجين للقسم العظيم أمامه.
نعم هذه الكلمة تحمل في ثناياها المعاني الكثيرة من أهمية الوازع الديني لمنتسبي وزارة الداخلية والالتزام بهدي نبينا الكريم بالخلق الحسن والتعامل النزيه البعيد عن الظلم والتعسف واستغلال السلطة وخاصة لما لدى رجل الأمن من سلطة قانونية واسعة أثناء أداء المهام يمارسها تصل إلى حجز حرية الأشخاص أو التجاوز على القانون.
وفي هذا السياق هناك الكثير من الأحاديث التي تتداول بين الناس حول أداء بعض رجال الأمن بصفة عامة والمرور بصفة خاصة، وخاصة من قائدي المركبات من تعسف بعض رجال المرور عند الاستيقاف بمخالفات مرورية وسحب السيارات دون أي تفاهم أو شرح للمخالفة، ورفضهم التام توضيح أي استفسار، بل والتهديد بتسجيل مخالفة عدم الامتثال لرجل المرور، وكأن واقع الحال يقول عليك السمع والطاعة دون أي نقاش.
هذه المخالفات المرورية التي تستوجب سحب السيارة يجب على إدارة الإعلام الأمني توعية رجل الأمن قبل قائد المركبة بواجباته وحدود مسؤولياته المخولة له، وكذلك توعيه قائدي المركبات بواجباتهم وبحقوقهم عند تجاوز رجل الأمن لمهامه وتوضيح المخالفات الجسيمة التي تتطلب سحب وحجز المركبة عبر وسائل الإعلام بين فترة وأخرى، وان كنا نأمل وضع خط ساخن على مدار الساعة يتلقى شكاوى قائدي المركبات لحل أي إشكالية قد تحدث في الطريق العام.
وغيرها العديد من القضايا الأمنية الأخرى، عندما نشير إلى ذلك ليس تقليلا من دور رجل الأمن بل مواجهة بعض السلوكيات التي تسيء للجهاز وان تكون كلمة الوزير الجراح «بمخافة الله» عنوانا يوميا ونبراسا يستذكره رجال الأمن عند أداء مهامهم اليومية تحقيقا لأمن واستقرار المجتمع.
[email protected]