عدنان الشمري
عنوان متناقض يعكس المفرزات الانتخابية لمجلس الامة المقبل، ولكنه تناقض مريح يبعث على التفاؤل والامل بسبب التغيير الناجح والملحوظ، والسبب في هذا النجاح هو طبيعة النتائج لهذه الانتخابات التي اتت بالمرأة الى قبة البرلمان وللمرة الاولى في تاريخها، وبشكل ساحق تمثل في رسالة قوية للجميع عنوانها «وداعا سي السيد».
هذا الانتصار غطى على باقي التناقضات، واعتقد اننا سنشهد فصلا تشريعيا قادما مميزا ومليئا بالانجازات، لانه وكما يبدو فإن الشارع الكويتي قد وجه رسالة قوية للجميع بأنه قادر على التغيير ـ وان كان التغيير ليس كاملا ـ وانه يتطلع الى مجلس انجازات يستطيع تحقيق طموحاته وتطلعاته.
كما توقعت في مقالتي السابقة ـ وكما توقع الكثيرون ـ فقد انتفضت المرأة الكويتية في وجه من اراد تحجيمها وتقزيم دورها في الخارطة السياسية للكويت، واثبتت ان عهد الوصاية وعهد الفتاوى السياسية قد انتهى ولم يعد له مكان لدى المجتمع الكويتي، فما حققته معصومة وأسيل ورولا والجسار يعد نجاحا باهرا يضاف وبكل فخر الى رصيد التجربة البرلمانية الكويتية التي تثبت دائما ان الشعب الكويتي يجيد لعبها بشكل يتماشى مع المتغيرات والظروف، فهو في هذا المجال اراد ان يغير الخارطة السياسية للمجلس عبر ايصال المرأة وبعدد كبير لا يمكن ان يتواجد في كثير من البرلمانات العريقة.
اما الانقضاض فقد تمثل في حصاد الشيعة لسبعة مقاعد للرجال ـ بالاضافة الى مقعدين للنساء ـ ليزيدوا به تمثيلهم ويثبتوا ولو معنويا انهم كغيرهم يستطيعون ايصال من يمثلهم.
اما التجديد فيمكن ملاحظته عبر جميع الدوائر التي جلبت الكثير من الاسماء المستقلة والوجوه الجديدة، والتي يعول عليها كثيرا بأن تلعب دورا تغييريا في المجلس الجديد عبر رسم اجندة سياسية تنموية شاملة للانجازات المرتقبة، خصوصا اذا أجادوا التحالف مع المرأة القوية في هذا المجلس ومع تيارات اخرى اثبتت للشارع الكويتي انها غير مؤزمة من خلال المجالس السابقة.
هذه الوجوه وفي تصوري هي من ستعيد التوازن للحياة البرلمانية، لانها ستعمل من اجل اثبات الوجود ومن اجل ان تنال ثقة الشارع الكويتي الذي أتى بها من اجل ان يتخلص من الوجوه القديمة التي لم تجلب معها سوى لعبة «الانتخاب والحل».
فالأسماء الجديدة هي التي ستقود البرلمان المقبل، اذا شكلت كتلة برلمانية تضم في داخلها النساء الاربع وبعضا من النواب الشيعة ونواب التيارات الوطنية والديموقراطية.
ولكن نجد هناك ايضا ثباتا تمثل في نواب الفرعيات في الدائرتين الرابعة والخامسة، كذلك تمثل الثبات في محافظة بعض نواب التأزيم على تواجدهم رغم سقوط اسماء اخرى، ولكنني اعتقد أنهم سيجدون انفسهم وحيدين في قبالة هذا التجديد وفي قبالة انتفاضة النساء.
اما السقوط الكبير والمدوي فقد تمثل في الخسارة المؤلمة لكل من نواب حدس ونواب التجمع السلفي لمقاعدهم السابقة وتقليص عدد مقاعد التيارات الدينية بشكل كبير.
هذه قراءة اولية لمفرزات الانتخابات التي جرت في السادس عشر من مايو، والذي يبدو أن تلك الانتخابات قد حققت المطلوب والهدف منها، وان التغيير قد حدث.
ولكن، يبقى هناك دور الفائزين والوجوه الجديدة لاحداث التغيير المنشود، ويبقى كذلك دور الحكومة التي يجب عليها ان تستثمر الواقع الجديد بشكل يحقق طموحات الشارع الكويتي.