ظاهرة سيئة ومشينة بدأت بالتزايد وتكاد تصبح عادة عند البعض، وهي التراشق بالكلام الجارح والعبارات المسيئة من أشخاص يفترض فيهم أن يكونوا قدوة، الأمر الذي أصبح يشكل خطرا حقيقيا على أبنائنا وعلى تصرفاتهم وبدأ ينعكس سلبا على سلوكهم وتصرفاتهم بالجامعات والمعاهد والمدارس وحتى في الشوارع والأندية الرياضية.
ونأسف لنقل بعض وسائل الإعلام تلك العبارات والتصريحات المشينة وترويجها بقصد أو من دون قصد حتى أصبحت تلك التصريحات وقودا للفتنة «المتعمدة» برغم توجيهات القيادة العليا بضبط النفس وعدم نشر ما يسيء للوحدة الوطنية .
ضبط النفس يفترض أن يكون سمة من سمات الشخص المسؤول، فلا يفترض أن يكون الشخص المسؤول متسرعا في إصدار الأحكام، فإن تمكنت هذه الصفة من صاحبها خذلته وأساءت لشخصه قبل غيره.
الصورة التي تنقل لأبنائنا الآن صورة سيئة ومشوهة للغاية قد تظهر لنا جيلا متشبعا بالوقاحة والإسفاف، وهو للأسف الشديد ما نلمسه الآن في مجتمعنا، فلا تلومون جيلا نحن من غرس فيه مثل تلك الصور، ولكم أن تتخيلوا ماذا سيكون عليه الحال بعد عشر سنوات وما هي العبارات المكتوبة على مانشيتات الصحف وكيف ستكون البرامج الحوارية في محطاتنا الفضائية وما هي عناوينها؟.. الله يستر.
نحن الآن في أمس الحاجة إلى العقلاء والمثقفين وأهل العلم وأصحاب الرأي المتزن ورجال الصحافة وكتابها الأكفاء وأصحاب الأقلام المضيئة وكل إنسان غيور على هذا البلد، للتعاون والتكاتف لوأد مثل تلك التصريحات والفتن وهدم أصنامها وإسكات مروجيها، وأناشد أجهزة الإعلام كافة منع كل كلمة فيها إساءة أو مهانة من أي شخص ولأي شخص مهما كان حجمه، وكفانا شر القتال.
القصد: ما الذي يمنعنا من أن يكون الحوار فيما بيننا بالحسنى؟ ولماذا لا نرتقي بلغة الخطاب، ولماذا لا يحترم احدنا الآخر، هل هناك ما يمنع؟
من تقويم العجيري حكمة تقول «لا تجادل الأحمق فقد يخطئ الناس في التفريق بينكما».
رحم الله أستاذنا الكبير محمد مساعد الصالح وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.