من المؤسف جداً أن تتصاعد حالات التذمر والتشاؤم بين الناس يوما بعد يوم ويرجع السبب الرئيسي إلى غياب روح المسؤولية لدى البعض ممن يفترض فيهم حمل الأمانة التي تتمثل في مهمة التطوير والإنماء والبناء لهذا المجتمع، ولما كان نهر الإنجاز لا يتوقف أبدا وأن التغيير الحقيقي يبدأ من الفكر فكلما تحسنت الحياة فذاك يعني أن أفكارنا تغيرت نحو المزيد من الإيجابية.
هناك كتاب مهم جدا اسمه العقبات طريق النجاح للكاتب (ريان هوليداي) يحمل مفاهيم مهمة جدا من شأن تطبيقها أن يغير الفرد والمجتمع ليصبح أكثر حكمة، وتأثيراً في صناعة النجاح، وتعتمد فلسفة هذه المفاهيم على تحويل الانكسارات الى انتصارات وتغيير الإحباط والعقبات إلى نجاحات مستمرة ومتميزة، وهذا الإنجاز في تحويل المحنة إلى منحة يعني أن نبتكر فنون المثابرة وأصول العبقرية التي تحارب الكلل والملل والفعل اللامنطقي.
إننا ننجح عندما نحول المواقف السلبية الكثيرة التي نواجهها في حياتنا اليومية إلى مواقف إيجابية، لأن الأمر لا يقتصر على كيف يمكن أن أرى أن هذا الشيء ليس سيئا، بل ان الأمر سيتعلق برغبتك في اعتقاد أن هذا الشيء يجب أن يكون جيدا.
إننا بحاجة إلى أن نتعلم بدقة كيف نكون مبدعين ونستغل الفرص.
يحدثنا التاريخ أن أحد الملوك أراد أن يعلم شعبه درسا ليغير لهم طريق مستقبلهم فقام بوضع صخرة ضخمة وسط الطريق المؤدي إلى مدخل المدينة، ثم اختبأ ليراقب ردود أفعال شعبه فرأى الملك الواحد منهم تلو الآخر يأتي عند الصخرة ثم يذهب، بل ان بعضهم في أفضل الأحوال يحاول إزاحتها لكنه يستسلم للإحباط ويغادر متذمرا دون أن يحاول فعل أي شيء لحل هذه المشكلة. وبعد عدة أيام أتى فلاح فقير إلى المدينة فرأى الصخرة العظيمة فحاول مرارا وتكرارا أن يدفعها خارج الطريق دون جدوى، ثم خطرت بباله فكرة فبحث في الغابة طويلا ثم عاد بفرع شجرة كبير ونحته ليصبح رافعة ثم استخدمه فأزاح الصخرة العظيمة ووجد أسفل الصخرة نقودا ذهبية وحكمة تقول (عقبة الطريق هي الطريق، لا تنس أبدا، فإن داخل كل عقبة هناك فرصة لتحسين ظروفنا).
هذا هــو الدرس الذهبي لنا اليوم فـــلا تصيبوا أنفسكم باليأس ولا تشتروا التذمر والإحباط من لصوص السوق السوداء، فإن لكل مشكلة حل ولكل عويصة علاج.