اتفق أهل الأرض قاطبة لأول مرة في تاريخ البشرية على ان اعتزال الناس بعضهم البعض هو النمط الحياتي الذي يجب الالتزام به وذلك على كل المستويات، فإنه على المستوى الرسمي أعلنت الجهات الرسمية تعطيل العمل وبشكل كامل ويظهر مما نشهده ان هذا التعطيل سيطول ويتجدد يوما بعد يوم إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا، ولذلك فإننا على المستوى الانساني يجب أن نغتنم فرصة لا تأتي في الحياة إلا مرة واحدة وهي الركون إلى الاعتزال، فإن في العزلة فوائد عظيمة:
1 - يجب أن نفهم ان العزلة لكي تتحقق يجب أن تنبع من صميم القلب وجوهر الفكر فهي إن لم تأت باختيار الانسان وبقراره هو وحده فإن العزلة ستتحول من خلوة الروح وهدوء العقل إلى غثيان للنفس وهراء عاطفي سلبي وعندئذ لن تكون العزلة سوى قبر حقيقي لدفن كل شيء جميل قد تكون صنعته في يوم من الأيام، لذلك يجب أن تعلم أن العزلة قرار يجب أن يتخذ بشجاعة وجرأة، ولا توهم نفسك ان ظروف العالم الصحية قد أجبرتك على العزلة لأنها لم تجبرك بل فرضت علينا جميعا وضعا حرجا ولكن الأسلوب الذي تعمل به انت وحدك من يقرره ويصنعه لذلك فلابد أن تتيقظ روحك لتقرر ما تريد.
2- العزلة يجب ألا تخلو من ذكر ولا يوجد أفضل من ذكر الله لأنه يحمل معاني الالتجاء إلى من هو أعظم من كل عظيم والتضرع والابتهال إلى الذي خلقنا برحمة ومحبة وتلطف بنا وهو غني عن ذلك الاهتمام بل هو يجعل من منهاجه القويم جسرا للتواصل والتعاون بين خلقه وعباده، ان الذكر لا يعني استهلاك اللسان بما لا يثير الروح وليس الورد صوتا بل هو معرفة حقيقية تنسجم بالروح وتلبس الإنسان ثوب التألق الروحي الحقيقي وهو ما نسميه النفس الملهمة الناطقة بالحق والحقيقة والحب.
3- العزلة في هذا الوقت لابد أن تكون عزلة من كل شيء ويجب أن نمارسها بهدوء وان تتحول إلى تخطيط لمستقبل واعد بالمفاجآت على الصعيد الخاص بنا فهي بوابة جديدة لأمل كبير.