في ظل الأزمة العالمية المستمرة إلى وقتنا الحاضر والناتجة عن الجائحة التي صدمت الإنسانية كلها بلا استثناء تقفز المنعطفات أمام مسيرتنا في الحياة فتتجلى المواقف ويتألق أناس ويسقط آخرون إلى هاوية سحيقة لان التحدي في هذه الأوضاع يكشف القيم الحقيقية التي يؤمن بها الإنسان والتي يخفيها معظم الناس في عميق قلوبهم عن غيرهم.
دعونا ننظر في مجتمعنا فلقد كان أول تداول للوباء العالمي سيئا للغاية إذ استغل بعض السياسيين الأمر لنشر الطائفية وإهانة بعض المواطنين ونشر رسائل الكراهية بين أبناء الوطن الواحد، وحاول هؤلاء جهدهم إلا أن مسعاهم خاب وخسر لأنه راهن على حصان خاسر خائب وهو «الطائفية»، لكن نحمد الله أن الخطاب الطائفي قد انحسر وبات مرذولا منبوذا عند الكثيرين ونأمل أن يزول بشكل كامل قريبا ان شاء الله، ثم تم افتعال أزمة بين المواطن والمقيم، والحق أقول إن العلاقات بينهما ممتازة إلا أن الأمر لا يخلو من تصرفات لا مسؤولة وإعلام خاص يثير مشاعر سلبية متبادلة من هنا وهناك لكن المواطن والمقيم الواعيين تجاوزا هذا الانفلات الأخلاقي وانكشفت هذه الكراهيات المنفلتة ومن وراءها الا ان هذه المحنة التي نعيشها جميعا منحتنا فرصة جديدة لكي نعيد جميعا تنظيم حياتنا وتهذيب أفكارنا لتتناسب مع الحدث الحاضر ولكي نتمسك بالقيم الأخلاقية السامية كالحب فالإنسان محب بطبعه.
ان من حق الدولة بل من واجبها ان تصون حقوق المواطن والمقيم على حد سواء إلا أن الالتزام تجاه أبنائها له الأولوية دون أي جدال او خلاف وهنا فإنني أود الإشادة بالشجاعة التي تمتلكها قيادات وزارية حالية لتصدر قرارات ترفع الروح المعنوية لابناء الكويت وتسند إليهم مهام قيادية ريادية بهدف تطوير العمل الحكومي في بلادنا فإنه شيء رائع ان تقوم د.رنا الفارس وزيرة الأشغال بضبط الحالة الوظيفية في الجهات التي تقع تحت إشرافها وإدارتها وانها مبادرة كان ينتظرها أبناؤنا وبناتنا منذ زمن وهاهي الفرصة قد جاءت فما عليهم الا ان يبذلوا جهودهم بكل مهنية وإبداع.
ان وضع الأشياء في أماكنها الطبيعية ما هو بظلم، والكويت هي الدولة العربية الأولى في تقديم العطاء الإنساني المتميز وبذلت الكثير مما لا ينكره أحد إلا أن الأوان قد جاء ليتسلم أبناؤها مسؤولياتهم في العمل بشكل كامل لأن هذا قدرهم وهذه بلدهم.