قال والدي لي: «مراد ولدي، أوصيك بأن تبقى تقرأ حتى لا تغترب عن الواقع»!، ومازلت أقرأ منذ عشرات السنين وسأظل كذلك لأن القراءة حياة إذا ما كانت فوق الذات ومن أجل حرية الإنسان وخلاصه من أغلال النفس وأوهام الثقافة، يقول مراد: تشرفت لعدة مرات بزيارة الشقيقة الكويت بلد المحبة والثقافة وتعرفت على مفكرين ومثقفين مبدعين في شتى صنوف الأدب والعلم والفكر تلمس فيهم لغة الإنسان، وحبا لهم آثرت تحرير رسائل مهمة عن القراءة الاستراتيجية كإضاءات وهي كالآتي:
1 ـ القراءة رسالة حياة والكتاب موضوعها بكل تمثلاته، أمرنا أن نأخذه بقوة كما أمر نبي الله يحيى عليه السلام ابتداء بما هو مقدس وصولا إلى ما هو اجتهاد أناس أعملوا عقولهم، والحكمة تقول: من شاور الرجال شاركهم في عقولهم.
2 ـ اقرأ لكل مؤلف ولا تقرأ فقط لمن تحب، لأنك تقرأ بعقلك!
3 ـ اقرأ بشغف وحكمة متطلعا لأن يقرأ لك الناس مستقبلا.
4 ـ القارئ المنفتح والمتسامح هو مشروع الكاتب المبدع والمثقف الأمين.
5 ـ لا تقرأ بجدال وأحكام مسبقة ولكن بحكمة وتواضع حتى تمحص ما تقرأ لتؤلف ما ينفع.
6 ـ لا تبخس الكتاب والمؤلفين جهودهم لأنك لا تلتقي معهم فكريا أو مذهبيا أو دينيا أو اثنيا أو علميا، لذلك كن الإنسان القارئ حتى تصبح المؤلف الإنسان.
7 ـ اجتهد في ادخار عصارة ما قرأت لأنـــها رأســـمال ما ستؤلف ومضمار بناء مناهج الدراية والــرعاية والرواية.
8 ـ لا تقض حياتك إمعة، قارئا بلا أثر فكر، فالقراءة منفعة ذاتية والتأليف صدقة جارية.
9 ـ تواصل مع المؤلفين والمفكرين والعلماء وتواضع لهم تكن مثلهم أو في مصافهم.
10 ـ كلما كتبت المؤلفات تكن محتاجا للقراءة، وكلما عالجت أسلوب قراءتك كنت مؤلفا مبدعا كما كان عمالقة الفكر والتجديد والنهضة.
11 ـ اقرأ بتنوع لغوي وثقافي وعلمي، فالرواية جامعة لكل فنون المعرفة والفلسفة فن المعرفة والفكر الإنساني سفينة التنوير.
12 ـ اقرأ لدينك ووطنك وتاريخك وأمتك وللإنسانية حتى تساهم في التصحيح والإصلاح والأمثل والعادل.
13 ـ اقرأ كأنك تتفرج على مباراة تنس، بصمت وهدوء وتركيز وتأمل..!!
14 ـ اقرأ في الهواء الطلق حتى تؤلف بإنسانية.
15 ـ اقرأ لتوفر ما يغني إنسانيتك ومسؤوليتك ومصيرك خيرا.
هذا ما أتحفنا به غريبي مراد مفكرنا الشاب المهنـــدس الذي وفقه الله لبناء جسور الإخاء المعرفي بين الأشقاء.