لقد بات عالمنا الذي نعيش فيه عالما مليئا بالخوف، فكورونا مازالت تضرب وتحصد الأرواح، وكلما فرحنا بقرب النجاة منها بلقاح أو علاج يعلن عنه البعض تجد أن وسائل الإعلام تتسابق لوأد هذه الفرحة في مهدها وتشكك تارة وتكذب أخرى بأية لقاحات قد يعلن عنها، وهذا يؤكد أن بعض الوسائل والجهات الإعلامية في العالم تعمل على زيادة وتيرة الخوف والقلق والتوتر لدى البشر.
إن من سمات هذا العصر أن الناس بدأت تنتبه إلى التأجيجات الإعلامية وراحوا يبحثون عن طرق أخرى يسعون من خلالها لمعرفة حقيقة ما يجري في العالم، وهنا فإننا نؤكد أن التيقظ والتفكير بمنهج دقيق والسعي إلى المعرفة هي مفاتيح الحياة الناجحة، ولذلك فإن إدارة ظهرك للناس أفرادا أو مجتمعات وعيش عالمك الخاص الذي هو أشبه ما يكون بجزيرة منعزلة لا تحقق إلا الفشل لأنها هروب من مواجهة الواقع وهروب من مسؤولية الضمير الإنساني الحر.
الإنسان الحر يعرف كيف يكون الانتقاء لأن الانتقاء صفة في الإنسان المتوازن تعتمد على تشخيص الاحتمالات ودراستها وتفكيك البيانات والمعلومات لكي يحصل على الصورة الكاملة ويستطيع تكوين رأى متوازن بناء على معلومات نقية وغير ملوثة بالهراء العاطفي أو بالتضليل الإعلامي أو بالتوظيف الايديولوجي، لذلك لكي تصبح رائدا مبدعا تبتكر طريقة متوازنة دقيقة ممنهجة لرؤية الأشياء في العالم ومن ثم لكي تعرف العالم على حقيقته.
إن إدارة خوفنا من آراء عالمنا الذي من حولنا مهم للغاية لأنها هي التي تنقلنا من حال التأثر إلى التحصين من الجوانب السلبية وبل تجعلنا نتقدم خطوات نحو النشاط الإيجابي.
إن (الأمل) أعظم هدية نحصل عليها من آلامنا والأمل عاطفة مدهشة للغاية لأننا بالأمل نواجه مخاوفنا حول مستقبلنا المجهول، لاسيما إذا كان الأمل مرتبطا بالإيمان بحب الله لنا، وليس علينا سوى أن نحول أفكارنا وجهودنا في اتجاه إيجابي حقيقي وأن نواجه مخاوفنا ونهزمها فإنه بالأمل تبنى الحياة.
الأمل هو أجمل ما في الحياة، أما التشاؤم فهو خنجر يغرس نصله المسموم في الروح، لذلك يجب أن نقلعه من حياتنا إلى الأبد.