اليوم كان الطقس شديد البرودة، لكنني أحاول بل أحارب ألا أقطع عادة من عاداتي الحميدة اليومية، نزلت من مكان إقامتي في الطابق العلوي، أحسب الدرجات العشرين متثاقلا، لأقوم بالبرنامج «المشي».
وأنا في طريقي إلى الخروج مررت على مركبتي لآخذ منها سترتي الشتوية الجديدة «المفضلة»، جلدية الصنع سوداء اللون مثل أفكاري يومها، تناولتها من المقعد الخلفي من بين الأغراض والحاجيات الأخرى كأنها تختبئ وتهرب من الخروج، لا ترغب في الخروج إلى البرد القاسي، لكن آسف، لا مفر فقد جاءت ساعتك «السترة» الآن.
وأثناء ارتدائي لها تناثرت وتطايرت رائحة عطري الذي وضعته سابقا في الصباح الباكر، وعندما أحكمت أغلاقها شعرت بأنني ضممت نفسي وروحي التي كانت تائهة عني، غابت عني كثيرا وها هي تعود وترجع «أهلا وسهلا». قد أكون لم أقدرها بالشكل المناسب أو بالذي تستحقه في مرحلة من المراحل التي مضت، لكن أعدك أنني لن أتخلى عنك مرة أخرى، أنت من يستحق الثقة لأنني لم أعد أثق بأحد سوى رائحة عطري، فهو يمثلني ويعكس شخصيتي وأنا من اختاره من بين الكل رغم كثرة الخيارات في تلك الأرفف.