ربما هي وجهة الكويتيين الأولى، لكنها ليست كما يصور لها بالجمال والأمان، حتى باتت لندن مدينة اللصوص واللاجئين والهاربين والخارجين على القانون، مدينة المهاجرين، والمشردين، والمجرمين، فكثرت جرائم السرقات في الآونة الأخيرة، وتحديدا سرقة الخليجيين لأنهم الفئة الأغنى والأكثر بهرجة و«فشخرة».
ازدياد جرائم السرقات والاعتداءات على الخليجيين سببه الخليجيون أنفسهم! فبعد جائحة كورونا اختلفت الأوضاع بشكل عام في العالم، وازدادت سوءا، حيث تشرد آلاف الناس، وخسر آلاف المقيمين والمهاجرين والموظفين وظائفهم، وسرح العديد من المحال والمؤسسات، مما تسبب في أزمة وظائف وأزمات مالية ونفسية عديدة في أوروبا بشكل عام، وإنجلترا بشكل خاص، فأصبح الوضع أشبه بغابة «كل ينهش في الآخر»، حيث ارتفعت معدلات السرقات والجرائم، وأسهل فريسة ممكن ان يحصل عليها اللصوص هو السائح الخليجي الثري والذي يعتبر «الكنز المتنقل» في نظرهم، هذا الكنز يتمشى في الشوارع مرتديا افخر الماركات العالمية، والساعات باهظة الثمن، والاكسسوارات والذهب والالماس والحقائب الفارهة وآخر الماركات، ويحمل آلاف الجنيهات «الكاش» ويقود سيارات رياضية فارهة ويستعرض «كشخته» أمام المشردين واللصوص والبؤساء، ومن الطبيعي، والبديهي أن يتعرض للسرقة والاعتداء!
تتعامل الشرطة الانجليزية مع آلاف البلاغات يوميا حتى انها سئمت من شكاوى الخليجيين، وأصبحت تتجاهل الكثير من البلاغات بسبب كثرتها وتكرارها، ففي كل مرة «يكشخ الخليجي، ثم يسرق ويشتكي» على الرغم من كل التحذيرات. وربما لا يتعظ السائح الخليجي من تجارب غيره حتى يقع هو فريسة السرقة في هذه الدول غير الآمنة.
فأغلب الأجانب، يعتقدون أن كل خليجي ثري، وكل خليجي يمتلك بئرا نفطية يصرف منها، ولا يصدقون بأن الكثير منهم ليسوا كما يتصورون، ولكن البهرجة الزائدة تعطي الفكرة الخاطئة عن الحالة المادية والفعلية للسائح الخليجي وتلفت انتباه المجرمين، حتى ان الكثير من اللصوص يأتون إلى لندن في فترة الصيف لسرقة الخليجيين ثم العودة لديارهم.
يجب أن نعي أن جمال السفر في بساطته، ويجب أن نعرف أن الأوضاع خارج دول الخليج ليست كما هي في دولنا وهي غير مطمئنة وغير آمنة، فاللص لا يسرق البسطاء، لأن اللص «محترف» يعرف من يسرق وكيف يسرق وأين يسرق ومتى يسرق.
بالقلم الأحمر: الحذر واجب وإلا مصيركم السرقة وربما أكثر من السرقة.
AljaziAlsenafi@