هل ما نراه بشكل متكرر في «تويتر» و«فيسبوك» و«انستغرام» وغيرها من المواقع الاجتماعية يؤثر علينا أم أن ذلك يرجع لأمور عدة منها قوة التفكير والشخصية؟ حتى نعطي للسؤال إجابته الدقيقة نرجع لربط الإعلام الاجتماعي بالإعلام والذي تعتبر نظريات الاتصال محورا أساسيا في كل مؤسسة ورسالة إعلامية تقوم على أساسياتها، من بين النظريات نظرية التطعيم أو التلقيح والتي تشبه الشخص بتحصينه ضد الأمراض، فيمكن من خلال حقن الشخص وقايته من المرض وعمل الحصانة له، ونظرية التطعيم هذه تقول إن الشخص يتأثر على المدى الطويل حينما يشاهد المحتوى الإعلامي فيصبح مكتسبا للسلوك دون إحساسه بذلك، فالأمر غير المقبول يصبح عاديا وهكذا، ولذا ينصح بعدم مشاهدة العنف والجريمة لأنها تخلق حالة من اللامبالاة تجاهها وعدم الوقاية من هذه المحتويات.
تخيلوا معي الآن مع محتوى متكرر في الإعلام الاجتماعي ويتم تكرار نشره ودفع مبالغ طائلة لانتشار هذا المحتوى، وتستخدم معه قنوات وحملات إعلامية لتوصيل هذه الرسالة أينما كانت ترفيهية أو اجتماعية أو سياسية أو مضامين أخرى، ولهذا الأمر خطورة لانتقال أمور وسلوكيات ومواقف واتجاهات في مجتمعاتنا قد تنتقل بين حين وآخر للأمر المألوف، وأعتقد أن الجانبين التربوي والتعليمي من الأسرة والمدرسة لهما دوران كبيران في تعزيز المسؤولية الفردية لدى الشخص في اختيار المحتوى والابتعاد عن المحتوى غير المألوف وإمكانية زرع الوازع الديني والرقابة الذاتية مهما كانت الأشياء التي ترغب الشخص للاستمرار في ذلك، وحتى نعطي الأمر صلة أخرى قد تؤثر محتويات الإعلام على قدراتنا اللغوية فتضعف ما هو قوي بمجرد تكرار مشاهدته أو الاستماع له أو قراءته أو بإمكان أن تتغير هوية من نقارن أنفسنا بهم ويصبح عدم رضانا عن شكلنا أو ما نلبسه لأننا دائما ما نقارن الآخرين ونسعى لأن نكون الأفضل، وهذا بعد اقتصادي قد يقود المجتمع للتدهور فيهتم بالمظهر دون الجوهر، ولا غنى عن أهمية الاهتمام بالنفس والجمال لأن الله جميل يحب الجمال ولكن دون افراط في ذلك، لنجعل أعيننا تفهم ما يجري حولنا ولنعلم أطفالنا هذا الأمر أن تكرار مشاهدة أمر ما لا يعني بالضرورة صحة الشيء وألفته.
[email protected]