أمينة العلي
جائزة البغلي للابن البار من المشاريع التوعوية الدينية الاجتماعية الإعلامية الرائدة في الكويت ومنطقة الخليج العربي للتوعية باحتياجات المسن وتعزيز السلوك الإيجابي لدى الأبناء تجاه والديهم، ومن أهداف الجائزة، التي تمنح للفائزين والفائزات البارين بوالديهم، نشر الوعي وتنمية العلاقات الأسرية.
وهدف إبراهيم البغلي من نشر جائزة الابن البار هو توطيد وتقوية العلاقات الأسرية وايضا من اجل تفعيل دور الإعلام تجاه قضايا المسنين، وتفعيل دور المسنين ودمجهم بالمجتمع للسنة الثانية على التوالي، وبعد النجاح الذي تم تحقيقه بعد ظهور هذا المشروع للنور، وانطلاقا من النجاح الذي حققته الجائزة في العام الماضي، حيث لقيت الحرص والتفاعل من جميع أفراد ومؤسسات المجتمع، وان دل ذلك على شيء فإنه يدل على انعكاس مدى الوعي بأهمية البر بكبار السن الذين أخذنا على عاتقنا توفير الحياة الكريمة لهم منذ ان تبنى بورائد فكرة هذا المشروع المثمر دينيا واجتماعيا.
احتفال الابن البار لهذا العام يلبس حلة جديدة، فبالإضافة الى تكريم أبنائنا الذين فازوا بجوائز الابن البار هناك كوكبة من سيدات وسادة المجتمع الاكفاء اختيروا بعناية لكفاءتهم ودورهم المميز لحل قضايا المجتمع سيكرمهم بورائد نظير الخدمات التي قدموها لمجتمعهم ولبلدهم الكويت، ولأن بورائد يؤمن ايمانا تاما بأن المكرمين هم الحاضر الزاهر وهم نبع العطاء وعنوان الايثار والتضحية ولهم اليد الطولى الممتدة لفعل الخير.
جائزة الابن البار مشروع توعوي حاول بورائد من خلاله تعزيز السلوك الإيجابي لدى الأبناء لغرس القيم الجميلة في نفوس أبنائنا وبناتنا.
الحقيقة التي لابد ان اذكرها هنا ان ما قدمه ابراهيم البغلي من خلال هذه الجائزة هو اقل القليل مما في جعبته من افكار ومشاريع يود ان يقدمها الى وطننا الغالي من خلال جمعية ابراهيم البغلي لرعاية المسنين، حيث يحرص البغلي على ان يبين للجميع ان وطننا اعطانا الكثير وجاء دورنا لنعطي لهذا الوطن ما نستطيع.
في شهر يونيو الماضي دعانا بورائد والسيدة حرمه انا ومجموعة الفرحة والأمل التطوعية لنكون برفقتهم اثناء زيارتهم لجمهورية مصر العربية وكان الهدف زيارة بعض دور العجزة ودور المسنين وكبار السن في مصر للاستفادة والاطلاع على أحدث ما قدم لهذه الفئة من خدمات وخلال تجولي معهم سمعت قصصا يقشعر لها البدن ويشيب لها الرأس ما سمعت ان ابنا يعرض على والده المسن اكل الدهر وشرب على قسمات وجهه المتجعد بالهموم ان يدخله دار المسنين، حيث اقنعه ان مثل هذه الدور سيلاقي فيها العناية والتمريض وحتى الصداقات الجديدة رغم ان هذا الولد وحيد ابويه وامه توفيت وهو طفل صغير وبعد ان اصبح الولد مهندسا وتخرج في الجامعة وتزوج زج بأبيه في دار المسنين ارضاء لزوجته.
واخرى قدمت الى دار المسنين منذ اعوام عشرة وتركها أولادها منذ ذلك الحين، ترددت الحاجة أم حسين في اخباري عن زيارات ابنائها لها فالموقف جعل ملامح الخجل ترتسم على وجهها المستدير المتجعد وهي تقول لي ان لها ابنتين وولدا والولد هو الذي دأب على زيارتها بين الحين والحين وتضع ام حسين الحجج والأعذار لبنتيها اللتين لم تزوراها منذ سنوات.
سمعت قصصا اخجل ان اكــــتب عنها لأنني كلما تذكرت تلك الأمهات والآباء وهم يسردون قصصهم تنهمر دموعي غصبا عني.
بورائد والسيدة حرمه أيديهما البيضاء ممتدة في كل مكان قدموا الدعم المادي والمعنوي لتلك الدور ودعا بو رائد الناس غير العارفين بدور المسنين ودور العجزة الى اكتشافها وزيارتها، وقال جملة مازالت ترن في أذني وذلك أثناء ما كان يقوم بتوزيع الهدايا على المسنين بالدار ان هذا كله سلف ودين، واضاف قائلا: انه عندما يتذكر والده ووالدته رحمهما الله ومقدار التضحيات التي قدماها له ولاخوته يشعر بالحنين لهما ويعمل جاهدا لأن يكون بارا بهما حتى بعد مماتها ومساعدة كل مسن أو مسنة غير قادر وتعزيز السلوك الايجابي لدى الابناء تجاه المسنين.
شكرا للفاضل ابراهيم البغلي والسيدة حرمه الحنون الانسانة ام رائد على ما قدماه للمسنين من رعاية وعلى التوعية الاجتماعية لجائزة الابن البار، جعل الله اعمالكا في ميزان حسناتكا.
كلمة اخيرة:
نأمل من وزير الشؤون الإسراع بالموافقة على اشهار جمعية ابراهيم البغلي الخيرية لرعاية المسنين، حيث ان هذه الجمعية سترعى وتخدم شريحة كبيرة من امهات وآباء ضاعوا بين متاهات الحياة وجحود ومتاعب أبنائهم.