أمينة العلي
يواصل مهرجان القرين الثقافي رسالته التنويرية وأهدافه النبيلة بربط الثقافة والفنون وتفعيل الحضارة في جانبها الأهم واتاحة الفرصة امام المثقف والفنان للتواصل مع نشاطات هذا الحدث الثقافي المتميز، فالثقافة والفنون هما قلعتنا الحقيقية وسلاحنا للسير في مواكبة عصر المعلومات والمعرفة، حيث يتسم كل بلد بفكره الإنساني فتظل له صبغة موضوعية طوال عقود الزمن.
مهرجان القرين الثقافي يقدم الكثير من الأنشطة الثقافية والفنية الحافلة بالنشاطات المتنوعة التي تتمسك بالنهج الذي ارتأته والذي يقوم على إيمان عميق بأن الثقافة والفنون هما الأرضية الصالحة لعملية الوعي والتطوير سواء على مستوى الفرد او الجماعة وهي شرط ضروري لنهوض الأمة، ولهذا المهرجان أهمية كبرى في الحياة الثقافية والفنية في الكويت، حيث نعيش معه ما يقرب من الشهر حافلا نهارا وليلا بشتى صنوف الفنون والآداب بمشاركة نخب واسعة من المبدعين والبارزين في هذه المجالات من الكويت ومن الدول الخليجية والعربية، وهكذا سيكون بوسع جمهور المهرجان متابعة نماذج فنية واستعراضية لتكتمل بذلك فسيفساء القرين الثقافي بالأنشطة المتنوعة ليكتسب المهرجان أهمية خاصة في الحياة الثقافية والفنية في الكويت، فمعه نبدأ عاما نابضا بالنشاط والأنشطة الدورية والموسمية واليومية.. «القرين الثقافي» لهذا العام جديد طموح بالبرامج والمشروعات التي أصبحت من ثوابت وتقاليد الحركة الثقافية والفنية في البلاد، ودونه لم يعد ممكنا تصور هذه الحركة التي تواكب الجديد وتنميته وتطويره والاهتمام ببث الفنون والثقافة وتذوقها وتوثيق الروابط مع الهيئات الثقافية والفنية العربية، ووضع خطط فنية وثقافية في ضوء حاجات ومتطلبات البلاد، ويبدو ان جهد الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدر الرفاعي والإخوة المسؤولين عن المهرجان يزداد يوما بعد يوم لأنهم سلكوا طريقا ينمي ويطور الملكات الحضارية في مجتمعنا لتمتزج فيه الأهازيج والمشاعر بمهرجاننا، عساكم على القوة ايها الاخوة مسؤولي المهرجان، صحيح ان درة الثقافة والمسارح والأندية ومؤسسات الكتاب والتلفزيون والإعلام وكل الأجهزة الثقافية الأخرى هي من صنيع السياسي، ولكن لن تكون حية إلا بهذا المثقف الذي يمثل روح الأمة، ولعل المهرجانات الثقافية بهذا المعنى هي نقطة التقاء السياسي بالثقافي ليكونا معا رغم الاختلاف الشديد، واذا كان مهرجان القرين قد كسر بعض الأنماط الرسمية فيما تعودناه من بعض المهرجانات العربية الاخرى واذا كان ايضا يقام في دولة، أشعر صادقة بأنها من أوائل الدول العربية التي تصالح فيها السياسي مع الثقافي، بل ان السياسي في هذه الدولة كما اتصور من وجهة نظري كان مؤسسا للثقافة، فإن نظام هذا المهرجان الجيد يطبقه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بشكل دوري وبنجاح، مهرجان القرين على مدى ثلاثة اسابيع هو ركض في كل الاتجاهات والأشكال والتعابير، فمن الندوة الى المسرحية الى الموسيقى والقصيدة الشعرية والقصة والرواية وكل فضاءات التعبير والحوار التي تشكل عمق وعي الأمة باتجاه مستقبل نجهل كيف يكون ولكن لا مفر لنا الا ان نكون فيه بهذا الشكل او ذاك.