إننا أمام واقع مأساوي مشتت تتقاطع فيه المسؤوليات وتصطدم فيه الحسابات، ما يهددنا في النهاية بعدم اتفاقنا، مما يزيد الكراهية بيننا، نحن العرب والمسلمين في جميع أنحاء الوطن العربي وحتى خارج حدود الوطن العرب ننقسم إلى جبهتين، جبهة تسعى إلى نشر اليأس والإحباط، وجبهة تسعى إلى زيادة مساحة الجرح وهي التي تغتال التسامح وتمثل بجثته في الشوارع، إذن كيف لنا ونحن وسط هذا الكم من الإحباط أن نحرر عقولنا من العصيان ونتفق على ألا نتفق من أجل مصلحة وطننا ومصلحتنا كشعوب إسلامية عربية؟
الناس يموتون في سورية ومصر ولبنان والحصار الظالم من الحكام العرب فاق في ظلمه كل ما سبقه من حصارات الجدار الحديدي إبان الفترات الماضية، ذلك يعتبر جزءا بسيطا مما تابعناه من مآس وآلام لأهل سورية الذين سجنوا داخل حدود بلدهم ومنع مرضاهم من تلقي العلاج ونقصت لديهم كميات الغذاء والماء وأخذوا يتساقطون موتى بسبب المرض والجوع ورصاص حكومتهم، ومع هذا لم يحرك أحد ساكنا والضحايا بالآلاف، هنا أتساءل: ماذا نحن فاعلون؟
حرام والله حرام ما يحدث لأهل سورية ومصر العزل من السلاح ومن الطعام.
الكيان الصهيوني والمجتمع الأميركي والأوروبي لا يريدون السلام ونحن كعرب والمجتمع الدولي أيضا نشترك معهم في صنع هذه المأساة، أين الإسلام منا ونحن نرى بأعيننا موت الأطفال والشباب والنساء ورغم ذلك ما زال الشعب السوري يقاوم رغم ما يحاك ضده من مؤامرات؟ أين مواقف الدول العربية والإسلامية؟ أين مسلمو العالم وهم يرون أمام أعينهم وعلى مسمع ومرأى من العالم أجمع ضحايا أبرياء؟!
ما حدث في مصر الآمنة ما هو إلا مجزرة جماعية مخالفة للقانون والإنسانية والله لا يرضى بذلك ولا يجوز السكوت عنه، ما أريد أن أعرفه ما موقف الدول العربية والإسلامية أمام كل ما حدث، نحن نواجه الآن التحديات الصعاب من المجتمع الدولي ونحن العرب أعطينا الإذن والفرصة لهم للإجهاز علينا وقتلنا بعد أن عجزوا عن كسر إرادتنا، نعم الحكومات العربية مقصرة تجاه شعوبها لأن أميركا لن تسمح لنا بقول كلمة الحق، نحن كعرب ومسلمين نرفض رفضا قاطعا الجرائم التي ترتكب في مصر وسورية ومن انتهاكات لحقوق الإنسان وانتهاكات لاتفاقية جنيف، وهذا الأمر يتطلب تحركا جماعيا تشترك فيه الحكومات العربية والإسلامية وبالسرعة الممكنة.
ما حدث في مصر وسورية ما هو إلا مجزرة جماعية وأمر مخالف للقانون والإنسانية ولا يجوز السكوت عنه، وكل ما أريد قوله هنا هو أن ما حدث ويحدث في مصر وسورية ما هو إلا خطة أميركية معروفة لكن نحن نوهم أنفسنا بأننا لا نعلمها، الصهاينة والأميركان لم يهدأ لهم بال إلا إذا فجروا الأوضاع في منطقتنا خاصة مع إيران لأنهم لا يريدون للعرب والمسلمين إلا الهلاك والدمار ونشر الفتنة بينهم وما يحدث في وطننا العربي ما هو إلا إبادة للشعوب العربية، ومع ذلك نرى البعض مؤيدا لهذه الجريمة البشعة، ما أراه هو أن هناك تخاذلا عربيا لأن الأمة العربية تناقش آلامها وهمومها وقضاياها بصوت خافت ضعيف، ما يحدث هو جريمة ضد الشعوب العربية تحمل غيوما سوداء ودماء تغزو المنطقة العربية.
لذلك أرجوكم يا عرب يا مسلمون أن تكونوا منصفين، أيها المتخاذلون ولو مرة واحدة كي نكون أحرارا من أسر الفكر الغربي.
[email protected]