بقلم: بدر محمد العلوش
الكرامة مبدأ إنساني وأخلاقي، يتعامل الإنسان به على أنه غاية لا وسيلة، والكرامة لا تختلف بين الناس، واختلافها الذي نراه هو بسبب ممارسات سابقة وتراكمات عبر السنين اكتسبها الإنسان بفعل الضغوط التي تمارس عليه من الأعلى حسب ظروف الإنسان نفسه، ومبدأ الكرامة متجذر منذ الخليقة والاختلافات الحالية متوارثة عبر الأجيال من الأعلى إلى الأسفل، فقد يتنازل الإنسان عن بعض من كرامته لغرض تعبدي ديني (سماوي أو أرضي) في مقابل الحصول على الأجر من الله في الدنيا والآخرة، وقد يتنازل البعض عن بعض الكرامة بسبب الضغوط الاجتماعية، مثل: الفقر المدقع والعوز والجوع أو توفير قوت الأبناء، وكذلك فقد الكرامة بسبب الإدمان على المخدرات والتنازل عن بعض القيم والمثل العليا ومن ضمنها الكرامة وعزة النفس، وكذالك قد يتنازل البعض عن كرامته للوصول لمنصب معين للحصول على مبتغاه من السلطة والشهوة والمال، وقد يتنازل البعض عن كرامته بسبب ظلم الحكومات وممارسة الأساليب البوليسية القمعية التي قد لا يتحملها البعض فيتنازل في المقابل عن كرامته أو شيء منها.
وقد يتنازل البعض عن كرامته بسبب الحب والعشق ليعيش حالة الهيام النفسي والذهني في عالم الخيال ويتنازل في عالم الحقيقة عن بعض من كرامته، وقد يتنازل البعض عن شيء من كرامته للتملق والنفاق الذي اكتسبه لأسباب قد تتعدد، وقد يتنازل البعض عن كرامته او يصور ذلك للناس في الأفلام والمسلسلات وغيرها من باب التمثيل وليس حقيقة.
وقد ذكرنا أسبابا متعددة للتنازل عن الكرامة أو بعضها، وتركنا أسبابا أخرى للاختصار والإيجاز، نريد من كل ما ذكرنا أن نقول للجميع ان الكرامة مبدأ عزيز لا يتنازل عنه أحد إلا بمقابل عزيز، وقد يختلف هنا معنى «العزيز» من شخص لأخر أو من بيئة لأخرى ولكن نؤكد أن «الكرامة» لا تختلف عند الناس مهما كان أصلهم أو لونهم أو منشأهم أو محيطهم أو حالتهم ولكن هذا الاختلاف طارئ على الإنسان.
لذلك أيها السادة، نقول لكم، وليسمع الجميع إننا لن نبيع كرامتنا بالمال، المال عزيز وهو كالطعم للسمكة ونحن لسنا أسماكا في بحاركم ولا أنهاركم أموال الأرض لمن فوق الأرض، وإذا قدر الله لكم أن تضعوا أيديكم على هذه الأموال فلا تستخدموها في شراء كرامتنا، فكرامتنا ليست معروضة للبيع، فالأموال وسيلة لخدمة الإنسان والحفاظ على أمنه ورفاهيته وكرامته، وليست وسيلة أو طعما يرمى ليصطاد به من في الأعلى من في الأسفل.
أيها السادة: الأموال للحفاظ على الكرامة، فلا تجعلوا الكرامة تحافظ على الأموال.
أيها السادة الكرام: إذا تنازل البعض عن كرامته لأمر ما.. فلا تطمعوا أن يكون الجميع متنازلا ومتخاذلا.
وأخيرا أيها السادة الكرام: لن نبيع كرامتنا بالأموال.
[email protected]